تقرير ميداني موثق ومعروف المصدر حول ما حدث في كسب
تقرير ميداني موثق ومعروف المصدر
حول ما حدث في كسب
ولم يتم نشره عن أي وسيلة إعلام للاستفادة منه
إن المجتمع الإسلامي لطالما كانت مرجعيته الاسلام وأنّ الشريعة هي المطبقة فيه , والسائدة بين معتنقيه , فإنّ مشكلة الاقليات العرقية والاثنية والجنسية لم يكن لها أي وجود يذكر , لأن الاسلام لايميز بين المسلمين على اساس الجنس أو العرق أو حتى اللغة , وكذلك لايظلم غير المسلمين على أي أساس كان قال تعالى في القرآن الكريم (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ...) أي إن العدل حتى مع من تكرهه هو أصل من أصول الشريعة , والملاحظة الجديرة بالتسجيل هنا أنّ عدداً كبيراً من العرقيات والجنسيات والشعوب والقبائل ساهمت في البناء الحضاري الإسلامي , والحقيقة فإن فكرة الجامعة الاسلامية والثقافة الاسلامية والهوية الحضارية قادرة على حل تلك المشكلة , فالكثير من المسيحيين العرب ينظرون الى أنفسهم على أنهم مسيحيون ديناً , مسلمون ثقافة وحضارة ووطن , وهذا الكلام ليس من قبل الاماني بل هو بالتحديد ماقاله العديد من زعماء المسيحين يقول الدكتور فيكتور سحاب " إن سياسة تفكيك المنطقة عبر إثارة الفتن الطائفية هي سياسة غربية ثابته , والتباكي على حقوق المسيحين هو من دموع التماسيح , ووراءه أهداف سياسية باتت تقليدية ومكشوفة ....."
ولذلك وفي ظل الثورة السورية عمد النظام ومنذ اللحظة الاولى للثورة الى زرع بذور الطائفية والتفرقة بين مكونات المجتمع السوري وتأليب الطوائف على بعضها البعض بطرق مخابراتية قذرة , وماحدث في كسب (Kasab) مؤخرا حين دخل الثوار إليها فاتحين محررين من رجز هذا النظام المجرم , هرع نظام الاسد وإعلامه الوضيع المبتذل الى التباكي على الاقلية الارمنية التي تقطن مدينة كسب وتشكل فيها الغالبية , وروّج الى وقوع مجازر وقد بث موالين للنظام الاسدي مشاهد تمثيلية من فلم رعب سينمائي من انتاج عام 2005 لإعطاء تمويه وانطباع بأن مذبحة حدثت في كسب ضد الأرمن ليألب العالم كله ضد قوات المعارضة , كما أطلق حملة عبر قنواته الإعلامية المرئية والمسموعة وعبر وسائل التواصل الإجتماعي والأنترنت حملة سمّاها ( Save Kasab) في إشارة منه الى أنّه هو الحامي الوحيد للأقليات وهو الضامن لبقاء التعايش السلمي ولتحقيق السلم الاهلي في سوريا وبعث برسائل الى الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان يحثّهم فيها على التدخل السريع والفوري لإنقاذ الأرمن في كسب ومن التهم التي أوردتها وسائل إعلام النظام أن بعض المتشددين قاموا باقتحام مدينة كسب , وهاجموا المسيحيين الأرمن هناك وقاموا بتدمير الكنائس ونهب الأملاك الخاصة , كما نشر إعلامه صور ومقاطع فديو مفبركة تؤيد مزاعمه ودجله لكن سرعان ما جاء الرد من الاعلام الثوري للمعارضة أن بث مقاطع فديو تبين وجود حركة طبيعية داخل كسب المدينة التي هجرها معظم سكانها نتيجة أشتداد المعاركة وأظهروا حال الكنائس هناك أنها لازالت كما هي وفي أيدي أمينة , وأن الممتلكات لم تمس بأذى , وأظهرت بعض المقاطع ايضاً كيفية تعامل الثوار مع المواطنين الأرمن , وكيف تم تأمين بعض العائلات الى تركيا وتسليمهم للكنيسة الأرمنية في أنطاكية وكانت قناة الجزيرة شاهداً على عملية النقل والتسليم عبر معبر كسب الحدودي وقد بث الاعلام الثوري للمعارضة أيضا فديوهات تبيّن للعالم أجمع أنّ النظام هو من يقوم بتدمير كسب عبر القصف العشوائي الهستيري الذي لايميز بين عسكري أو مدني أوبين منزل مسلم أو منزل أرمني ولايفرق بين كنيسة أو مسجد حيث لم تزل الكنائس في سوريا شاهدة على إجرام هذا النظام وأثبتت للقاصي والداني كذبه في أنّه حامي الأقليات وبالأخص تباكيه على مسيحيي سوريا ولن نغفل دعوة الرئيس الرميني ( سيرج سارغسيان )الأرمن في سوريا على الوقوف على الحياد وحثهم على عدم الأنزلاق الى الحرب وقد نقلت وكالة : أنتر فاكس " الروسية عن سارغسيان قوله " إن حرب الأرمن لم تنتهي الى يومنا هذا ومن يريد أن يحارب فليذهب الى الحدود الأرمنية ويقف مع الجنود هناك " مشدداً أنّه يتوجب على الأرمن في سورية التزام الحياد ,حول مطالبة البعض بإرسال كتائب أرمنية لحماية الأرمن في سورية , قال الرئيس الأرمني " ستكون هذه أكبر مغامرة ,اكبر خطوة ستضع بلادنا تحت التهديد " .
لذلك لم يعد خافي على أحد كذب النظام السوري وخداعه فقضية راهبات معلولا والفضيحة التي زلزلت عرش النظام وعرّته أمام العالم أجمع وخصوصاً بعد شهادة الراهبات على حسن المعاملة التي تلقوها من مقاتلي جبهة النصرة , وكذلك قضية حلب فمن المعروف للجميع أن حلب (( Aleppoيسكنها النسبة الأكبر من أرمن سوريا تقصف بالبراميل يومياً ولم يحسب لهم أي حساب.
ومؤخراً خرج لافروف وزير الخارجية الروسي الذي يعد حليف النظام الاستراتيجي والسند الذي يعتمد عليه النظام السوري في كل المحافل الدولية , وهو الداعم الأكبر له سياسياً وعسكرياً , حيث وجه صفعة قوية للنظام فيما يخص قضية الأرمن في كسب حيث قال لافروف في مقابلة مع قناة روسا (1) يوم الأحد 13-4-2014 قال فيها " لم تحصل أي مجازر في مدينة كسب وأقرّ بأن الصور والفديوهات المنشورة في الأنترنت حدثت في أماكن أخرى من سوريا وبأن سكان كسب قد غادروها الى مناطق أخرى ضمن سوريا ......"
إذا كان هذا كلام حليف النظام فلا يوجد كلام آخر يظهر حقيقة النظام أكثر من هذا الكلام .