أضواء على التكفير !؟
الشيخ محمد الغزالي
مقتطفات من كتابه : دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين
الرغبة في تكفير الناس ، وانتقاص أقدارهم ، وترويج التهم حولهم ، مرض نفسي بالغ الخبث ، وأصحابه يتناولهم بلا ريب الوعيد ُ الإلهي ( إنّ الذين يحبون آن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )
والتصاق هؤلاء المرضى بالإسلام ، أو تصدرهم في ميدانه لا يغني عنهم شيئاً ، فإنهم في الحقيقة غرباء عليه ، أو عقبات أمامه ، او غبش في مرآته !؟
محمد - صلوات الله عليه - رفيق رحيم ، وهؤلاء غلاظ قساة !؟
محمد يحضٰ على ستر العيوب ، ويأخذ بأيدي العاثرين لينهضوا من كبوتهم ، وهؤلاء يكشفون العيوب ، أو يختلقونها إن لم توجد ، ثم ينتصبون - باسم الله - قضاة يقطعون الرقاب ، ويستبيحون الحقوق !؟ وليس لله فيما يفعلون نصيب ، ولا لدينه مكان !
لقد آذاني أن أجد في مجال الدعوة فتّانين من هذا النوع الهابط ! اتخذوا الإسلام ستاراً لشهوات هائلة ؟!
ولو وقعت أزِمّة ُ الأمور بأيديهم لأهلكوا الحرث والنسل !؟
لقد وصف القرآن نماذج الإيمان الرفيع بأنهم { أشداء على الكفار ، رحماء بينهم } ، وهؤلاء الناس على العكس اشداء على المؤمنين ، رحماء بالكافرين !؟
إن الذي لا يُحسن التنقيب في جنبات نفسه لا كتشاف عللها لا يصلح لاداعياً ولا مربياً ! والذي يحرص على اتهام الناس بالكفر والإغضاء عن جهادهم ، والشماتة في أخطائهم هو امرؤ مريض الفؤاد !؟
إنني أرفض الفتوى من مُحدّث لا يعرف التفاسير ! فكيف يقود الأمة رجل خفيف البضاعة إلا من قراءات قريبة ، إنه كالفلاح الذي لا يعرف من الدنيا غير حقله ، والنهر الذي يرويه !؟
إنّ المؤامرات تحاك بخبث لتدمير يومنا وغدنا ، وليست أداة ذلك الحكومات العميلة وحدها ، أو الانقلابات العسكرية المصنوعة !؟ بل أداة ذلك اختراق أجهزة الدعوة في نقطة ما ! والنفاذ منها إلى داخل الجماعات الإسلامية ، ليتم - على نحو ما - عمل أخرق ، يطيح بالنشاط الإسلامي ، ويوصد أمامه أبواب الحياة !
إن المخابرات الأجنبية المعادية للإسلام ، والتي تتربص به الدوائر ، مزوّدة بجيش من علماء النفس والتاريخ والسياسات المحلية ، يدرسون نواحي الضعف والقوة والإخلاص والخيانة والتركيب الاجتماعي للحركات للإسلامية ، ويستطيعون بأساليب ملتوية افتعال الحدث الذي يودي بهذه الحركات ، ويقدّمها لمحاكم عسكرية خاصة !؟