درس تربويّ
[مقتبس من كتاب: الإسلام كبديل عن الأفكار والعقائد المستوردة. لـِ: محمد قطب]
(الذين يذكرون اللهَ قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض: ربّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانكَ، فَقِنا عذابَ النار). {سورة آل عمران: 191}.
إنّهم قومٌ يتفكّرون في خلق السماوات والأرض ويتدبّرون، فينتهي بهم هذا التفكر وهذا التدبر إلى إدراك أن الله لم يخلق هذا الكون باطلاً، فيقولون: (ربَّنا ما خَلَقتَ هذا باطلاً سُبحانَكَ)، يسبحون الله، وإذ عرفوا أن الله لم يخلق هذا الكون باطلاً - بل خَلَقَه بالحق- فقد أدركوا أن الحياة الدنيا لا يمكن أن تكون هي نهاية الحياة، لأنه حين تكون الحياة الدنيا هي النهاية لا يتحقق الحق الذي يتحدّث عنه الله الذي خلق السماوات والأرض، فإننا نرى ظالمين يظلون ظالمين ومُمَكَّنين في الأرض حتى موتهم. ليس هذا هو الحق الرباني. ونرى مؤمنين مخلصين مستضعفين في الأرض مشردين مهانين يتولاهم الأعداء بالتشريد والتعذيب والاضطهاد حتى يموتوا هكذا، ليس هذا هو الحق الذي خلق الله به السماوات والأرض. إنما كيف يحق هذا الحق؟ يحق هذا الحق حين تتم الصورة، حين نضيف إلى الحياة الدنيا الحياةَ الآخرة، حين نؤمن بالبعث وبالحساب وبالجزاء، حين يأخذ هذا الطاغية حسابه في جهنم، ويأخذ هذا المؤمن جزاءه في النعيم. هنا يحقّ الحقّ.
وسوم: العدد 915