في الرد والدفاع عن الصحابة
قصيدة العلامة الأديب بديع الزمان الهمذاني
موسى بن سليمان السويداء / السعودية
[email protected]
هذه قصيدةٌ جميلةٌ بديعة , ونادرةٌ
سُنيةٌ رفيعة , من نظم العلامةِ الأديب المقامي , أبو الفضل بديع الزمان الهمذاني ,
عليه الرحمة من لله عدد الصحابةِ الأخيار , ومنهم أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الغار , والد الشريفة الزكية سيدة نساء العالمين الأطهار .
نقلتها من ترجمته في معجم الأدباء
لِياقوت الحَموي , يمدح بها الصحابة ويهجو بها الخوارزمي , لأنه رافضيٌ لئيم ,
وكذابٌ اشرٌ زنيم , فقد كان ممن قال أبياتاً في الطعنِ الوقيعةِ فيهم , ولم يحفظ
لهم إمامتهم ويخاف الله فيهم .
ولما خرج الزنديق الكويتي الطاعن على
عائشة – رضي الله عنها - في هذه الأيام , وتنادت الناس بنصرتها لأنها زوجة من عليه
الصلاة والسلام , أحببت أن أشارك وأذب عنها ولو بالكتابة والكلام , وذلك بقصد طلب
الأجر والمثوبة , ممن إليه المرجع و إليه الأوبة , وقد تم الدفاع عنها في هذه
القصيدة المغمورة , ببيتين قويين مُفحمين في آخرها مذكورة , فيقول فيها :
وكَّـلـنـي بـالـهـم والـكآبة
لـلـسـلـف الصالح والصحابةْ
تـأمـلـوا يـا كـبراء الشيعة
أتـسـتـحـل هـذه الـوقـيعة
فـكـيـف مـن صدق بالرسالة
وأحـرز الله يـد الـعـقـبى له
إمـام مـن أجـمـع في السقيفة
نـاهـيـك مـن أثـاره الشريفة
سـل الـجـبـال الشُم والبحارا
واسـتـعـلـم الآفاق والأقطارا
ثـم سـل الـفُـرس وبيت النارِ
هـل هـذه الـبـيض من الآثارِ
وسـائـل الإسـلام مـن قـواهُ
واسـتـنـجـز الوعد فأومى اللهُ
ثـانـي الـنبي في سني الولادة
ثـانـيـه فـي الدعوة والشهادة
ثـانـيـه فـي مـنزلة الزعامة
أتـأمـل الـجـنـة يا شتامه ؟
إن امـرأ أثـنى عليه المصطفىَ
واجـتـمعت على معاليه الورىَ
واتــبــعـتـه أمـة الأمـىِّ
وبـاسـمه استسقى حيا الوسميِّ
سـبحان من لم يلقم الصخر فمه
يـا نـذل يا مأبون أفطرت فمه
إن أمـيـر الـمؤمنين المرتضى
لـو سـمـعـوك بالخنا معرضا
ويـلـك لـم تنبح يا كلب القمرْ؟
سـيـد مـن صام وحج واعتمر
يـا مـن هجا الصديق والفاروقا
نـفـخـت يـا طبل علينا بوقا
إنـك فـي الطعن على الشيخين
لـواهـن الـظهر سخين العين
هـلا شـغـلت باستك المغلومة
هـلا نـهـتك الوجنة الموشومه
كـفـى مـن الـغيبة أدنى شمه
ولـم يُـعـظَّـم أمـنـاء الأمه
( مـالـك يـا نـذل ولـلزكيه
( يـا سـاقـط الـغيرة والحميه
مـن مـبـلـغ عني الخوارزميا
قـد اشـتـريـنـا منه لحما نيا
يـا أسـد الـخـلوة خنزير الملا
يـا ذا الـذي يـثـلبني إذا خلا
وقـلـت لـمـا احتفل المضمارُ
سـوف تـرى إذا انـجلى الغبارُطـعـانـةٌ لـعـانـة سـبـابهْ
أسـاء سـمـعـاً فـأساء جابهْ
لـعـشـرة الإسـلام والشريعة
فـي تَـبَـعِ الـكُفْرِ وأهل البيعةْ
وقـام لـلـديـن بـكـل آلـه
ذلـكـم الـصـديـق لا محالة
قـطـعـا عـلـيـه أنه الخليفة
فـي رده كـيـد بـنـي حنيفة
وسـائـل الـمـنـبـر والمناراَ
مـن أظـهـر الـدين بها شعاراَ
مـن الـذي فـل شَـبَـا الكفارِ
إلا لـثـاني المصطفى في الغارِ
وقــال إذ لـم تـقـل الأفـواهُ
مـن قـام لـمـا قـعدوا إلا هوُ
ثـانـيـه فـي الغارة بعد العادةْ
ثـانـيـه فـي القبر بلا وسادهْ
نـبـوة أفـضـت إلـى إمـامهْ
لـيـسـت بـمأواك ولا كرامة
ثـمـت والاه الوصى المرتضىَ
واخـتـاره خـلـيفة رب العلاَ
وبـايـعـتـه راحـة الـوصيِّ
مـا ضـره هـجـو الخوارزميِّ
ولـم يـعـده حـجراً ما أحلمهْ
لـشـد مـا اشتاقت إليك الحطمهْ
وجعفر الصادق أو موسى الرضىَ
ما ادخروا عنك الحسام المنتضىَ
مـالـك يـا مأبون تغتاب عمرْ؟
صـرح بـإلحادك لا تمش الخمرْ
كـيـمـا يـقـيم عند قوم سوقا
فـمـا لـك الـيوم كذا موهوقا؟
والـقـدح في السيد ذي النورينِ
مـعـتـرض لـلحين بعد الحينِ
وهـامـة تـحـمـلـها ميشومهْ
عـن مـشتري الخلد ببئر رومهْ
مـن اسـتـجاز القدح في الأئمهْ
فـلا تـلـومـوه ولـومـوا أمهْ
عـائـشة الرَّاضية المرضيهْ ؟)
ألـم تـكـن للمصطفى حظيه ؟)
يـخـبـره أن ابـنـه عـلـيا
بـشـرط أن يـفـهـمنا المعنيا
مـالـك في الجري تقود الجملا
وفـي الـخلا أطعمه ما في الخلا
واحـتـفـت الأسماع والأبصارُ
أفـرس تـحـتـي أم حـمارُ؟