البَصمة.. والوَصمة: (البصمة التركية، اليوم.. وبصمات أخرى)!
كثرت البصمات ، التي تحدّد هويّة الشخص ، بعد بصمات الأصابع : ( بصمة العين .. بصمة الصوت..) ! كما صارت البصمة رمزاً ، لتأثير الإنسان ، في حياة الآخرين ! فيقال : فلان الفنان ، أو الأديب ، أو السياسي .. ترك بصمة ، في مجاله ، بصرف النظر، عن طبيعة البصمة ، وعن مستواها الخلقي ، وعن تأثيرها الحسن ، أو السيّء ، في حياة الناس !
وقد تكون البصمةُ (وصمةً) ، تركها صاحبها ، في مجتمعه ، فأثرت ، بقوّة ، في حياة الناس: عقلياً، وسلوكياً ، سنين طويلة ؛ كما هو حال بعض الأدباء والفنانين ، والمفكّرين والساسة ! وربّما كان تأثير بعض هؤلاء، في شعوبهم ، أقوى من تأثير أيّ مخدّر، وتدميرُهم لأخلاق شعوبهم ، أخطر من تدمير جيوش كثيرة ، معادية لأمّتهم !
ومعلومٌ أنه ، كلما كان الفنان ، أو الأديب ، أو السياسي .. بارعاً ، في أدائه ، كان تأثيره ، في الناس ، أقوى ، و كانت بصمته أقوى ، وأعمق ، وأوسع ، في الخير، أو الشرّ .. !
من البصمات البارزة ، في التاريخ العربي والإسلامي:
بصمة صلاح الدين الأيّوبي ، وبصمة الظاهر بيبرس ! وبصمة العزّ بن عبد السلام ..! هذا ، عدا عن بصمات بعض كبار الصحابة ، وبعض كبار الخلفاء والحكّام ، وبصمات كبار فقهاء الأمّة .. وغيرها ، من بصمات كثيرة ، ظلت راسخة ، في عقول الناس وقلوبهم ، حتى اليوم ، وستظل كذلك ، إلى آماد بعيدة قادمة ، لايعلمها إلاّ الله !
ونذكر قيادة تركيا، اليوم، والبصمة التي وضعتها، في الحياة التركية، بسائر مناحيها، وفي الواقع الدولي.. قياساً، إلى ماسبقها، من حكومات تركية ، منذ قيام الحكم الجمهوري، إلى اليوم، أيْ: عبر مايقارب ، قرناً من الزمان!
كما نذكر، مجرّد ذكر، بعض البصمات ، التي تركها بعض الحكّام العرب، في العصر الراهن! دون أن نقارن ، بين بصمة القيادة التركية الحالية ، والبصمات الآخرى ، كيلا يَحتجّ علينا أحد ، ببيت الشعر:
ألمْ ترَ أنّ السيفَ يَنقصُ قدْرُه إذا قيلَ : إنّ السيفَ أمضى مِن العصا !
فنذكر- على سبيل المثال - : بصمة القذافي في ليبيا ، وبصمة زين العابدين بن على في تونس ، وبصمة بشار الأسد في سورية ، وبصمة علي عبدالله صالح في اليمن ، وبصمة السيسي في مصر.. لنسأل : أيّ البصمات المذكورة ، يُعدّ في تاريخ الأمّة ، بصمة حسنة .. وأيّها يُعدّ وصمة ، تخجَل منها البلاد، التي وضعت عليها، وطناً وشعباً ، بل يخجَل منها التاريخ الإنساني ، ذاته !؟
وأبواب التاريخ مفتوحة ، لكل عاقل ، يودّ معرفة البصمات ، في تاريخه : القديم والحديث !
ولن نسأل ، عن مصير أصحاب البصمات ، يوم القيامة ؛ فحسابهم عند ربّهم ! لكن السؤال هو: كيف يفعل عقلاء الأمّة، الحريصون عليها، في مقاومة البصمات السيّئة، وتطهير مجتمعاتهم ، من آثارها المدمّرة ؛ لاسيّما ، إذا كانت هذه البصمات ، مدعومة من أصحاب القرارات ، ومحصّنة بقوانينهم ، في دولهم !؟
أمّا ، كيف يتعامل عقلاء الأمّة ، مع أصحاب البصمات السيّئة والحسنة ، في حياتهم- في ظروف الانفلات العجيب ، للبصمات السيّئة وأصحابها .. مع التضييق الخانق ، على البصمات الحسنة وأصحابها- فهذا له حديث آخر، طويل !
وسوم: العدد 706