يوم كنا
يوم كنا
( 1 )
من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنروج ،،
إلى خليفة المسلمين في الأندلس ، صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام .
بعد التعظيم والتوقير ،،
فقد سمعنا عن الرُقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة ، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل ، لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم ، ولنشر العلم في بلادنا التي يحيط فيها الجهل من أربعة أركانها .
وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات الأشراف الانجليز,, لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف , وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظم تكم, وفى حماية الحاشية الكريمة , والحدب من قبل اللواتى سوف يقمن على تعليمهن ، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل .
أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص ،،،
من خادمكم المطيع جورج الثاني
( نقلاً عن المؤرخ الإنكليزي : جون دوانبورت)
أيام كانت قصور المُلك عاليةً .. كان الفرنج الى الغابات آوينا
وحين كنا نجرُّ الخزَّ أرديةً .. كانوا يسيرون في الأسواق عارينا
( 2 )
قصر الفقراء ؟
بنى نور الدين زنكي القائد المجاهد صاحب المناقب الجميلة والأخلاق النبيلة سنة 1174م قصراً جميلاً في متنزه غرب دمشق سماه ( قصر الفقراء ) وقفه عليهم من أجل أن يستجموا فيه و يستريحوا و يتنزهوا حينما يريدون , لئلا ينكسر خاطرهم عندما يرون الأغنياء في نزهاتهم و هم غير قادرين على فعل مثلهم , و لئلا تشتعل الأحقاد في القلوب بين طبقات المجتمع !
قوميَ استولوا على الدهر فتىً .. ومشوا فوقَ رؤوسِ الحِقَبِ
عمَّموا بالشمسِ هاماتهمُ .. وبنوا أبياتهم بالشُهُبِ
( 3 )
كتب الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك ، من قصر الخلافة في دمشق إلى جميع البلدان في الشرق والغرب بإصلاح الطرق ، وعمل الآبار ، ومنع المجذومبن من مخالطة الناس ، وأجرى لهم الأرزاق ، وهو أول من أحدث المستشفيات في الحضارة الإسلامية ، وجعل لكل أعمى قائداً يتقاضى نفقاته من خزينة الدولة ، ولكل مقعد خادماً كذلك ، ورتّب للقرّاء وهم أئمة المساجد ونحوهم أموالاً وأرزاقاً ، وأقام بيوتاً ومنازل يأوي إليها الغرباء ...
ويُشْرِقُ وَجْهي حينَ يُذْكَرُ والِدي .. وتَلْقَى عليهِ للسِّيادةِ مِيسَمَا
وإنْ ذَكَروا آباءَهُم فَوُجوهُهُم .. تُشَبِّهُهَا قِطعاً مِنَ الليلِ مُظلِما
( 4 )
رسالة من فتاة أوربية الى أبيها وهي تصف حالها في مستشفى عربي في بلاد المسلمين ، قالت :
سجلوا اسمي بعد المعاينة وعرضوني على رئيس الأطباء ، ثم حُملت إلى الحمَّام الساخن وأُلبست ثياباً نظيفة من المستشفى ، الذي فيه مكتبة ضخمة وأناشيد تترنم بها أصوات جميلة ولمَّا قال لي كبير الأطباء بعد شفائي أنني سأخرج قريباً كرهت ذلك فكل شيء هنا جميل للغاية ونظيف جداً ، الأسرَّة وثيرة ، وأغطيتها من الدمقس الأبيض والمُلأ بغاية النعومة والبياض كالحرير وفي كل غرفة من غرف المستشفى تجد الماء جارياً فيها على أشهى مايكون وفي الليالي القارسة تُدفأ كلُ الغرف وأمَّا الطعام ، فحدث عنه ولاحرج فهناك الدجاج أو لحم الماشية يقدم يومياً لكل من يسعه هضمه وحينما أخرج من ا لمستشفى سأحصل على لباس جديد وخمس قطع ذهبية حتى لا أضطر إلى العمل حال خروجي مباشرة .
فلستَ بحاجة إذن ، أن تبيع ماشيتك ولكن عليك بالإسراع في المجيء إذا أردت أن تلقاني هنا !
( نقلاً عن المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه )
أولئكَ آبائي فجئني بمثلهِم .. إذا جَمَعَتنا يا جرير المجامِعُ
( 5 )
فكّرَ نور الدين زنكي بالحيوانات المُسنَّنة والمريضة التي لم تعد تصلح للخدمة ، وقد كان أكثر هذه الحيوانات قد اشتركت مع جيوش المسلمين في الدفاع والذود عن ديار المسلمين في وجه الصليبيين ، فلم يجد شيئاً يجازيها به ويشكر صنيعها الماضي إلّا أنْ قام بتخصيص أرض تقع غرب دمشق تكثر فيها الحشائش ، ويمر بها نهر بردى ، تُوقَفُ هذه الأرض لحاجة تلك الحيوانات ، وأقام عليها بياطرة يعتنون بها !
فكانت تقضي بقية عمرها بهدوء ، فلا يزعجها أحد ولا تتشرد في الفلوات وفاءً منه لما مضى لها من فِعال ....
ذي المعالي فلْيَعْلُوَنْ مَن تعالى .. هكذا هكذا وإلّا فلا لا
شرفٌ يَنْطِحُ النجومَ برَوْقَيْهِ .. وعزٌ يُقَلْقِل ُ الأجبالا