كلمات شوهت معناها..
سطور خاصة بالأديب الحلبي الأستاذ عبد الله الطنطاوي حفظه الله قائلا له ( اقتربت الساعة وانشق القمر )
اشرع قلمك في النيام واستنهض الهمم في كلمات شرعها المولى وابتذلها الناس وشوهوا معناها منها :
الحجاب ، الطلاق ، التزاور ، الحب .
١/ ابدأ بالحجاب وهو ماشرعه المولى للستر والعفة ونظافة الأسرة والمجتمع ، وصارت الملحفة والجلباب عنوانا
لذلك كانت الملحفة ( ملحفة غزل ) كما كانت تفعل نساء تادف ، التي تطورت فصارت حريرا يتلامع ، واستبدلنا ملحفة الحرير بعباية مفتوحة من الامام ، واحتار النساء ومن وراءهن في ابداع عبارات مزينة ؟
إن الإسلام نهى النساء عن إظهار الزينة الا للمحارم ، فصار الحجاب بحد ذاته زينة بألوانه وماعليه من برق يتلألأ
ان الدين طلب تسريح الشعر للمرأة تحببا الى زوجها لا لعرضه في الشوارع ، وظهر مااسمه الكوفيرا وجعل النساء تسرح الشعر عند رجل اسمه الكوافير ، وتفاخر النساء انها حلقت عند الحلاق وأنه خفف شعرها بموديل حديث جدا ؟
والرجل الذي يرضى بذهاب زوجته إلى صالون الحلاقة الرجالي هو شرعا يحمل لقب ديوث لا تقبل شهادته عند القاضي الشرعي ، وسقطت عدالته ولا يصح أن يكون شاهدا في عقد زواج .
٢/ اما الطلاق فقد شرعه المولى كعملية جراحية اضطرارية يقوم به اخصائيون ، وقد وضعه الله في يد الرجل ، والرجولة لا تكون بالشوارب والفحولة ، بل بالتعقل والحكمة ،ان الأسرة شركة رئيسها الرجل ، إذا كان رجلا تقيا نقيا يقنع بالحلال الطيب ، ولم يعط الطلاق لرجل رعديد يصرخ على الفاضي والمليان عليّ الطلاق بالثلاثة !
إن النظام اي نظام يعطي رخصة لحمل السلاح لكن بشروط أن يحسن استعماله ، ولا يستعمل إلا دفاعا عن النفس وعند الضرورة القصوى ، اما ان يكون الطلاق في يد رجل مراهق فكريا ونفسيا فلا .
الله سبحانه وتعالى يقول ( الطلاق مرتان ) مرة بعد مرة ، وحدد الشرع له وقتا ان يكون في طهر لا أن يشعل موقد الحمام ، ولاهميته سميت سورة باسمه في القرآن الكريم ( سورة الطلاق )
وجعل الشرع الحنيف له أنواع : رجعي وبائن ، والبائن : بينونة صغرى وهناك كبرى ، ويسبق الطلاق الوعظ والهجر في المضجع ، والضرب غير المبرح بالسواك تهديدا وتخويفا .
وللاسف آيات الطلاق وادابه لا يعرفها الرجل ولا النساء في زمن تغيرت فيه المفاهيم وشوهت معناها
( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وإذا كان الإمساك للاذلال والإهانة فهو : حرام ، حرام
إذا صنعت حبا في الليل فلا يجوز لك أن تطلق عند الصباح ، إن الأمر خطير وهام جدا أن ينزل على نبينا محمد عليه السلام قرآنا يتلى ( سورة الطلاق )
( ياآيها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ) اي مستقبلات لعدتهن ، اي في طهر لم يجامع فيه الرجل زوجته ، ولم يستعمل اية ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ) ولا تفهم انى شئتم يعني على كيفك ، الطريقة على كيفك ، اما صب الماء فله مكان محدد .
الطلاق لا يكون إلا بعد وعظ ثم هجر ثم ضرب ، هجر في المصاجع : تدير ظهرك عن النوم لها او تنام في غرفة ثانية ،
الاسلام لايعرف لغة التهديد : عليّ الطلاق ، عليك غضب الله أيها العابث بشرع الله ، فآخر وصايا نبينا عليه السلام ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج )
لو كنت وليا للامر ، وبيدي حل وعقد لفرضت على الخاطب حضور دورة تربوية في فن المعاملة ، وان الطلاق لا يقع إلا بعد تحكيم حكمين وامام القاضي ، وثمرات النكاح ليس لعب يتسلى بها الرجل الاحمق
( إنما الطلاق عن وطر ) شيخي مافي فايدة وعظنا وهجرنا وضربنا بعصى سنديان فلم نستفد ؟
لماذا نضع الذنب على المرأة ولا نضعه على أصحاب الشوارب انه احمق ، إن هذا الرجل يحتاج الى زيارة الدويرنية بحلب أو العصفورية بلبنان ؟
اذا طلقت الطلاق الثالث خلاص لاعلاقة لك بالمرأة ، ستتزوج غيرك وينكحها نكاحا شرعيا حقيقا ، وسيكون رأسك في التراب ، فان طلقها الزوح التاني او مات عنها جاز لك ان تعيدها بعقد جديد وبرضاها .
أيها الاحمق الدين ليس مهزلة : علي الطلاق ،علي الطلاق ، عليك الشر والاذى ، عليك التراب .
٣/ التزاور أمر مطلوب شرعا ، خاصة في الأعياد المشروعة الأضحى والفطر ، وشروطها :
زيارة ليست طويلة ، لا يتخلها لغو ولا عبثية ، لا تكن وقت القيلولة ،ولا بعد العشاء
زيارة قصيرة لا تتجاوزالساعة ، تختم بدعاء : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك واتوب اليك
زيارة ليست بثقلية تنتظر فيها الطعام ، انت تحب المحشي والصديق يطبخه والرائحة تملأ الاجواء ، أكلت فلا تنتظر الاخرة اي الفواكه والخضار آداب الإسلام تقول لك ( وإذا طعمتم فانتشروا )
٤/ الحب : كلمة عالية جدا ، قال مولانا عن عباده ( يحبهم ويحبونه ) وبقية الآية ( اذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) فصرنا اذلاء امام المرأة ندللها لدرجة الميوعة ؟
ونردد :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ماالحب إلا للحبيب الأول
الحب العصري صار رمزه القلب والوردة الحمراء ،
هذا الرمز لا تصنع رجالا للوغى ، وانما تصنع اشباه الرجال ،
يبعيون الوطن بقرشين ، ويهربون من لقاء العدو وهم يهتفون حماة الديار عليكم سلم.
فسخت مراهقة خطبتها من شاب بهيم لم يقدم لها وردة حمراء ؟
هذا جيل الهزائم ، جيل العبث والمراهقة ، هذا الجيل لا يصنع مجدا ، ولا يحمي وطنا وهو هارب
انا في الشجاعة ماعرفت نفسي.
ولكن في الهزيمة كالغزال
عندما صارت زمام الامور بيد الصبيان ضاعت الاوطان ، وانتهكت حرمات المسجد الاقصى
والمسجد الاقصى ليس له إلا من يهتف :
من جانب المحراب يبدا سيرنا
للمجد ،لا من ظلمة الماخور
على كل عربي أن يرفع العقال عن رأسه فالمسجد الاقصى يُمنع الدخول اليه !
والمسلمون كل المسلمين في العالم يقولون اين ابطال حماس ؟ اين تلاميذ احمد ياسين ، اين جند القسام ؟
اين حركة الجهاد ؟ أين الذين تربوا في محاضن البنا ؟ اين من يرفع راية الله اكبر في وجه نتياهو ؟
حيا الله شباب الاسلام وهم يصرخون :
اضحى الاسلام لنا ديننا
جعلنا الروح له سكنا
ياعرب يامسلمين الاقصى معراج نبينا محمدعليه الصلاة والسلام يستغيث
والله أكبر والعزة لله .
وسوم: العدد 735