الذين يعرفون جمال عبد الناصر
الشيخ محمد الغزالي : « الذين يعرفون جمال عبد الناصر والذين استمعوا له وهو يخطب في مناسبات شتى يوقنون بأن مقدمات الخطب الأولى كتبت للرئيس الراحل ولم يخط هو حرفا منها .
وأنا أعرف كاتب هذه المقدمات أو كتابها ، وهم رجال مؤمنون رضوا أن يساندوا كل من يحقق أغراضهم ويخدم مثلهم ، ولم يروا حرجا أن يُمضي رئيس الدولة ما كتبوا . وكم من جنود مجهولين ينصرون عقائدهم بهذا التنكر .
وليت الرجل الذي تسنم قمة الثورة كان عند حسن الظن ، لقد كان صلحه مع الإسلام مغشوشا ، وانتسابه إليه دعوى .. وحسب .
على أننا بهذا التوكيد نبغي توضيح حقيقة فذة : إن الجماهير التي هتفت مرحبة بثورة يوليو كانت واثقة من أنها ثورة إسلامية شجاعة ، وأن قادتها إما من الإخوان المسلمين أو من المعجبين بدعوتهم ، وكانت إشارة جمال عبد الناصر إشارة إلى هذا المعنى ، كما أن توقيعه على تلك المقدمات التي كُتبت له دليل على صدق ما نقول ، ولكن الأمر كما قيل قديما :
ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً * ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له * بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ.
ولابد من كشف لأولئك الاشتراكيين العرب! فقد كان فهمهم وتطبيقهم للاشتراكية موضع التندر للعدو والصديق..
وكانت النهاية التى أوصلوا إليها الأمة إفقار الأغنياء، وإتعاس الفقراء، وإعزاز من أذل الله وإذلال من أعز الله..
وبدا أن خصومتهم للإسلام شديدة ولكنهم اتأدوا فى الإعلان عنها، فدعوا أولا إلى اشتراكية إسلامية، ثم قالوا : اشتراكية عربية، ثم قالوا : تطبيق عربى للاشتراكية الواحدة، ثم قالوا : الاشتراكية.. وحسب.. !!
وظهر أن التوجيه كله إلى الماركسية فى نهاية المطاف..
أما هم فى معايشهم الخاصة فملوك غير متوجين يستقدمون من الشرق والغرب ما لذ وطاب لهم ولأهليهم ولمن لاذ بهم..
وهكذا تحت عنوان " الاشتراكية " تنفست ضغائن خسيسة، وأشبعت شهوات جامحة، وشقيت جماهير غفيرة، حتى أن مصر التى كانت أكثر أقطار الأرض رخاء، تحولت إلى بلد بائس مثقل بالديون مثخن بالجراح..!! ».
من كتابه : #معركة_المصحف_في_العالم_الإسلامي
وسوم: العدد 782