فخر وشكوى
14كانون12004
الشريف الرضي
الشريف الرضي
هو أبو الحسن محمد بن الطاهر، شاعر عباسي، ولد في بغداد، وتلقى العلوم فيها، ونظم الشعر منذ حداثته، وكان أبوه نقيب الأشراف الطالبيين، فصارت إليه النقابة وأبوه حيّ، عرف بالهيبة والعفة ورفعة المنزلة، إلى عزة في النفس وشرف في النسب.
وشعره طويل النفس، قوي النسج، واضح التعابير، فيه متانة وسهولة ورصانة، تبيّن فيه شخصية صاحبه وما يكتنفها من نبل وإباء وطموح، وشكوى من الدهر والناس.
والنص التالي من قصيدة قالها في الفخر والشكوى:
1 - لغيرِ العُلى مني القِلى 2 - ملكتُ بحلمي فرصةً ما استرقّها 3 - فـإن تك سنّي ما تطاول باعها 4 - فحسبيَ أني في الأعادي مبغّضٌ 5 - ولـلحلم أوقاتٌ، وللجهلِ مثلُها 6 - يصولُ عليَّ الجاهلون وأعتلي 7 - يَرونَ احتمالي غُصّةً، ويَزيدُهم 8 - ولا أعرفُ الفحشاءَ إلا بوصفها 9 - ولستُ براضٍ أن تمسَّ عزائمي 10 - غرائبُ آدابٍ حباني بحفظها |
والتجنّبُ
|
ولولا العلى ما كنت في الحبّ مـن الدهر مفتولُ الذراعين، أغلب فـلي، من وراء المجد، قلبٌ مدرّب وأنـي إلـى غُـرِّ الـمعالي محبّب ولـكـن أوقـاتـي إلى الحلم أقربُ ويُـعـجـم فـيَّ القائلون، وأُعربُ لـواعـجَ ضِغنٍ أنني لستُ أغضب ولا أنـطقُ المُوراءَ، والقلبُ مُغضَبُ فُـضالاتِ ما يعطي الزمانُ، ويَسلُب زمـاني، وصرْفُ الدهرِ نِعم المؤدّبُ |
أرغبُ
الهوامش:
(1) القِلى: البغض والكراهية.
(2) استرقّها: ملكها واستعبدها – الأغلب: الأسد.
(6) يُعجم: يُبهم القول – أعرب: أفصح وأبين.
(7) الغصّة: ما يعترض في الحلق من عظم ونحوه، ويؤلم صاحبه – الضغن: الحقد.
(8) العوراء: الكلمة القبيحة.
(9) الفضالات: جمع فضالة وهي ما زاد عن الحاجة (المفضلة).