القصيدة الدمشقية
30نيسان2011
نزار قباني
نزار قباني
هـذي دمشق.. وهذي الكأس أنـا الـدمـشقي.. لو شرحتم جسدي و لـو فـتـحـتـم شراييني بمديتكم زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا مـآذن الـشـام تـبـكي إذ تعانقني لـلـيـاسـمـين حقوقٌ في منازلنا.. طـاحـونـة الـبن جزءٌ من طفولتنا هـذا مـكـان "أبي المعتز".. منتظرٌ هـنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغتي كـم مـن دمـشـقيةٍ باعت أساورها أتـيـت يـا شجر الصفصاف معتذراً خـمـسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. تـقـاذفـتـني بحارٌ لا ضفاف لها.. أقـاتـل الـقبح في شعري وفي أدبي مـا لـلـعـروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟ والـشـعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟ وكـيـف نـكـتب والأقفال في فمنا؟ حـمـلت شعري على ظهري فأتعبني | والراحإنـي أحـب... وبـعض الحب لـسـال مـنـه عـنـاقـيدٌ.. وتفاح سـمـعتم في دمي أصوات من راحوا ومـا لـقـلـبي –إذا أحببت- جراح و لـلـمـآذن.. كـالأشجار.. أرواح وقـطـة الـبـيت تغفو حيث ترتاح فـكـيـف أنسى؟ وعطر الهيل فواح ووجـه "فـائـزةٍ" حـلـوٌ و لـماح فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟ حـتـى أغـازلـها... والشعر مفتاح فـهـل تـسـامح هيفاءٌ ..ووضاح؟ فـوق المحيط.. وما في الأفق مصباح وطـاردتـنـي شـيـاطـينٌ وأشباح حـتـى يـفـتـح نـوارٌ... وقداح ألـيـس فـي كـتب التاريخ أفراح؟ إذا تــولاه نـصـابٌ ... ومـداح؟ وكـل ثـانـيـةٍ يـأتـيـك سفاح؟ مـاذا مـن الـشعر يبقى حين يرتاح؟ | ذباح