قصيدة غزل طواها النسيان بفعل فاعل
قصيدة غزل طواها النسيان بفعل فاعل!
شبكة البصرة
المقاتل الدكتور محمود عزام
(شكري وتقديري واعتزازي للمقاتل العراقي الشهم الذي ارسل لي قصيدة من زمن البطولة.. يوم كنا معا نذيق العدو الايراني ويلات الهزيمة ونشاهده من علو وهو يتجرع سمها الزعاف.. قصيدة غزل بالعراق العظيم وبشبابه وبطولاته.. قصيدة انتزعت عن قصد من كل مجلدات الشعر وصفحات الحب والغزل على الانترنيت،، لم تعد تحويها مكتبة.. وتوقفت ماجدات العرب عن تداولها!)
يوم كان العراق وطنا للبطولة وملاذا لكل العرب ومتكأ لكل مناضل ومكافح ومجاهد ضد العبودية والاستغلال من أجل الحرية والغد المشرق.. يوم تصدى جند القائد وصناديد الرافدين وأسودها للهجمة الصفراء التي هبت بحقدها وحسدها وطغيانها من قم وايران.. يوم كانت للعراق السيادة في صفحات الحرب الجوية والبحرية والبرية.. يوم كان العراق سدا منيعا يلوذ به القوي والمستضعف.. في ذلك الزمن كتب الشعراء قصائد الغزل والحب بالعراق.. لجيشه ومقاتليه..
تقول (الدكتورة سعاد الصباح*) في قصيدتها التي يتذكرها العراقيون أيام القادسية.. القصيدة (التي طواها النسيان بفعل فاعل!) متغزلة بالمقاتل العراقي :
انا امرأة قررت ان تحب العراق
وان تتزوج منه امام عيون القبيلة
فمنذ الطفولة كنت اكحل عيني بليل العراق
وكنت احني يدي بطين العراق
واترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق
انا امرأة لا تشابه اي امرأة
انا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي ان اتزوج سيفا
وان اتزوج مليون نخلة
وان اتزوج مليون دجلة
مزاجي ان اتزوج يوما
صهيل الخيول الجميلة
فكيف اقيم علاقة حب
اذا لم تعمد بماء البطولة
وكيف تحب النساء رجالا بغير رجولة
يوم كنا نقاتل بالنيابة عن الامة.. نطير ساعات طوال وبيننا وبين البحر متران او ثلاثة ولا نعرف هل الذي فوقنا البحر ام السماء.. ونصعد لننقض على اهدافنا في عمق العدو البعيد جدا عن الديار والاحبة ونعود مككلين بالنصر والغار وتنتظرنا عيون الحبيبة بلهف وشوق.. يوم كنا نقاتل في دباباتنا عشرين ساعة بلا توقف وعندما ينجلي غبارها نكون قد وصلنا أبعد من أهدافنا.. يوم كانت صواريخنا ومدفعيتنا لاتكل ولا تنام وهي تدك معاقل الشر والحقد.. نحن الذين دافعنا بسيوفنا وخيولنا عن البحر والخليج العربي وكل ارض العرب.. دافعنا عن الشمس ودجلة والفرات والنخيل.. نحن علمنا البطولة كيف تسمو برجالها ليكونوا اهلا بحب النساء الماجدات الصابرات المؤمنات.. لم نكن نعلم ان من كنا نقاتلهم سيحكمون العراق بعد حين باسم الشعب! كذبا وزورا.. وسيبحثون عن الطائرات والدبابات ويسألون عن ارقامها.. تلك التي شاركت في صد هجمتهم وعدوانهم.. حتى الحديد لم يسلم من انتقامهم..
واليوم يصنع رجال العراق ملحمة تفوق في نتائجها وجهدها وجهادها كل معارك الامة التي واجهتها.. اليوم يضع الرجال في العراق معنى جديد للرجولة ومقياسا مكللا بالغار والعز والمجد لكل النساء.. فما معنى حب النساء بلا بطولة وبلا رجولة.. وماقيمة البطولة والرجولة اليوم بلا التحام واقتحام ومقارعة وقتال للمحتل واتباعه ومرشديه.. ومن يدعي البطولة من الرجال في بلد محتل بلا مقاومة وبلا جهاد..
وتقول أيضا :
انا امرأة لا ازيف نفسي
وان مسني الحب يوما فلست اجامل
انا امرأة من جنوب العراق
فبين عيوني تنام حضارات بابل
وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل
فحينا انا لوحة سومرية
وحينا انا كرمة بابلية
وليلة عرسي هي القادسية
زواجي جرى تحت ظل السيوف وضؤ المشاعل
ومهري كان حصانا جميلا وخمس سنابل
وماذا تريد النساء من الحب الا
قصيدة شعر ووقفة عز
وسيفا يقاتل
وماذا تريد النساء من المجد
اكثر من ان يكن بريقا جميلا
بعيني مناضل
نحن قاتلنا بالأمس ونقاتل اليوم لكل الماجدات العربيات من جنوب كل الأقطار العربية وشمالها ومنها العراق.. نقاتل اليوم في ملاحم لم يسمع بها التأريخ يوما من اجل كل الصامدات الأبيات الصابرات القانتات في مغارب ارض العرب ومشارقها.. تضحياتنا ومقاومتنا وجهادنا يمتد من عمق بابل وسومر وأكد.. يمر عبر القادسية وام المعارك دروس في القتال لكل المناضلين والمناضلات أينما حل ظلام الاستعباد وأينما طغى الاحتلال..
عاشت القادسية التي مرغت أعداء الامة بتراب الهزيمة.. انها عرس الأعراس يوم كان العراق حامي بوابة الامة وحارسها الامين..
وماذا تريد النساء من مقاتل ومجاهد ومناضل غير بريق النصر يلمع في عينيه..
وتقول :
سلام على ذكرياتي بشط العرب
سلام على طائر الماء يرقص بين القصب
سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج
كاسوارة من ذهب
سلام عليه ابي وهو يهدي الى بعيدي
كتاب ادب
سلام على وجه امي الصبوح كوجه القمر
سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر
سلام على قهقهات الرعود
سلام على قطرات المطر
سلام على شهقات الصواري
وحزن المراكب قبل السفر
هي الذكرى للصروح.. للأنهار والجبال والوديان والسهول.. لقصب البردي في الهور.. لشط العرب والسامرين والعشاق.. لدجلة والفرات.. الذكرى التي حافظ عليها الابطال وبدمائهم سقوا نخلة الدار لكي يبقى وجه الامهات الصبوح باسما وتبقى خيوط الشمس تسقط بحب على شط العرب.. هل ترين اليوم هذا الوطن يحكمه الرعاع؟.. هل هو العراق؟ هل تركوا لك من ذكريات.. وهل أبقى لك المحتل تمرا في نخيل العراق؟.. وهل تمطر السماء دموعا اكثر من دموع الثكلات؟.
وتضيف :
عراق عراق
اذا ما ذكرتك اورق في شفتي الشجر
فكيف سألغي شعوري؟
وحبك مثل القضاء ومثل القدر
عراق البطولات والتضحيات والانتصارات.. عراق الشهداء.. وهل ننساك لنذكرك.. لقد أبقى لكم مقاتلوا العراق ومجاهديه من مختلف الصنوف ارثا وتأريخا وقصصا تتغنى بها الاجيال.. وصنع لكم قدرا اراده الله لكم لتكونوا مثالا للتضحيات والحب والعطاء.. اليوم لم يبقى في وطني شريف بلا بندقية ولكل بندقية اهدافها.. ونحن رجال القادسية وأم المعارك نصل دوما الى أبعد من أهدافنا..
انا امرأة قررت ان تحب العراق
لماذا العراق؟
لماذا الهوى كله للعراق؟
لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق؟
لان الصباح هنا لا يشابه اي صباح
لان الجراح هنا لا تشابه شكل الجراح
لان عيون النساء تخبيء خلف السواد السلاح
لماذا العراق؟
لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات؟
لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات؟
لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات؟
لماذا الصلاة امام ضريح علي
تعادل الف صلاة؟
من من نساء العرب لا تحب العراق؟.. ومن هي التي لا تحب العراق.. غير تلك التي على شاكلة من عانقت بوش امام اهل الدار؟ وهل لغير الحب وجد العراق.. وهل يسكن في قلب المحبين حب وهوى لغير العراق.. ومن الشاعر الذي لا يصدح حبا بالعراق؟ وما معنى القصائد تغنى وتطرب الا وكانت فدوى لوجه العراق..
أتعلمون ماذا يعني الصباح في صبح العراق؟وهل فعلا انكم لا تعلمون لماذا..
لماذا الصلاة امام ضريح علي.. تعادل ألف صلاة..
تعادل ألف صلاة.. وملائكة الرحمن يحفون تكبيرا.. لأنه سيحضر في ملحمتنا..
هذا ابو الحسنين حاضر بيها..
وتقول الشاعرة :
لماذا تقاتل بغداد عن ارضنا بالوكالة
وتحرس ابوابنا بالوكالة
وتحرس اعراضنا بالوكالة
وتحفظ اموالنا بالوكالة
لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة
واهل الصحارى
سكارى وما هم بسكارى
يحبون قنص الطيور
ولحم الغزال ولحم الحبارى
لماذا يموت العراقي والاخرون
يغنون هندا وستعطفون نوارا؟
لماذا يموت العراقي والتافهون
يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا؟
لماذا يموت العراقي والمترفون
بحانات باريس يستنطقون الديارا؟
ولولا العراق لكانوا عبيدا
ولولا العراق لكانوا غبارا
بغداد.. يزيدها فخرا وزهوا ورفعة ان تقاتل عن كل العرب.. وتحرس ابوابهم وأعراضهم واموالهم لانها مقدمة رمح العرب.. هم عمقها ودمائها وروحها.. هم ماضيها وحاضرها ومستقبلها..
اصمدي بغداد.. وارعدي برقا يصيب أعداءك بالعمى.. فاليوم انت تحرسي ابواب العرب وتذودي عن كيانهم وتاريخهم.. ومهما طال علو الموج فأنت لها.. نموت.. نموت ويحيا الوطن وتحيا ارض العرب..
ولأننا قاتلنا وصمدنا وانتصرنا لكل العرب فقد جمعوا لنا جمعا توهموا انه يخيفنا.. وعبرت الذئاب والثعالب والافاعي من كل حدب وصوب وقصفوا العراق بملايين الأطنان من القنابل.. لم يتركوا نخلة الا وأحرقوها ومصنعا الا ودمروه ومدرسة الا وهدموها على الاطفال ومستشفى الا واستهدفوه.. وهذا هو قدرنا.. اننا دوما نخوض النزالات الكبيرة ولايليق بنا قتال الا بهذا التحالف الكبير من الاعداء.. واليوم نقاتلهم بهذا العمق.. نقض مضاجعهم أينما حلوا وصواريخنا تدك معاقلهم وحصونهم ليل نهار.. ونصرنا الذي سنزفه الى كل الماجدات.. قريب..
وتضيف :
يقولون
ان الكتابة اثم عظيم
فلا تكتبي
وان الصلاة امام الحروف حرام
فلا تقربي
وان مداد القصائد سم
فلا تكتبي
فاياك ان تشربي
وها انذا
قد شربت كثيرا
فلم اتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وها انذا
قد كتبت كثيرا
واضرمت في كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما علي ولا استاء مني النبي
اليوم يعجز القلم عن مجاراة البندقية.. بعد ان حمل اطفال العراق صناديق العتاد وصواريخ الحق لأباءهم واخوانهم.. بعد ان تدربت الأمهات والماجدات العراقيات على رمي القذائف واصابة الاهداف.. وكلماتنا وقصائدنا.. نعم.. كالرصاصة تصيب أهدافها ولكنها تقف اليوم خلف طابور البنادق.. ونحن اصحاب القضية.. يوم اغتصبوا كل العراق ونصبوا اراذل القوم ليحكموه.. وهؤلاء كلهم لايسمعون.. ولايقراون ولا يفقهون.. وحدها لغة المدافع والقنابل والبنادق ستجعلهم يفهمون..
وتقول الشاعرة :
لماذا احب العراق لماذا
ايا ليتني قد ملكت الخيارا
الم تك بغداد درع العروبة
وكانت امام المغول جدار؟
أيها الحب.. هل ستبقى.. شامخا متحديا عوادي الزمن ورغبة الحكام الصغار.. أم ان المحتل سيرسم لك اطارا لا يجوز لك ان تفيض وتتخطاه.. وسيحلو لهم رؤية الحب الجارف كل يوم وهو يموت في المهد.. وسوف لن تبقى العروبة اذا مات الحب.. وسوف لن يقف بوجه مغول جديد غير الحب.. انظروا الينا في العراق.. نحن نحشوا بنادقنا من مشجب حب العراق.. وتدور رصاصاتنا تبحث عن عدوها في كل مكان.. وهل للماجدات العربيات من خيار غير الانفجار بوجه الطغاة والمتخاذلين والخونة والاذلاء؟ ألا يحميك يابغداد اليوم حب المؤمنات؟ ويقويك ويشد في عضد الرجال..
من قال ان زمن البطولة ولى؟؟.. من ذا الذي قال..
اليوم يولد في العراق زهو ومجد وعز.. ولا كل البطولات
*********
((*
سعاد الصباح
- هي سعاد بنت محمد الصباح ولدت عام 1942
فى البصره – العراق...
عاشت فترة طفولتها وشبابها في الزبير... وحبها للعراق بسبب حبها لمنشأها
- وهي
أم لخمسة أبناء أحدهم متوفى
محمد عبدالله
مبارك عبدالله
أمينة عبدالله
شيماء عبدالله
-
والدتها هى
الشيخة
احمد يوسف احمد ثاقب ابراهيم الثاقب آل وطبان (عائلة
الثاقب من اشراف البصرة وامراء الزبير)
- عائلة الثاقب
أخوال سعاد الصباح
وهم شيوخ
الزبير وحكامها في النصف الأول من القرن العشرين
- زوجها هو عبدالله مبارك الصباح الابن المباشر للشيخ مبارك كان
متزوجا قبل سعاد من السيدة حياة النقيب (وعائلة
النقيب من اشراف البصرة ايضا)
أما والد زوجها (مبارك) فإن أمة هي لولوه بنت محمد بن إبراهيم الثاقب، ابنة أمير الزبير