دمشق
19حزيران2010
نزار قباني
نزار قباني
أتـراهـا تـحـبـنـي كـم رسـولٍ أرسـلـتـه لأبـيها يـا ابـنـة الـعـم والهوى أموي كـم قـتـلـنـا في عشقنا وبعثنا مـا وقـوفـي فـي الديار وقلبي لا ظـبـاء الـحمى رددن سلامي هـل مـرايا دمشق تعرف وجهي يـا زمـانـا في الصالحية سمحا يـا سـريـري ويا شراشف أمي يـا زواريـب حـارتـي خبئيني واعـذريـنـي إذا بـدوت حزينا هـاهـي الـشـام بعد فرقة دهر الـنـوافـيـر فـي البيوت كلام والـسـمـاء الـزرقاء دفتر شعر هـل دمـشـق كما يقولون كانت آه يـا شـام كـيف أشرح ما بي سـامـحيني إن لم أكاشفك بالعشق نـحن أسرى معا وفي قفص الحب يـا دمـشـق الـتي تقمصت فيها أم أنـا الـفـل قـي أباريق أمي أم أنـا الـقـطة الأثيرة في الدار يـا دمـشـق الـتي تفشى شذاها سـامـحـيني إذا اضطربت فإني وازرعـيني تحت الضفائر مشطا قـادم مـن مـدائـن الريح وحدي احـتـضـنـي ولا تناقش جنوني احـتـضـنـي خمسين ألفا وألفا أهـي مـجـنـونـة بشوقي إليها حـامـل حـبـهـا ثـلاثين قرنا كـلـمـا جـئـتـهـا أرد ديوني إن تـخـلـت كـل المقادير عني يـا الـهـي جـعلت عشقي بحرا يـا الـهـي هـل الـكتابة جرح كـم أعـاني في الشعر موتا جميلا جـاء تـشـرين يا حبيبة عمري ولـنـا مـوعـد على جبل الشيخ لـم أعـانـقـك من زمان طويل لـم أغـازلـك والـتغزل بعضي سـنـوات سـبع من الحزن مرت سـنـوات فيها استقلت من الحب سـنـوات سـبع بها اغتالنا اليأس فـانـقـسـمـنـا قبائلا وشعوبا كـيـف أهواك حين حول سريري كـيـف أهـواك والحمى مستباح لا تـقـولي : نسيت لم أنس شيئا غـيـر أن الـهـوى يصير ذليلا شـام يـا شـام يـا أمـيرة حبي أوقـدي الـنـار فـالحديث طويل شـمـس غـرنـاطة أطلت علينا جـاء تـشـرين إن وجهك أحلى كـيف صارت سنابل القمح أعلى إن أرض الـجـولان تشبه عينيك كـل جـرح فـيـهـا حديقة ورد يـا دمـشق البسي دموعي سوارا وضـعـي طرحة العروس لأجلي رضـي الله والـرسول عن الشام مـزقـي يـا دمشق خارطة الذل اسـتـردت أيـامـهـا بـك بدر بـك عـزت قـريـش بعد هوان إن عمرو بن العاص يزحف للشرق كـتـب الله أن تـكـونـي دمشقا لا خـيـار أن يصبح البحر بحرا ذاك عـمـر السيوف لا سيف إلا هـزم الـروم بـعـد سبع عجاف وقـتـلـنا العنقاء في جبل الشيخ صـدق الـسـيف وعده يا بلادي صـدق الـسـيـف حاكما وحكيما اسـحـبـي الذيل يا قنيطرة المجد سـبـقـت ظـلـها خيول هشام عـلـمـيـنـا فقه العروبة يا شام عـلـمـيـنـا الأفعال قد ذبحتنا عـلـمـيـنا قراءة البرق والرعد عـلـمـينا التفكير لا نصر يرجى إن أقـصـى مـا يغضب الله فكر وطـنـي، يا قصيدة النار والورد إن نـهـر الـتاريخ ينبع في الشام نـحـن أصل الأشياء لا فورد باق نـحـن عـكـا ونحن كرمل حيفا كـل لـيـمـونـة ستنجب طفلا إركـبـي الشمس يا دمشق حصانا | مـيسونأم تـوهـمـتُ والـنـساء ذبـحـتـه تـحت النقاب العيون كـيـف أخفي الهوى وكيف أبين بـعـد مـوت ومـا عـلينا يمين كـجـبـيـني قد طرزته الغصون والـخـلاخـيـل مـا لهن رنين مـن جـديـد أم غـيرتني السنين أيـن مـنـي الغوى وأين الفتون يـا عـصـافير يا شذا يا غصون بـيـن جـفـنيك فالزمان ضنين إن وجـه الـمـحـب وجه حزين أنـهـر سـبـعـة وحـور عين والـعـنـاقـيـد سـكر مطحون والـحـروف الـتـي عليه سنونو حـيـن فـي الـليل فكر الياسمين وأنـا فـيـك دائـمـا مـسكون فـأحـلـى ما في الهوى التضمين يـعـانـي الـسـجان والمسجون هـل أنـا الـسرو أم أنا الشربين أم أنـا الـعشب والسحاب الهتون تـلـبـي إذا دعـاهـا الـحنين تـحـت جـلـدي كأنه الزيزفون لا مـقـفـى حـبـي ولا موزون فـأريـك الـغـرام كـيف يكون فـاحـتـضني كالطفل يا قاسيون ذروة الـعـقـل يا حبيبي الجنون فـمـع الـضـم لا يجوز السكون هـذه الـشـام أم أنـا الـمجنون فـوق ظـهـري وما هناك معين لـلـجـميلات حاصرتني الديون فـبـعـيـن حـبـيـبتي أستعين أحـرام عـلـى الـبحار السكون لـيـس يـشـفى أم مارد ملعون وتـعـانـي مـن الـرياح السفين أحـسـن الـوقـت للهوى تشرين كـم الـثـلـج دافـئ وحـنـون لـم أحـدثـك والـحديث شجون لـلـهـوى ديـنـه وللسيف دين مـات فـيها الصفصاف والزيتون وجـفـت عـلـى شفاهي اللحون وعـلـم الـكـلام والـيـانسون واسـتـبيح الحمى وضاع العرين يـتـمـشـى الـيهود والطاعون هـل من السهل أن يحب السجين كـيـف تـنـسى أهدابهن الجفون كـلـمـا ذل لـلـرجـال جبين كـيـف يـنـسى غرامه المجنون وطـويـل لـمـن نـحب الحنين بـعـد يـأس وزغـردت ميسلون بـكـثـيـر مـا سـره تـشرين كـيف صارت عيناك بيت السنونو فـمـاء يـجـري ولـوز وتـين وربـيـع ولـؤلـؤ مـكـنـون وتـمـنـي فـكـل شـيء يهون إن مـهـر الـمـنـاضلات ثمين فـنـصـر آت وفـتـح مـبين وقـولـي لـلـدهـر كـن فيكون واسـتـعـادت شـبـابها حطين وتـلاقـت قـبـائـل وبـطـون ولـلـغـرب يـزحـف المأمون بـك يـبـدا ويـنـتـهي التكوين أو يـخـتـار صـوتـه الحسون دائـن يـا حـبـيـبتي أو مدين وتـعـافـى وجـدانـنا المطعون وألـقـى أضـراسـه الـتـنين فـالـسـيـاسـات كـلـها أفيون وحـده الـسـيف يا دمشق اليقين وكـحـل جـفـنـيك يا حرمون وأفـاقـت مـن نـومـها السكين فـأنـت الـبـيـان والـتـبيين أحـرف الـجـر والكلام العجين فـنـصـف الـلغات وحل وطين حـيـنـمـا الـشعب كله سردين دجــنـوه وكـاتـب عـنـيـن تـغـنـت بـمـا صنعت القرون أيـلـغـي الـتريخ طرح هجين فــوق إيــوانـه ولا رابـيـن وجـبـال الـجـلـيل واللطرون ومـحـال أن يـنـتـهي الليمون ولــك الله حـافـظ و أمـيـن | ظنون