الموقف الشرعي من الانتخابات الرئاسية في سورية
النشرة الدورية لهيئة التأصيل الشرعي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد
فإنه ومع اقتراب مهزلة ما يسمى الانتخابات الرئاسية في بلدنا الجريح سورية ومع استمرار مسلسل التضليل و الخداع الذي يمارسه نظام الظلم والإجرام ويعينه فيه علماء سوء أو منافقون عليمو اللسان يستغلون غفلة وسذاجة كثيرين من أبناء هذا الشعب المكلوم ومع كثرة الشائعات والافتراءات التي تحاول أن تنال من الحركة الإسلامية الراشدة في سورية وتشوه صورة رموزها وقياداتها وعلمائها الربانيين، فإننا نرى لزاما علينا وقياما بالواجب الشرعي أن نبين و نؤكد على المواقف والأحكام الشرعية التالية:
1- ليست لنظام بشار و لا لأبيه من قبله أية ولاية شرعية في سورية ، فقد وصلوا إلى السلطة بطريقة غير شرعية وبغير إرادة الشعب وقتلوا أبناء سورية حتى لم يسلم من شرهم مدينة ولا قرية، وحاربوا الدين و القيم و نشروا الفساد وطغوا وبغوا في البلاد وانتهكوا حرمات الدين والأنفس والأموال و الأعراض حتى صدق فيهم قول رسولنا صلى الله عليه و سلم أنهم "دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها"، لقد فعل هؤلاء مالم يفعله الاحتلال الفرنسي في بلادنا وجاؤونا بدعوى الجاهلية تحت ستار القومية والبعثية والعلمانية، وحاربونا بحقد طائفي معلن واستعانوا علينا بأحفاد الصفويين وأذنابهم المرتزقة من لبنان و العراق وغيرها و ارتكبوا في حق أهلنا أبشع الجرائم الدموية ومازالوا ليفرضوا علينا عقيدة غير عقيدتنا ومذهبا غير مذهبنا.
2- وبناء على ما سبق فإن من واجب كل مسلم غيور على الدين و العرض و الأنفس البريئة أن يثور على هذا النظام الطاغوتي والحاكم الظالم، وأن يعين من خرج عليه مدافعا عن دينه وعرضه وأهله وماله، بقدر ما يستطيع، ولا يجوز بحال من الأحوال الوقوف إلى جانب هذا النظام المستبد أو التبرير لجرائمه أو السكوت عنها، و إلا فإنه يكون قد وقع في حرمة موالاة من تحرم موالاته.
3- وعليه فإننا نؤكد ونفتي بحرمة المشاركة في أي انتخاب أو استفتاء يجريه هذا النظام الظالم وخصوصا في هذه الظروف، وتحرم المشاركة بكل أشكالها سواء كانت ترشحا أو ترشيحا أو تصويتا وانتخابا أو دعما أو مساندة بأي شكل من أشكالها. ولئن قال قائل إن هذه الانتخابات لا تقدم ولا تؤخر، فالجواب أن النظام المستبد وإن كان لا يؤتمن على نقير أو قطمير، ولكنه أحوج ما يكون في هذه الأيام إلى مظاهر ودلائل على مشاركة شعبية يغطي بها جرائمه ويمضي في مسلسل ذبحنا واستباحة دمائنا وتدمير مدننا وقرانا، وبالتالي فإن كل من يشاركه في هذه المهزلة فهو شريك في جرائمه وآثم عند الله تعالى بما شارك وأيد، ويعتبر موقفه هذا ركونا إلى الظالمين، وقد توعد الله تعالى هؤلاء بقوله: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون". كما أنه خذلان للمستضعفين الذين يذبحون صباح مساء على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
4- وأخيرا فإننا ونوصي أهلنا و شعبنا بالصبر و المصابرة و التحاب و التعاون لعل الله تعالى يعجل لنا بفرجه ورحمته إنه سميع مجيب.
والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون
والله أكبر و لله الحمد
هيئة التأصيل الشرعي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
غرة رجب 1435هـ الموافق 1-5-2014م