آذار
19آذار2005
أنور العطار
آذار
شعر: أنور العطار
هـلمي انظري قبلات الربيع سَـرَتْ فـي السموات أنفاسُه وآذار يـلـعب فوق المروج يـعـانـقها وهو جمُّ الحنين ويـلـقي عليها وشاح الخلود ويـبـعث فيها شعاع الهوى تـألـقـت الأرض من وشيه وقـد زيـن الـروض أفياءه خـمـائـله من نسيج النعيم جـواء مـن الـطير طفاحة كـأن الـنـسـيم أخو سكرة * * * تـعـاشـيب ناهلة بالطيوب كـأن على الأرض عرساً يقام تـعـالـت إلـى الله أفراحه وهَـبَّـتْ مواكبه الضاحكات ريـاحـينها قد ملأن الفضاء ففي الجو ذابت أغاني الطيور وفي الحقل ثار ضجيج القطيع تـذوب مـن الـحب أنغامها بـراهـا الهوى وطوت سره فـيـالـك عرساً بهيَّ الإطار * * * هـلـمـي افتحي كوة للربيع فقد ملت الروح عبء الظلام أكـان سـجـوك غير الرقاد وأغـفـل بين شعاب الجفون يـبـين على صفحتيها الأنين تـوهّج من ماسها في العيون هلمي اقرئي خافيات الحظوظ ونـوحـي عـلى حلم مورق سـيمضي الشباب كأن لم يكن تـجـدد أحـلامـه الغابرات كـأن لـه مـلـعـباً ساحراً تـمـوج بـأفـيائه النعميات بـدا والـحـياة على جانبيه مـحـفـة آذار تـلقي عليه * * * تـعـالي نوثق عهود الهوى ونـوقـظ لـيـاليها الغاليات أقـاصيص ملء الربا والوهاد أرجـن وعطرن هذا الفضاء ولـقـنّ مـنـه معاني الحياة رويـدك ولـنـسـتمع سره وإن لــه سـيـراً جـمـة تـعـالي إلى الصدر تلقي به وأوجـاع خـافـقه المستهام فـلا الـبـثُّ يـهدئ تحتانه ولا الـحب يوليه بعض المنى ويـرسـل أنـغـامـه حلوة * * * ولـمـا اقتسمنا دموع العيون فـلا هي تسكن شعب الجفون * * * أطـلـت رنوك نحو السماء فـهـل تبحثين عن الغائبين فـرابـتك ضفة هذي الحياة فـنحت وصحت النجاة النجاة هنالك لا النور ضافي الجناح خـلت من بهارج هذا الوجود سوى موجة من بنات السماء يـشـع عـلى جانبيها الخلود كـأن عـلـيـها إطار النعيم حنانيك لا تسبحي في الدموع فـما إن تقي من إسار الردى ولـيـس تـرد عليك الدموع ورُبَّــتَ أمـسـيـة بـرّة جـلـست على جنبات الغدير أردد أشـعـاريَ الـنـائيات وتـشـدو الـطيور أغاريدها وددت مـن الغيب كل الوداد ويـوحي المساء إلى خاطري مـوشـحـة بـطيوف العفاء فأصغي إلى همسه المستطاب أعـب لـذاذاتـه الطافحات وأنـسـى متاعب هذا الوجود * * * وغـيبوبة مثل كهف النسور تـوشـحـها مائجات الغيوم رقـيـت أعـالـيـها مفرداً وخـلفت جسميَ في الهامدات وأطللت من فرجات الضباب تـجـردت من صفة الهالكين وقـد غبت عني كأن لم أكن وأنسيت أني ابن هذا التراب بـكـاء عـلـى أمـل لامع وغـلـغـل في عالم غامض * * * هـلـمي افتحي كوة للضياء فـلـيـس لـنا أمل بالربيع ومـا العمر غير ربيع الشباب تـجوس به الذكريات العذاب إذا طاح طاحت مسالي الوجود وصـار إلـى عـالمٍ موحش * * * أسـيـت لـعـمر تولى سناه فـيـالـك مـن عمر ضائع هوى النجم من شرفات الحياة * * * أفـاتـك أنـي جـمّ الجروح فـولـيـت عـني وخلفتني * * * أمـوت وقـيـثارتي ما تزال | عـلى معطف السهل فـعـطَّـرتِ الحقلَ والساقيهِ كـمـا تـلعب الطفلة اللاهيه فـتـغـريـه بالمقلة الرانيه وألـوانـه الـعـذبة السابيه فـتـهـتز من وجهه صابيه فـلـم تـبـق زاويـة خاليه بـأحـلـى مـطارفه الكاسيه تـأرج بـالـنـفـحة الذاكيه تـنـغِّـمَ رائـحـةً غـاديه تـعـايـا من الخمرة الهانيه * * * مـفـضضة الثوب والحاشيه فـتـمـشـي إليه الدنا حابيه تـمـايـد حـافـلـة حانيه تـجـدد أعـيـادهـا الباهيه ولـم تخل من عطرها ناحيه بـهـيـنـمة النسمة الساليه حـنـيـنـاً لـشبّابة الراعيه فـتـخـفت من ناره الصاليه فـبـان مـن النغمة الفاشيه جـديد الرؤى والمنى الهانيه * * * لـنـشـرب فـرحـته ثانيه وحـنت إلى البسمة الضاحيه تـغـلـغل في المقلة الساهيه تـصـاويـر من مهجة باكيه وتـخـشع فيها الرؤى جاثيه روايـات أحـزانها الطاغيه ومـا تـضمر العيشة الباغيه تـبـدد فـي السكرة الغاشيه سـوى ذكـرة حـلوة ساجيه وتـرجـع نـشوته الماضيه تـنـاسـتـه أيـامه الخاليه وتـلـمـع فيه المنى الغانيه تـنـيـه بـأحلامها الغاويه أزاهـيـرهـا الغضة الناديه * * * ونـسـرد حـكـاياتها النائيه ولـولا الـهوى لم تكن غاليه تـنـاثـرن مـن أكبد شاكيه كـمـا تـأرج الزهرة الناميه وأدركـن مـن دائـه ماهيه فـإن لـه ألـسـنـاً حاكيه تـنـاقـلها الأنفس الصاغيه شـكـايـات أضلاعه الحانيه وإرنـان أفـيـائـه الواهيه فـيـرتـاح من شجوه ثانيه فـيـفـرح بالمنحة الراضيه فـتـحـيا بها المهج الداميه * * * تـفـردت بـالـدمعة القاسيه فـتـخـفى ولا هي بالهاميه * * * وأطـرقـت راهـبة خاشيه ومن غاص في اللجة الطاميه وخـفـت مـن الضفة التاليه وأيـن الـمـفـرّ من الهاويه ولا الـطـير صادحة شاديه وأحـلامـه الـحلوة الزاهيه تـحـوم بـأرجـائها عاريه ومـا ضـم من صور ساميه وغـبـطـتـه اللذة الشافيه ولا تـرهـبي الراحة الناجيه إذا حُـمَّ يـوم الـنَّوى واقيه سـوى حـرقـة مُرَّة واريه تـرفّ بـهـا الذِّكَر القاصيه أشـيـع أمـواهـه الجاريه وأسـتـقـبـل الـفكر الآتيه فـأخـتـار مـن فمها القافيه لـو انـي لأشـعارها راويه هـواجـس غـامضة خابيه كـأن بـهـا جـنـة بـاديه وأسـمـع ألـحـانه الخافيه وأكـرع سـكـرته الصافيه وعـيـشـته الوحشة الجافيه * * * تـضـيع بها الأنفس الرائيه وأطـيـاف أجنحها الضافيه وروحـيَ سـبـاقـة حاديه تـطـيـف به الصور الفانيه عـلـى عـالـم الرمم الباليه ومـتـعـت بـالصفة الباقيه سـوى نـفـحة سمحة عاليه وضـجـعـته المرة الباغيه تـطـاير في الفينة الصاحيه أمـانـيـه سـاخـرة هاذيه * * * لـنـنـسى بها الكوة الداجيه ونـفـحـتـه العذبة الساريه ربـيع الهوى والرؤى الوافيه ويـغـمـره الـحبّ والعافيه وغـابـت مـفـاتنه الحاليه كـصـحـراء خـالية خاويه * * * كـإيـمـاضة الشعلة الوانيه كـمـا تـنـثر الباقة الذاويه فـأمـسـت على إثره هاويه * * * أعـيـش عـلى يدك الآسيه أحـن إلـى الساعة القاضيه * * * تـنوح على مهجتي الصاديه | والرابيهْ