بشار الأسد بين فقه الأزمة وفقه الفتنة
قراءة سريعة لبعض ماورد في لقائه مع رجال ونساء الدين
د. محمد أحمد الزعبي
لقد استمعت مرتين إلى خطبة / محاضرة / كلمة / توجيهات بشار الأسد أمام السيدات والسادة من رجال ونساء الدين الإسلامي ، يوم 25. 04. 2014 وذلك قبل أن أسمح لنفسي أن أكتب ماسوف يلي حول ماسمعت وما شاهدت . إن سماعي ل " أطروحات" السيد " الرئيس الوريث " مرتين ، كان الهدف منه ، الاقتراب ماأمكن من الموضوعية التي يتطلبها الموقف العلمي والأخلاقي في آن معاً ، أو لعلني أجد فيه ، بعض مايجعلني أقبل بعض ماسمعته منه وعنه من بعض الإيجابيات. إن ماسأعرضه هنا هو فقط " قراءة عامة " لما سمعته منه مرتين في هذا اللقاء المدروس جيداً ، والمعد له ( بالتأكيد ) منذ بضعة أشهر ، من قبل " مشايخ السلطان !! " .
1. الفقه لغة هو " العلم بالشيء والفهم له " . أي أن العلم بالشيء لايعتبر وحده كافياً لأن يكون المرء ( حتى ولوكان رئيساً ) فقيهاً ، بله معلماً لغيره من الفقهاء ، وإنما لابد من اقتران العلم بالفهم . وهذا يعني أن " العلم " يمكن الحصول عليه بـ " التعليم " ، أما الفهم ، فإنما هو درجة أعلى من المعرفة ، ولا سيما في مجال الظواهر الاجتماعية ، ولذلك فإن الفقهاء هم قلة موهوبة ، يرجع إليها الناس وبمن فيهم الحكام ، للوقوف منهم ، على الحلال والحرام ، على مايجوز ومالايجوز ، على ماهو شرعي وماهو ليس شرعياً ...الخ .
2. لن أدعي أنني أعرف زيداً أو عمرواً من هؤلاء الحاضرين والحاضرات ، بيد أن معرفتي الشخصية بطبيعة حكام ونظام عائلة الأسد تجعلني أظن ( وإن بعض الظن إثم ) ، ولكن وحسب البعض الآخر من الظن غير الآثم ، أن نصف الحضور على الأقل من الرجال والنساء لابد أن يكون من بين أجهزة الأمن ، الذين تم إلباسهم لبوس رجال الدين ( والله أعلم ) .
3. لايحتاج المستمع أو المشاهد إلى كبير عناء ، لكي يدرك تخبط " سيادته " بين الفكرين القومي والإسلامي ، من حيث أصالة الفكر القومي في بلاد الشام بالمعنيين التاريخي والجغرافي، ووفادة الفكرالإسلامي من جزيرة العرب ، بل من المدينة المنورة بالذات ( حسب زعمه طبعاً !! ) ومعروفة الأشياء التي كان يخفيها عن الحضور وعن المستمعين والمشاهدين ، في هذه " الأطروحة " المشبوهة .
4. كان يتصرف في محاضرته ، وكأنما هو معلم مدرسة أمام تلاميذ صف أول أو صف ثاني أبتدائي (!!) . وبطبيعة الحال لم تكن تنقصه " الخيزرانة " ، فهي مزروعة في خلايا الحاضرين والحاضرات ، ومزروعة بالتأكيد في كل زاوية من زوايا المكان الذي تم إعداده جيداً لهذه المناسبة " الانتخابية " . لقد علّقت أثناء استماعي للخطبة الرئاسية بالقول : إن مثل هذه الخطبة تصلح لأن تكون " خطبة وداع " ولكنها تصلح أيضاً لأن تكون " دعاية انتخابية " لحقبته الثالثة ( !! ) .
5. لقد كان يتكلم كما لو كان " فقيهاً " إسلامياً كبيراً ، وأن على كافة فقهاء المسلمين ، بمن فيهم فقاء المذاهب الخمسة ، أن يتعلموا منه ، بل إن مستوى " التفاقه " ( تعاطي العلم بالفقه الإسلامي ) وصل عنده حد التطاول على القرآن الكريم ، وعلى الرسول الكريم ، وقد كانت المراوغة والتكاذب هما سلاحه لإخفاء نواياه ومقاصده الخبيثة حول ماضي الأمتين العربية والإسلامية وتاريخهما المجيد .
6. ربط بقوة وبإصرار بين ماأسماه " فقه الأزمة " و " فقه الفتنة " . اللهم لااعتراض على هذا الربط من حيث المبدأ ، أما من حيث التفاصيل ، فقد كان على " سيادته ! " ، أن يربط ، أمام من جمعهم من " الفقهاء ! " بين كل من فقه الأزمة وفقه الفتنة ، من جهة ، وبين :
" فقه البراميل المتفجرة " ، " فقه ذبح الأطفال " ، " فقه اغتصاب النساء " ، " فقه الشبيحة " ، " فقه السارين " ، " فقه الكلور " ،" فقه البلاغ 66 " ، " فقه الحصار والتجويع " ، " فقه تدمير الأفران " ، " فقه التحالف بين داعش وحالش" ، " فقه الحكم الجملكي " " فقه المقابر الجماعية " ، " فقه قتل الحمير " ، " فقه الكذب " ، " فقه الطائفية " ، فقه التوريث " ... فقه ، وفقه ، وفقه ، من جهة أخرى .
أعرف أنه ليس لدى ( سيادة الرئيس !! ) الوقت الكافي لقراءة كل هذه المجلدات من " الفقه " , وذلك لكون سيادته منشغل في هذه الأيام بفقه واحد فقط ، هو " فقه الأسد أو تدمير مابقي من البلد " !!. فيالك من فقيه ابن فقيه ياسيادة " الرئيس المؤمن ! " .
7. أيها الفقهاء الحضور من " علماء السلطان " ومن غير علماء السلطان ، أيتها الفقيهات من القبيسيات ومن غير القبيسيات ، أبارك لكم / لكن ، هذا العلم الجديد ، الذي لم تكونوا تعرفوه من قبل ، وما عليكم الان سوى أن تخفوا إلى منابركم ، التسبحوا بحمد هذا الفقيه الإسلامي الجديد " آية الله العظمى بشار بن حافظ " ( انتبهو ليس بشار بن برد ) ، ( حفظه الله ورعاه !! ) .
ــــ انتهى ــــ