أهل سيناء الذين عانوا لعقود من الظلم والتهميش
أهل سيناء الذين عانوا لعقود من الظلم والتهميش
يتعرضون اليوم لعقاب جماعي
وبيد من يفترض فيه الذود عنهم وحمايتهم
شريف زايد
تبدو سيناء للمتابع منطقة مغلقة تماما أمام أية محاولة للحصول على معلومات لما يقوم به الجيش هناك من عمليات ضد ما يسميه الإرهاب، وبرغم أن السلطات تعلن بشكل يكاد يكون يوميا عن قتل العديد من العناصر "الإرهابية" إلا أنه يصعب التأكد من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل، وذلك نظرا لأن المناطق المستهدفة محظورة على أي كان، مما ينبئ بأن أغلب القتل يقع في صفوف أهلنا في سيناء وليس في صفوف المسلحين كما يدعي المتحدث العسكري باسم الجيش.
إن الحملة الأمنية التي تشنها قوات الجيش والشرطة في سيناء منذ شهور تحت شعار محاربة الإرهاب ينبئ بكارثة إنسانية لا حدود لها، فالمشير السيسي الذي قال من قبل في تسجيل مسرب أن المواجهة الأمنية في سيناء يمكن أن تؤدي إلى انفصالها، كما حدث في السودان من قبل، وحذر من أن ذلك سيؤدي لوجود ثأر بين الجيش وأهل سيناء. لم يلتزم بهذا التحذير وقامت قواته بإحداث دمار غير مسبوق بمنازل مدنيين ومساجد بمدينة رفح شمالي سيناء وبشكل خاص في قرية المهدية جنوبي رفح حيث قامت قوات الأمن بإحراق ما يقرب من ستين منزلا فضلا عن تشريد الآلاف من أهالي تلك المنطقة.
ومما لا شك فيه أن الذي يدفع ثمن حالة الصراع الدائر اليوم بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والذين انقلبوا عليه هم أهل سيناء بشكل خاص، فقد تم في الأيام الأخيرة بث الكثير من المشاهد المروعة لما يجري في سيناء على مواقع (التواصل الاجتماعي)، وبرغم أن الجيش المصري يؤكد في كثير من بياناته أن جنوده يتعرضون لكمائن تسفر عن قتل وإصابة العديد منهم، إلا أن هذا لا يمكن أن يبرر ولا بأي حال من الأحوال الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون من أهلنا في سيناء في صورة عقاب جماعي غير مسبوق.
من المعلوم أنه في شهر آذار/مارس الماضي قام وفد يضم كبار الضباط في الجيش المصري ومسؤولين بوزارة الخارجية بزيارة كيان يهود للتنسيق معه من أجل إدخال معدات حديثة إلى مناطق في سيناء وزيادة عدد القوات هناك لمواجهة خطر ما يسمى بالإرهاب، وقد اعترف المتحدث العسكري باسم الجيش المصري بتلك الزيارة بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" عنها. وبرغم نفي المتحدث العسكري أن الاجتماع تطرق إلى أية موضوعات تتعلق بالتعاون العسكري، إلا أنه أقر بأن هناك تنسيقاً مع كيان يهود من خلال جهاز الاتصال بينهما. أليس مما يؤسف له أن يقوم جيش مصر الكنانة بالتنسيق مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا؟! وضد من؟! ضد أهلنا في سيناء الذين أظهروا صمودا وثباتا في مواجهة سنوات الاحتلال الإسرائيلي البغيض، والذين عانوا طويلا من الظلم والتهميش والتجاهل من خطط التنمية لعقود خلت وفي ظل حكومات متعاقبة.
إن دولة الخلافة وحدها هي من سيعيد الأمن والأمان للناس في كل ربوع مصر وليس في سيناء وحدها، وهي من سيقطع دابر كيان يهود المسخ الذي يضحك اليوم ملء فمه وهو يرى جيش مصر يحفظ له أمنه بينما يوجه سلاحه نحو أبنائه. وبالخلافة وحدها سيعود جيش مصر ليحرر أرض الإسراء والمعراج من رجس يهود ودنسهم كما حررها من قبل تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي.
فهَلُمّوا أيّها الضباط المخلصون للوفاء بواجبكم في حماية هذه الأمة ونصرة دينها، وإقامة حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة، لتنالوا رضا الله سبحانه وتعالى.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر