مـلـومُـكُـمـا يَجلُّ عن الملام
30نيسان2005
المتنبي
مـلـومُـكُـمـا يَجلُّ عن الملام
المتنبي
مـلـومُـكُـمـا يَجلُّ عن الملامِ ذَرانـيـ والـفَـلاةَ بِـلا دَلِيلٍ فـإِنِّـيـ أسـتَـرِيحُ بِذِي وهذا عُـيُونُ رَواحِلي إن حِرتُ عَيني فَـقـد أردُ الـمـيـاهَ بِغَيرِ هادٍ يُـذمُّـ لـمُـهْجَتي رَبّي وسيفي وَلا أُمـسِـيـ لأهل البُخلِ ضيفًا ولـمَّـا صـارَوُدُّ الـنـاسِ خبًا وصِـرتُـ أشـكُّـ فيمَن أصطَفّيهِ يُـحـبُّ العاقلونَ على التَصافِي وآنـفُـ مِـنـ أخِـي لأَبِي وأَمّي أرَى الأجـدادَ تـغـلـبُها كَثيرًا وَلَـسـتُـ بِـقـانِعٍ من كُلِّ فَضلٍ عَـجِـبـتُـ لِـمـنَ لهُ قَدٌّ وحَدٌّ ومَـنـ يِجِدُ الطَرِيقَ إلى المعَالِي ولـمـ أرَ في عُيوبِ الناس شَيئًا أقَـمـتُ بِأرضِ مِصرَ فَلا ورَائي ومَـلَّـنِـي الفِراشُ وكانَ جَنْبي قَـلِـيـلٌـ عـائِدي سقمٌ فُؤّادِي عَـلِـيـلُـ الـجِسمِ مُمتَنِعُ القِيامِ وَزائـرَتـيـ كـأنَّـ بِـها حَياءً بـذَلـتُـ لَـها المَطَارِفَ والحشَايا يـضـيقُ الجِلدُ عن نَفَسي وعنها كـأنَّـ الـصُبحَ يَطرُدُها فتَجرِي أُراقِـبُـ وَقْـتَـها من غَيرِ شَوقٍ ويَـصـدُقُ وَعدُها والصِدقُ شَرٌّ أبِـنْـتَـ الـدَهرِ عِندِي كُلَّ بِنتٍ جَـرَحـتِـ مُجرَّحاً لم يَبقَ فيهِ ألا يـا لَـيـتَ شِعرَ يَدِي أتمسِي وهـلـ أرمِـي هَوايَ بِراقِصاتِ فـرُبَّـتـما شَفَيتُ غَلِيلَ صَدري وَضـاقَـتْـ خُـطة فَخَلصْتُ مِنها وفـارَقـتُـ الـحبَيبَ بِلا وَداعٍ يَـقُـولُـ لِيَ الطَبِيبُ أكلتَ شَيئا ومـا فـيـ طـبِّـهـ أني جَوادٌ تـعـوَّدَ أنْـ يُـغبِّرَ في السَرايا فـأُمـسِـكَـ لا يُطالُ لَه فيَرعَى فإن أمرض فما مَرِضَ اصطِباري وإنـ أسـلَـمـ فـما أبقَى ولكِنْ تَـمَـتَّـعْـ مـنـ سُهادٍ أو رُقادٍ فـإنـ لِـثـالِـثِ الحالَينِ مَعنًى | ووَقـعُـ فَـعـالِـهِ فَوقَ الكَلامِ ووَجـهـيـ والـهَجِيرَ بِلا لِثامِ وأتـعَـبُـ بِـالإنـاخـةِ والمُقامِ وكُـلُّـ بُـغـامِـ رازحةٍ بُغامي سـوَى عَـدّيـ لَـها بَرقَ الغَمام إذا احـتـاجـ الوَحِيد إلى الذِمامِ وَلَـيـسَـ قِرًى سوَى مُخّ النَّعامِ جـزَيـتُـ عـلى ابتسامٍ بابِتسامِ لِـعِـلـمـيـ أنـه بَعض الأنامِ وحُـبُّـ الـجاهلِينَ على الوسام إذا مـا لـمـ أَجِـدهُـ مِن الكِرامِ عـلـى الأولادِ أخـلاقُـ اللِّئَامِ بِـأنـ أُعـزَى إلـى جَـدٍّ هُمامِ ويَـنـبُـو نَـبـوة القَضِمِ الكَهامِ فَـلا يَـذَرُ الـمـطَـيَّ بِلا سَنامِ كـنَـقـصِ القادِرِينَ على التَّمامِ تـخُـبُّـ بِي الرِكابُ وَلا أمامي يَـمَـلُّـ لِـقـاءَهُـ في كُلِّ عامِ كـثِـيـرٌ حاسدي صَعبٌ مرامي شَـدِيـدُ الـسكر من غَيرِ المُدامِ فَـلَـيـسَـ تَزورُ إِلا في الظلامِ فـعَـافَـتـها وبَاتَت في عظامي فـتُـوسـعـهُـ بـأنواعٍ السَّقامِ مَـدامِـعُـهـا بِـأربَـعةٍ سجامِ مـراقَـبـةَ الـمُـشوقِ المُستَهامِ إِذا ألـقـاكَـ في الكُرَب العِظامِ فَـكَـيفَ وَصَلْتِ أنتِ مِنَ الزحامِ مـكـانُـ لـلسيُوفِ ولا السِّهامِ تَـصَـرفُـ فـيـ عِنانٍ أو زِمامِ مُـحَـلاةِ الـمـقَـاوِدِ بِـالـلُّغامِ بِـسـيـرٍ أو قَـنـاةٍ أو حُـسام جَـلاصَـ الخَمرِ من نَسجِ الفِدامِ ووَدَّعـتُـ الـبِـلادَ بِـلا سلامِ وَداؤُكَـ فـيـ شَـرابِكَ والطعامِ أضـرَّ بـجِـسـمهِ طُولُ الجَمامِ ويَـدخُـلَـ مـنـ قَـتامٍ في قَتامِ ولا هُـوَ فـيـ العلِيقِ وَلا اللِجامِ وإنـ أُحَـمـمْ فما حُمَّ اعتِزامي سَـلِـمـتُ منَ الحِمامِ إلى الحِمامِ وَلا تَـأمُـلـ كرًى تَحتَ الرِجامِ سِـوَى مَـعـنى انتِباهِكَ والمنَامِ |