المقصورة
19تموز2008
مُحَمَّد مَهدي الجواهري
المقصورة..
مُحَمَّد مَهدي الجواهري
بـرغـمِ الإِبـاءِ ورغـمِ العُلى ورغـم الـقلوبِ التي تستفيضُ وإذ أنـتَ تـرعاكَ عينُ الزمانِ وتـلـتـفُّ حولَكَ شتَّى النُّفوسِ وتُـعـرِبُ عـنـها بما لا تُبين فـأنـتَ مع الصبحِ شَدْوُ الرعاةِ وأنـت إذا الخطبُ ألقى الْجِران ألـحْـتَ بـشِـعرِكَ للبائسين ، تـوحُ عـلـى مثلِ شَوك القَتادِ وتـطـوي الـضُّلوعَ على نافذٍ دريـئـةَ كـلِّ جـذيـم اليدينِ رمـى عـن يـدَيْ حاقدٍ نافسٍ وحـلِـسـاً لـدارِكَ والمُقْرفون عـلـى حينَ راحَ هجينُ الطباعِ أدَرَّ عـلـيـه ثُـدِيَّ الـخُمولِ يـجـرُّ ذيـولَ الـخنا والغِنى وحـولَـكَ مـثـلُ فِراخِ الحَمامِ تـدورُ عـيـونُـهـمُ والـذَّكاءُ إلـى كـلِّ شَـوْهـاءَ مـرذولةٍ وتَـرْجِـعُ والـعـتبُ في مُوقِها ب " علقمةَ الفحلِ " أُزجي اليمينَ وب " الـشَّـنْفَرى " أنَّ عينَّي لا وب " الـمـتـنبئِ " أنَّ البَلاءَ ، ألا مِـن كـريـمٍ يَـسُرُّ الكرامَ فـيـا طـالـمـا كانَ حدُّ البَغِيِّ ويـا طـالـمـا ثُنِيَ السادِرونَ عـلـى أنَّـه مِن شِفاءِ الصُدورِ تـأصَّـلَ هذي العروقَ الخِباثَ فـمـا هـي أوّلُ مـجـذومـةٍ ولا هـي أوّلُ " أغـلـوطـةٍ " ومـا بـالـنفوسِ اللواتي ملكنَ عـنـاءٌ إلـى مَن يُقيتُ البُطونَ إلـى من يكُفُّ صغارَ النفوسِ ، يَـكُـفُّـهـمُ أنْ يـكون الكريم أُنّـبِـيـكَ عن أطيبِ الأخبثينَ زِقـاقٌ مـن الـرّيـحِ منفوخةٌ وأشـبـاحُ نـاسٍ ، وإنْ أُوهِمُوا ألـمْ تـرَ أنِّـيَ حـربُ الطغاةِ وأنـي تـركـتُ دهـينَ السِّبالِ مـن الخوفِ كالعَيْرِ قبلَ الكواءِ بـمـاذا يـخـوِّفـني الأرْذَلُونَ أيُـسْـلـبُ عـنها نعيمُ الهجيرِ بـلى ! إنّ عنديَ خوفَ الشُّجاعِ إذا شـئـتُ أنـضـجتُ الشِّواء وأبـقـيتُ من مِيسَمي في الجِباهِ فـوارقُ لا يَـمَّـحـي عـارُها بـحيثُ يقالُ إذا ما مشى الصّليُّ وحـيـثُ يُـعـيَّـرُ أبـنـاؤهُ أقـولُ لـنـفـسيْ – إذاضمَّها تـسـامَـيْ فـانكِ خيرُ النفوسِ وأحـسنُ ما فيكِ أنّ " الضميرَ " وأنـتِ إذا زيـفُ الـمـعجبينَ ولـم تـسـتـطعْ هممُ المدَّعين خلَصْتِ كما خَلصَ ابنُ " القُيون " تـسـامَـيْ فـإنّ جـناحيكِ لا كـذلـكَ كـلُّ ذواتِ الـطِـماحِ شـهِـدتُ بـأنـكِ مـذخـورةٌ وأنـكِ سـوفَ تـدوِّي العصورُ بـآيـةِ أنَّ يـدَ الـمُـغـرياتِ وأنـكِ إنْ يَـلـتـمـعْ مـطمعٌ يـمـوتُ " الـنبوغُ " بأحضانه وتـمـشي الجموعُ على ضوئهِ وكـادتْ تَـلُـفُّـكِ فـي طيّها لـشـرِّ النِهاياتِ هذا " المطافُ " مـتـى تـرَعـوي أُمةٌ بالعِراقِ تُـذَرَّى على الضَّيْمِ ذَرْوَ الهشيمِ وتـنـزو بـها شهوةُ المشتهينَ يَـجـدُّ بَـغـيـضٌ بـها عهدَهُ وتـسـمَـنُ منها عِجافٌ مَشتْ تُـراودُهـا عِـزّضـها كالقُرومِ عـجـبـتُ وقـد أسلمتْ نفسَها وقَـرَّ عـلـى الـذُّلِّ خَيشومُها وأغْـفَـتْ فـلـم أَدْرِ عن حَيرةٍ ولـم أدرِ مِـن طـيـبِ إغفائها أهِـمّـاً تـغـشَّـاهُ بَـعْدَ العنا مـتـى تـسـتفيقُ وفحمُ الدُّجى وقـد نَـفَـض الكهفُ عن أهله تـعـيشُ على الأرضِ أُمِّ الكفاحِِ وتَـصْـبَـغُ بـالـوَرْد آمـالَها وأصـنـامِ بَـغْـيٍ يـصُبّونها يُـثـيـرونَ مـن حولِها ضَجَّةً كـمـا حَـجَبَتْ بالغُبارِ العيون فـهـذا سـيمضي وهذا مضى وهـذا " زعـيمٌ " ، لأنّ السفيرَ وفـي ذاكَ عن سُخطِ أهل البلادِ وهـذا بـعِـمـتَّـهِ ، ساخراً ، تـجـيءُ الـمـطـامـعُ منقادةً ولـيـتـك تـحَـسِبُ أزياءهم فـتـلـكَ الـلـفائفُ كالأُقحُوانِ تَـطُـقُّ الـمـسابحُ من حولِها وتـلـكَ الـشراشيفُ كالياسمينِ تـدلَّـتْ عـنـاقيدُ مثلُ الكرومِ يَـوَدُّ مـن " الـتِّـيهِ !" لو أنَّه لِـيَـعـلِـمَ سـامـعُـه أنَّـه إذا رَفـعَ الـيـدَ لـلـحاكمينَ وبـيـنـهـمـا محدَثٌ ناشيءٌ تــعــوِّذُه أُمُّـه إنْ مـشـى ومُـسـتـسـلمين يَرونَ الكفاحَ فَـتـغـرُزُ فـي رَخـوةٍ سَمْحَةٍ يَـرَوْنَ الـسـياسةَ أنْ لا يمسَّ وهـذا وذا فـي صـميمِ البلادِ مـسـاكـيـن يقتحمونَ الكفاحَ ومـا هـو إلاَّ احتمالُ الخُطوبِ فـهـمْ يـعـرفونَ مزايا الخُلودِ وهـمْ يـعشَقونَ هُتافَ الجموعِ فـلـيـتَ لـنـا بـهـمُ نـاقةً وتـجـتـرُّ بـالجوعِ ما عندَها ومُـحـتـقِـبٍ شرَّ ما يُجتوى مـشـى ومـشتْ خلفَهُ عُصبةٌ يُـحـبُّ " الـسلامةَ " مشفوعةً ويـجـمـعُ بينَ ظِلالِ القصورِ وعـيـشِ " المَهازيلِ " في ناعمٍ وبـينَ " الزعامةِ ! " لا تُصطَفَى ولـم أدرِ كـيـفَ يكونُ الزعيمُ ومـنـتـحـلينَ سِماتِ الأديبِ كـمـا جاوبتْ " بومةٌ ! " بومةً ويـرعَـوْن فـي هـذَرٍ يابسٍ يـرَوْنَ " وُرَيـقـاتِـهـم " بُلغةً فَـهُـمْ والضميرِ الذي يصنعونَ ولاهِـيـنَ عـن جِدِّهم بالفراغِ تـصـايَـح بـالـلغوِ ما بينها وشـدُّوا خُـيـوطـاً بـأعناقِهمْ ألا يـخـجـلـونَ إذا قـايسوا سـقَـوا أرضَـهم بنجيعً الدِّماءِ وأولاءِ شُـغْـلُـهـم بـالبطونِ وعـارٍ تـحـلّى بثوب الأديب ومـن تـبـعات النُّفوس الكبار ووغـدٍ تـخـيَّـرَ أمـثـالَـه إذا مـا تـصـفـحـتَ أصنامَه أراكَ- وإن أنـكـرَ العالمانِ - وأنَّ غُـرابـاً شـأى " مـعبداً " بـدا لـكَ طـاهٍ أجـيرُ البطونِ يـسُـدُّ بـذاكَ فـراغَ الضميرِ يـبِـصُّ لَـذي مَنصِبٍ يُرتجى يَـرى أنَّـه حين يُطري الفسيل وشـرٌّ أهـرَّ بـهـا أكـلُـبـاً حَـبـا مـا حـبا طغمة أُتخِمتْ وأطـلـقَ لـلـصيدِ أظفارهنَّ يـقـولـونَ إنَّ يداً في الغُيوبِ ولـمَّـا يَـزَلْ مَـثَـلٌ سـائرٌ وتـحـريـقُ " لوطٍ " بذنبٍ أتى فـمـا بـالُ كفِّ القضا لا تدورُ وأضـحى " ثمودُ " و " لوطٌ " به ومَـن عـاثَ في أممِ المشرقَينَ حَـيـيِـيـنَ بـينَ ولاة الأمورِ يـسـائـلُ بـعضٌ به بعضهم أُخِـذْتَ لأنـي ركـبتُ الطريقَ وأنـت أُخِـذْتَ عـلـى نـاقةٍ وكـنَّـا أُنـاسـاً كـماء السَّماءِ نـجـيءُ الـحـياةَ على رِسلِها ونـأتـي الـجـريرةَ لا نَغتلي ولا نـكـبِـتُ العاطفاتِ الجْياعَ إلـى الآنَ يُـضـرَبُ من ههنا ولـو صَـحَّ مـن مـثلٍ للدَّمارِ وجَـدنـا هُـنـا كلَّ ذي عَورةٍ وكـلَّ كـريـمِ الـثَّـنـا أصيدٍ وجَـدنـا الـرَّجالَ هنا بالرِّجالِ عـلـى حـينَ تختصُّ نِسوانُهم وجـدَنا الزعيمَ - كما يَنْعَتُونَ - وجـدنـا الـخـبائثَ والطَّيباتِ وجـدنـا الـرَّجـالَ وأسماءَهم بَـنِـيَّ إذا الـدَّهـرُ ألقى القناعَ ودالـتْ لـهـمْ دولـةٌ كـالَّتي سـواءٌ فـلا خَـلْـفُها من أمامِ ولا يـسـتـبـيـحُ بـها سابقاً ولا يـقـذفُ الـشـهمَ ذو لَوثةٍ وكـانَ الـمُـفَضَّلُ لا المُزدرى وكـان بـهـا المُثُل الصالحاتُ فـلا تـبـخـلوا أنْ تزوروا أباً ولا تـبـخَـلـوا أنْ تَمُدوا يداً وطـيـفـاً أتـاكـمْ يُـهـنّيكمُ ولا تُـنـكـروا أنَّ " عُشّاً " به كـطُـهْـرِ " الـطفولةِ " أجواؤه ضـرَبـنـا لـنـجـمعَ أعوادَه سـتـدْرون أيَّ مـطاوي البلاءِ وأيَّ الـخـصـومِ مَـدَدْنـا له ضـربـنـاهُ بالفكرِ حتى التوى وكـانَ الـقريضُ الذي تقرءونَ ضـربـنـاه أنْ لم يُصِبْ مَقتلاً وشـرُّ " الـسـهامِ " رُواءُ النعيمِ سـلامٌ عـلـى هَضَباتِ العراقِ على النَّخْلِ ذي السَّعَفاتِ الطوالِ عـلـى الرُّطَبِ الغَضِّ إذ يُجتلَى بــإِيـسـارهِ يـومَ أعـذاقُـه وبـالـسَّـعْفِ والكَرَبِ المُستجِدِّ ودجــلــةَ إذْ فـارَ آذيُّـهـا ودجـلـةَ زهـوِ الصَّبايا الملاحِ تُـريـكَ الـعراقَّي في الحالتينِ سـلامٌ عـلـى قَـمَـرٍ فـوقَها تُـدغـدِغُ أضـواؤهُ صَـدْرَها كـأنَّ يـداً طـرَّزَتْ فـوقَـها رواءُ الـنـمـيـرِ لـهـا لُحمةٌ ونـجـمٌ تَـغَـوَّرَ مـن حُـبّها عـلى الجْسِرِ ما انفكَّ من جانبيهِ فـيـا لـيـتَـهُـنَّ الذي يعتدي ويـا لـيتَ بلواكَ قُبُّ الصدورِ ويـا لـيـتَ أنَّـكَ لا تـشتكي ولـيـتَ بـهـنَّ ولا غـيرهنَّ بـهـنَّ ولا بـغـلاظِ الـرقابِ سـلامٌ عـلى جاعلاتِ النَّقيقِ ، لُـعـنـتـنَّ مِن صِبيْةٍ لا تشيخُ تـقـافَـزُ كالجْنِّ بينَ الصخورِ حَـلَـفـتُ بـمنْ راءَكنَّ الحياةَ وألـبـسـكُـنَّ جَـمالَ الغديرِ لأنـتُـنَّ مـن واهـباتِ البيانِ عــلـى أنَّـهـا لُـغـةٌ ثـرَّةٌ لـقـد عـابـكـنَّ بما لا يُعابُ بـسَـمـحٍ يُـنادمُ رَكبَ الخلود يَـدُلُّ عـلـى الـماءِ مَن ضَلَّه كـأنَّ بـعـيـنـيـكِ ياقوتتينِ ولـو لـم يُـخبِّرْ بريقُ النبوغِ لـنَـمَّ الـجُـحوظُ على شاعرٍ سـجـا الـلـيلُ إلا حماماً أجدٍّ وجُـنـدُبـةً طـارحَـتْ جُندُباً وديـكـاً يـؤذِّنُ فـي جَـمعهم ودَّوى قِـطـارٌ فـرَدَّ الـحـياةَ ومـا بـرِحَ الـقـمرُ المستديرُ تـلـوذُ الـنـجـومُ بـأذيـالهِ إلـى أنْ تَـضوَّرَ غولُ الصَّباحِ سـلامٌ عـلى عاطراتِ الحقولِ ويـا لَـلَـطـافـةِ هذي الدُّنى وحـبـلِ ضـيـاءٍ تـدلّـى به كـأنَّ يـدَيْ خـالـقٍ مُـبـدعٍ يَـمُـرَّانِ فـوقَ الرُّبى والسفوحِ ويـنـتـزعـانِ الشُفوفَ التي رويـداً رويـداً كـمـا سُرِّحتْ وألـقـتْ عـليها الغيومُ اللطافُ تـحـرّقَ كـاسٍ إلـى عُـريهِ كـأنَّ بـهـا عـالـمـاً واحداً سـلامٌ عـلـى بـلـدٍ صُـنتُه كـلانـا يـكـابـدُ مُرَّ الفراق وكــلٌّ يُـغِـذُّ إلـى طِـيَّـة غـداً إذ يَـطِـنُّ فضاءُ العراقِ وإذ يـسـتـقـلُّ بِـضَبْعِي فتىً ويـقـدُرُ إن ضـمَّ مـنه اليدينِ غـداً إذ فـريـقٌ يـحوزُ الثنا | ورغـمِ أُنـوفِ كِـرامِ عُـطـفـاً تَحوطُكَ حَوْطَ الحِمى ويَـهْـفُـو لجِرْسِكَ سَمْعُ الدُّنى تَـجـيشُ بشتَّى ضروبِ الأسى كـأنَّـك مـن كـلِّ نـفسٍ حشا وحـلـمُ الـعذارى إذا الليلُ جا وحـطَّ بـكـلـكـلـهِ فارتمى بـداجي الخُطوبِ ، بَريقَ المُنى وتـغـدو على مثل جَمْرِ الغضا مـن الـصَّبرِ يُدمي كحزِّ المُدى رمـى عـن يَدَيْ غيرهِ إذ رَمى عـلـيـك احتشادَ العلى والندى يـجـولـونَ كـلَّ مـجالٍ بدا تَـنـطَّـفُ أطـرافُـه بـالخَنا وهـزَّتْـهُ فـي المهدِ كفُّ الغَبا وتـهـفـو عـليه ظِلالُ المُنى لـولا الـشعورُ - وزُغْبِ القَطا يَـلـمَـعُ فـيـهـا كحدِّ الظُبا وأشـوَهَ مـسـتـأثِـرٍ بـالغِنى تَـسـاءلُ : أيُّـكـما المُبتلى ؟ أنَّـي ألَـذُّ بـمُـرِّ الـجـنـى تَـلَـذّانِ فـي النومِ طعمَ الكرى إذا جـدَّ ، يَـعـلم " أني الفتى " بـجـيـفـةِ جـلْـفٍ زَنيمٍ عَتا يُـخـفِّـفُ مِن فحشِ أهل البِغا بـمـا اقتِيدَ من سادرٍ ما ارعوى لـو أنَّ حُـرّاً كـريـمـاً شفى فـقـد ضاقَ بالجِذْمِ منها الثرى مـخـافـةَ عـدوى بـها تُنتفى مـحـا شـاطبٌ رسمَها فامَّحى بـأطـمـاحـهـنَّ عَنانَ السّما ولـكـنْ إلـى من يُميطُ الأذى صـغارَ الحلومِ ، صغارَ الهوى بـه عـن هـوانـهمُ : يُشتفى فـقُـلْ أنـتَ بالأخبثِ المُزدرى وإنْ ثَـقَّـلَ الزهوُ منها الخطى بـأنّـهـمُ .. " قادةٌ " في الورى سـلـمٌ لـكـلِّ ضـعيفٍ الذَّما كـثـيـرَ الصيالِ ، شديدَ القوى يَـحبقُ مما اصطلى واكتوى ؟! ومـمَّ تـخـافُ صِـلالُ الفلا؟! ونـفـحُ الرمالِ ، وبذْخُ العرا!! وطـيـشَ الحليمِ وموتَ الرَّدى جـلـوداً تـعَّـصْت فما تُشتوى وشْـمـاً كَـوشْـمِ بناتِ الهوى ولا يَـلتَبسْنَ بوصفٍ " سوى !" بــهــا : إنّ وغــداً بـدا بـأنّ لـهُـمْ والـداً مـثـلَ ذا وأتـرابَـهـا مـحـفِلٌ يُزدهى إذا قـيـسَ كلٌّ على ما انطوى يَـصـيـحُ مـن القلبِ أنِّي هُنا تـلألأ لـلـعـيـنِ ثُـمَّ انجلى صـبـراً عـلى جمرةٍ المدَّعى تَـرعـرَع فـي النار ثمَّ استوى يَـقَـرّانِ إلا عـلـى مُـرتقى والـهـمِّ ، مـخـلـوقةٌ للذُّرى لأبـعـدَ مـا في المدى من مدى بـمـا تـتـركينَ بها من صدى تـهـابُـكِ إلاَّ كَـلـمسِ النَّدى يُـخـاف على الرُّوحِ منه العمى ويُـنـعى به " الأمل " المرتجى لـتـبـكـي على عبقريٍّ قضى حـواشـيه .. ردَّكِ عزمٌ قَضى وكـلُّ مَـطـافٍ إلـى مُـنتهى تُـسـاقُ إلـى حـتفِها بالعصا ويَـعـرقُـهـا الذُّلُّ عَرْقَ اللِّحا كـمـا دُحـرجـتْ كرةٌ تُرتمى إذا قـيـلَ عـهدُ بَغيضٍ مضى إلـى الأجـنـبيِّ تَجُرُّ الخُصي هِـجـانٌ عـلـيها غريبٌ نَزا لـعَـرْكِ الخُطوبِ وعَصْرِ الشَّقا كـما خطمَ الصعب جَذبُ البُرى بـهـا : كـيف إيقاظُها أو متى عـلـى الـذُّلِّ ، أيَّ خيالٍ تَرى كـرىً ،أمْ صـبـياً بريئاً غفا؟ عـلـيها مشتْ فيه نارُ الضُّحى غُـبـارَ السنينَ ووَعْثَ البِلى ؟ وتـربُـطُ أحـلاَمـهـا بالسَّما كـمـا طـرَّزَ الـحائكونَ الرِّدا ويَـدْعُـونـهـا مَـثـلاً يُقتدى بـهـا عـن مَـخـازيهمُ يُلتهى خِـفـافٌ مُـهـرّأةٌ تُـحـتذى وهـذا سـيـأتـي وهـذا أتى يـرنـو إلـيـه بـعينِ الرّضا عـلـى حُكمهِ أو رضاهم غِنى مـن " الـجـنِّ " يَرفعها للعلى إلـيـه إذا شـاءَ أو لـم يَـشا فـتـجـمـعَ منها زهورَ الرُّبى بـهـا الـعِلمُ ينفحُ طيبَ الشذا! لـتُـعـلِـنَ أنَّ مَـلاكـاً أتـى تـاهَ " الـعِقالُ " بها وازدهى ! عـلـى كتفَيْ " يابسٍ " كالصُوى يَـشُـدُّ بها " جَرَساً ! " إنْ مشى " يـنـوبُ !" عـن البلدِ المُبتلى بدَتْ " نَعَمٌ " وهي في زيِّ " لا! " إذا خـطَّ تَـعـرِفُـه أو حَـكى إلـى " الـبـرلمانِ " بأمِّ القرى قَـوراء مـدحـوَّةً تُـمـتـطى وتـنـفِـرُ عـن ذي مِسَنٍّ قَسا هـذا ، وأنْ يُـتَّـقـى شـرُّ ذا سُـلٌّ ، وفـي الـعينِ منها قذى وقـد راعـهـمْ بـابُه مِن كُوى وإلاّ الأذى والـعَـرا والـطَّوى ولا يُـنـكـرونَ مـزايـا الفَنا ويَـخْـشـونَ مـا بعدَه من عَنا تُـطـيـق الحفا والوجا والوحى وتَـطوي على الخِمْسِ حَرَّ الظما مـشـى نـاصـباً رأسهُ كاللِّوا تـقـيـسُ خُـطاهُ إذا ما مشى بـدَعوى " الجْبانِ " بحُبِّ الوَغى وعَـصْرِ الخمورِ ورشْفِ اللَّمى مـن الـعـيشِ مِن مثلهِ يُستحى بـغـيـرِ السجونِ ولا تُشترى إذا لـم يـكـنْ لاصـقاً بالثرى يـظـنّـونـهـا جُـبَباً تُرتدى تَـقـارَضُ مـا بـيـنها بالثَّنا مـن القولِ ، رعيَ الجمالِ الكلا مـن الـعـيـشِ لا غايةً تُبتغى لـمـنْ يـعتلي ، صهوةٌ تعتلى زوايـا الـمـقـاهي لهم مُنتدى صِـيـاحَ اللقالق تنفي الحصى تَـصـارَخُ ألـوانُـهـا بـالدِّما حـيـاتَـهـمُ بـحـيـاةِ الأُلى فـكـانَ الـشـعارَ الدَّمُ المُستقى فـهـلاّ اسـتـعانوا بشدِّ المِعى ومـمَّـا يُـزكّـي أديـبـاً خَلا بـسِـنِّ اليَراعِ الرخيصِ احتمى فـوغـداً أهـرَّ ووغـداً شـلا وهُـزأةَ ألـقـابـهـا والـكُنى بـمـزمـارِ داودَ ، بُـوماً شدا وأنّ حِـمـاراً " غريضاً " حَكى كـلُّ الـذي تـشـتـهـيهِ طها ويُـوقِـدُ روحـاً خـبـيثاً خَبا ويَـخـدُم ذا صَـولـةٍ يُختشى جُـذَيْـلاً هـجا ، وعُذَيْقاً رمى أعـارَهـمُ نـابَـهـمْ إذْ سَـطا بـفَـضْـلاتهِ ، وزوي ما زوى وأنـيـابَـهـنَّ بـهـا واختفى تُـديـر على الأرضِ حُكم السَّما عـلى الناسِ يَجري : بأيدي سبا وأخـذُ " ثـمـودٍ " بسِقبٍ رغا عـلـى بلدٍ ظلَّ حتى اختزى !؟ ومَـن لـهما في الشرورِ انتمى وجـارَ عـلـى أهـلها واحتمى فـي بـلـدٍ ضـاعَ فـيه الحيا أنـحـنُ أُخـذنْـا وهذا نجا ؟! شَـذاً إلـى غـايـةٍ تُـبـتغى بـفـلْـسـيـنِ أمثالُهما تُشترى تَـخـبَّـطَ طـوراً وطوراً صَفا نـهـايـاتُـهـا عـندنا كالبِدي ونَـبـغـي الـهَـناةَ كما تُبتغي فـيُـشـرِقـنـا كـبتُها بالشجا بـنـا مَـثـلٌ في مصيرِ الدُّنى مـا كـانَ غـيـرَهمُ ، والتَّوى عـلـى كـلِّ ذي حُرمةٍ قد سطا تَـقـلَّـص فـي كِـنِّهِ وانزوى لاهـيـنَ ، فـي وَضَحٍ من سَنا نـسـاءً ، ومنتصِفٌ مَن جزى عـلـى قـدَميْ غاصبيهِ ارتمى بـأضـدادِهنَّ - هُنا - تُصطفى يُـخَّـفـفُ مـن قُبحها بالكُنى وصـرَّح مـن حسوهِ ما ارتغى لـدى الـناسِ في وجهها والقفا يـبـدو ، ولا وجـهُها من ورا إلـى الـمـجدِ ركّاضةً مَن حَبا ذمـيـمٌ ، ولا يـدّري مَن وعى لـهُ يُـعـتـزى وبـهِ يُؤتسى لا الـطـالـحاتُ ، هي المُقتدى جــريــرتُـه أنَّ ذُّلاً أبـى لـتـحـضِـنَ منه خيالاً سَرى بـأنْ قـد وُقِـيـتمْ زماناً مضى تـلـوحُ لـكـمْ قَـسَماتُ الهنا وأفـيـاؤه كـرفـيفِ الضحى لـكـم فـي صـميمِ زمانٍ جَسا نـزلـنـا إلـيها ، وأيَّ الهُوى بـأيِّ الأكـفِّ بـأيِّ الـقَـنـا وبـالـقـلـبِ حتى هفا بالرَّدى أقـتـلَ مِـن ذا وهـذا شَـبـا بـسـهـمٍ أراشَ ونـصلٍ برى وشـرُّ " الـنضالِ " بريق الغِنى وشـطَّـيـهِ والجُرْفِ والمُنحنى عـلـى سـيّـدِ الشَّجَرِ المُقتنى كـوَشْـيِ الـعروسِ وإذ يُجتنى تَـرفّـث ، وبـالعسرِ عندَ القنى ثـوبـاً " تـهـرّا " وثوباً نضا كـمـا حُـمَّ ذُو حَـرَدٍ فـاغتلى تَـخَـوَّضُ مـنـها بماءٍ صَرى يُـسـرِفُ فـي شُـحّهِ والنَّدى عـلـيـهـا هَـفـا وإليها رَنا وتَـمـسـحُ طـيَّـاتِها والثِنى مـن الـحُـسـن مَوشِيةً تُجتلى وذَوبُ الـشـعـاعِ عليها سَدى ونـجـمٌ عـلـيـها ادَّنى فادَّلى يُـتـيـحُ الهَوى مِن عيونِ المها ويـا لـيـتَـكَ الرّجلُ المُعتدى ولُـعـسُ الـشفاهِ وبيضُ الطُّلى ظَـمـاءكَ إلاَّ لـهـذا الـلَّـمى تَـنَـقَّـلُ فـي غضبٍ أو رِضا قِـبـاحِ الـوجـوهِ خِباثِ الكُلى عـلـى الشَّاطئينِ ، بَريدَ الهوى ومـن شِـيْـخَةٍ دَهْرَها تُصطبى وتـنـدسُّ تـحـتَ مَهيلِ النَّقا سـمـحـاءَ أبـدعَ مـا تُرتأى مَـن صـافَ مـنكنَّ أو مَن شتا جَـمـالاً ومـن مُحييِاتِ اللُغى عـواطـفـكـنَّ بـهـا تُمترى فَـدْمٌ بـخَـلْـقٍ جـميلٍ زَرى ويُـحـسـن لـلخابطينَ القِرى ويَـرفـعُ وحـشـةَ لـيلٍ طَخا صـاغـهـمـا جـوهريٌّ جَلا بـعـيـنيكِ عن مثلِ سفعِ الذّكا بـعـيـدِ الخيالِ عنيفِ الرؤى هَـديـلاً وتـرجيعَ كلبٍ عَوى وبُـومـاً زقـا وسـحـيلاً ثغا بـأن قـد مـضى الليلُ إلا إنى عـفـواً إلـى عـالَـمٍ يُـبتنى يَـسـبـحُ فـي فـلَكٍ مِن سنا هَـفَـتْ إذ هـفـا ودَنَتْ إذ دنا ودَبَّ الـهُـزالُ بـه فـانضوى تـنـاثـرُ مِـن حـولهن القُرى يُـتـمّـمـها لُطفُ تلكَ القُصى عـلـى أُفـقٍ أُفـقٌ والـتـقى تـخـيَّـلَ عُـريـتَـها وأرتأى ويـخـتـرقـانِ سُدوفَ الدُّجى تـدثَّـرَ كَـوْنٌ بـهـا وارتدى غـلائـلُ غـانـيـةٍ تُـنتضى نَـسْـجـاً كـعهدِ الغواني وهى وأُغـرم عـارٍ بـه فـاكـتسى تـلاقـى ، وإنْ بَـعُـد المنتأى وإيـايَ مِـن جـفـوةٍ أو قِـلى عـلـى كـبـدَينا ، ولَذْعَ النَّوى لـنـا عـنـد غـايـتها مُلتقى طـنـيـنَ الثرى من هزبرٍ خَلا يَرى الغُنْمَ في العيش كسب الثنا ايَّ ثـمـيـنٍ نـفـيـسٍ حَوى يَـعَـضُّ فـريـقٌ بصمِّ الصفا | الـمَـلا