في مصر تلاعب بمناهج التعليم لطمس ما تبقى فيها من إسلام

في مصر تلاعب بمناهج التعليم

لطمس ما تبقى فيها من إسلام

مصطفى هاشم زايد

خبر وتعليق

الخبر:

طالعتنا البوابة الإلكترونية لموقع مصر الإخباري يوم الثلاثاء 8/4/2014 بقيام وزارة التربية والتعليم بتغيير لفظ “كفار قريش” في أحد مناهج مادة التربية الدينية بلفظ “زعماء المعارضة، وجاءت الفقرة كالتالي: "عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى يثرب فعلم زعماء المعارضة من قريش، فتآمروا على قتله، ولكن الله حفظه وهاجر وصاحبه أبو بكر الصديق إلى يثرب”.

التعليق:

في مصر الأزهر بدلًا من أن تكون مناهج التعليم قائمة على أساس العقيدة الإسلامية، نراها تنسلخ مما تبقى من الإسلام في مناهجها، بل وترسخ لعلمنة أبنائنا، ففضلا عن كون  كفار قريش لم يكونوا معارضين لرسول الله وإنما منكرين لنبوته، كما لم يكن النبي حينها حاكما وهم معارضيه.

إن إطلاق هذا اللفظ من قبل النظام الحالي ووصف كفار قريش به ربما يكون لأمرين؛ أولهما الإقلال من ذكر كلمة الكفر والكفار والكافرين التي تزعج أمريكا وعملاءها من العلمانيين فينشأ من أبناء المسلمين جيل لا يعرف الفرق بين المسلم والكافر وإنما يبني أفكاره على أساس المؤيد والمعارض ولا يبني ولاءه على أساس العقيدة الإسلامية بل على أساس المواطنة والعصبيات. أما الثاني فهو ضرب كل معارض لحكمهم ووصفه بالكفر والغلو والتآمر عليهم  كتآمر كفار قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وليست هذه أولى تلاعباتهم بل سبقها الكثير والكثير بغية إنتاج جيل لا يعرف معنى الإسلام ولا يرتبط بعقيدته في ظل صمت تام من مشايخ الأزهر وعلمائه وغيرهم من العلماء بل وتواطؤ البعض ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة: 52].

إن الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا يعلم أن الخطر عليه وعلى بقائه مهيمنا على ثرواتنا وخيراتنا ومقدراتنا يكمن في وجود هذه العقيدة وجعلها أساس تفكيرنا وجعل الأحكام الشرعية المنبثقة عنها هي حلول مشاكل حياتنا، لذلك عمل ويعمل على طمس هذه العقيدة وإخفاء كل ما قد يؤدى إلى عودتها قيادة فكرية للأمة من جديد ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: 8].

إن عودة هذه العقيدة قيادة فكرية للأمة من جديد تعني أن تنعتق البلاد من ربقة الغرب الكافر بل وتقيمها خلافة على منهاج النبوة تسعى لأن يعم نور الإسلام وعدله الأرض كلها.

وإننا ندعو علماء الأزهر وعلماء الأمة بعمومها إلى العمل لتكون مناهج التعليم في مصر الكنانة أساسها العقيدة الإسلامية حتى تجسد الإسلام في أبنائنا لعيدوا للأمة عزها وسيادتها. كما ندعوهم إلى تبني قضية الأمة المصيرية والتي هي استئناف الحياة الإسلامية من جديد من خلال خلافة على منهاج النبوة ترضي ربنا وتغيظ عدونا وبها يكون عزنا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24].