بين القوة الفظه والقوة الناعمة

لا توجد دولة عربية يجمع العرب اليوم على كرهها قدر الإمارات . حذاري من الخلط بينها وبين الشعب الشقيق وهو أيضا من ضحايا سياسات نظام اختار التدخل السافر في شؤون الدول الأخرى، معاملة فجّة للمقيمين أو الزائرين العرب، تسليح مليشيات موالية في أكثر من بلد عربي، محاولة بناء قواعد عسكرية تحاكي انتفاخا صولة القوى العظمى، إغداق أموال على مرتزقة، تمويل إعلام مأجور وحتى إهانة شعب بأكمله.

المحزن في الأمر أنه كان لهؤلاء القادة في منطقتهم نموذجا آخر للنجاح السياسي مثلته دولة الكويت ثم دولة قطر.

في الستينيات والسبعينات كان لكل العرب حبّ خاص لمجلّة دسمة تباع بأرخص الثمن مدعومة من الحكومة الكويتية هي "العربي".

طيلة العقود الأخيرة لم تخلو مكتبة مثقف عربي من كتب سلسلة "عالم المعرفة" التي تصدر في الكويت بدعم جعل هذه الكتب القيمة في متناول الكلّ. وكان لهذه الدولة صندوق إنمائي غرفت منه دون منّ كل الدول العربية ومنها الإمارات. 

ثم رفعت دولة قطر هذه الاستراتيجية إلى أعلى درجات الذكاء بقناة الجزيرة واستقطاب خيرة المثقفين والسياسيين ومعاملة المقيمين باحترام والوقوف مع الثورات العربية. 

الاحترام للكويت ولقطر ثمرة أذكى سياسة : القوة الناعمة لتوسيع رقعة التأثير ورفع اسم الوطن عاليا

الكره المتصاعد لنظام الإمارات ثمرة أغبى سياسة: القوة الفظة التي تقلص التأثير وتسيء لسمعة الوطن ونهايتها معروفة طال العناد أو قصر : فشل حتمي لكنه سيكون قد كلّف الأمة وشعوبها غاليا.

وسوم: العدد 753