أنت ومالك لأبيك

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

عن أبي سلمة عبيد بن خلصة قال: أخبرنا عبد الله بن نافع المدني عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ؛ إن أبي أخذ مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: " اذهب فأتني بأبيك ". فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقرئك السلام ويقول: إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه. فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " مازال ابنك يشكوك أنك تأخذ ماله؟ " قال: سله يا رسول الله هل أنفِقـُه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إيه دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك " قال الشيخ: والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا، قلتُ في نفسي شيئًا ما سمعته أذناي. قال: " قل وأنا أسمع. " قال: قلتُ:

غـذوتـك مولودا ومنتك iiيافعا
إذا لـيلة ضافتك بالسقم لم أبت
تخاف الردى نفسي عليك iiوإنها
كأني أنا المطروق دونك iiبالذي
فـلما  بلغت السنَّ والغايةَ iiالتي
جـعلتَ جزائي غلظة iiوفظاظة
فـلـيتك إذ لم ترع حق iiأبوّتي







تـعـل بما أجني عليك iiوتنهل
لـسـقـمك  إلا ساهراً أتململ
لـتعلم  أن الموت وقت iiمؤجل
طـُرِقتَ به دوني فعيناي تهمل
إلـيها  مدى ما فيك كنت أؤمل
كـأنـك  أنت المنعم iiالمتفضل
فعلت  كما الجار المجاور iiيفعل

قال: فعند ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال: " أنت ومالك لأبيك ". رواه الطبراني في معجمه الصغير والأوسط، وابن أبي الدنيا في جزء العيال.