الأصنام والصنمية !!
في الجاهلية كان للعرب أصناما يقدسونها ويتبركون بها ، منها هبل ومناة و العزى ، قائد قريش في معركة أحد قال بعد نصره : أعل هبل العزى لنا ولا عزى لكم فقال الرسول عليه الصلاة والسلام أجيبوه : الله مولانا ولا مولى لكم
صلى عليه الصلاة والسلام بجانب الكعبة وحولها أصنام ، فلما تمكن صلى الله عليه وسلم بعث سيدنا خالد رضي الله عنه إلى صنم كبير وهو العزى ليحطمه وقد فعل ، ضرب خالد العزى برمحه وقد كان عابدا له قائلا ياعزى كفرانك لا غفرانك إني رأيت الله قد أهانك .
ومرت الأيام والإسلام يحطم الشرك ويعلن التوحيد : توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية ، وجعل الدين شعارا له ( لا إله إلا الله ) أي لا معبود بحق إلا الله ، لما وقف عدي بن حاتم رضي الله عنه أمام رسول الله عليه السلام وسمعه يتلو قوله تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ٣١ التوبة
وكان عدي حديث عهد بالنصرانية فقال يارسول الله ماعبدناهم !
قال صلى الله عليه وسلم : ألم يحلوا لهم الحرام ! ويحرموا عليهم الحلال فاتبعهوهم ، فتلك عبادتهم .
وقد عادت الوثنية اليوم بثوب جديد وفن جديد : صارت في تقديس الزعيم ، والهتاف باسمه ، تنحت له أصنام توضع في الميادين العامة ، أو على رؤوس الجبال ، وتوسع الأمر فهذا صنم له وهذا لابنه ، وهذا لحفيده ؟
عند الثنايا قبل دمشق حيث ركز سيدنا خالد رضي الله عنه رمحه هناك صنم الزعيم الذي فرض تقديسه على العباد ، بل سحب التقديس لاولاده ، فالجامعة باسمه والمسبح باسمه والكليات باسمه ، والضواحي باسمه ، حتى المساجد حملت اسمه !
هل مررت في حلب بجامع عبد الله بن عباس رضي الله عنه وعن ابيه ، بجانبه ميدان عليه فارس يركب فرسا ، إنه الباسل ؟ صار الشارع باسمه والدوار باسمه ومفرزة من الجند تحرس الفرس والفارس ، ولو أقيم له ناد للفروسية لما كان هناك اعتراض ، أما أن يفرض على العيون أن ترى ابن ولي الأمر راكبا حصانا فهو التقديس ؟
وينسحب التقديس على الطائفة والحزب والمنتمين له : المدرسة باسم فلان والجامعة باسم فلان ، والكلية باسم فلان
فنقول : دوار شيحان ومدرسة طه ووضاح ؟ ومن فلان ؟ هل فتح بلدا كما فعل قتيبة الباهلي ومحمد بن قاسم الثقفي ، لا !
إنه ربيب الحزب القائد ، إنه يستظل بالرسالة الخالدة ، إنه ينتمي للطائفة ؟
هذه الصنمية مرفوضة من كل حرّ أبيّ ! لماذا نضع اسم محمد أمين ثابت على جامعة أو كلية وهو جاسوس اسرائيلي دخل الحزب ووصل إلى مرتبة القادة وعرضت عليه الوزارة ! واسمه كوهين ، ياللعار !
نحن نجل من يخدم وطنه كيوسف العظمة وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش ، ونرفض تسمية المدارس والمسابح والمنتزهات باسم فلان أو علان ، قد نسمي مسجدا باسم صحابي كخالد رضي الله عنه أو عبد الله بن عباس رضي الله عنه تبركا باسمه واعتزاز بفعله ونصره وعلمه ، لكن نرفض وبقوة تسمية المدارس باسم الصبيان والعجيان والتافهين !
في أول أيام الوحدة أمام قصر الضيافة في شارع أبي رمانة بدمشق كان آلاف الشباب يهتفون باسم القائد لساعات وكنت حاضرا .
إن الغلو في تقديس الصالحين لا يجوز ، والتقديس للقادة سخف وتفاهة ، إن احسنوا تبعناهم واحترمناهم ، وإن اسأوا نبذناهم ، ودائما العبد عبد ، والرب رب ، وبئس أمة تقدس زعماءها وأولادهم وأقاربهم وطائفتهم ؟
الإسلام حطم الأصنام ومحمد عليه الصلاة والسلام مزق حجب الظلام عليه الصلاة والسلام :
فتقديس شيخ الطريقة ، وتقديس الزعيم العربي ، وتقديس ولي الأمر كائنا من كان : صنمية لا يقرها الإسلام !
نبينا عليه الصلاة والسلام قال ( أيها الناس إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) النسائي ٢٦٨
الغلو هو مجاوزة الحد ، والغلو والافراط كالتقصير والتفريط كلاهما مجاوزة للشرع المنزل ، وعدول عن الصراط المستقيم
لذا قيل عنهم غلاة ، والغلاة يصاحبهم الغرور ، ويلازمهم الاعجاب بانفسهم ، والاعتداد بآرائهم ، هذا الغرور واحتقار عامة المسلمين جلب للغلاة الوصاية على الاخرين ، وحقوق الامتحان والتنقيب عما في الصدور كما كان على ذلك الخوارج ومن شابههم .
شعارنا مع الزمن :
إن أحسن الناس شكرناهم ، وإن طغوا نبذناهم .
والعاقبة للمتقين
وسوم: العدد 714