الحـرية
14كانون12004
سيد قطب
الحـرية
شعر الشهيد سيد قطب
تيمـت كل فؤاد في مُزجـت بالروح في تكوينها فُتن الطـفلُ بها في مهـده سـبَّح العصفورُ شدواً باسمها هـي روحـانية في سـحرها صـوَّروها وتـولوا وَصْـفَها إنها فـي النفس أبهى صورةً هـي معنى غـير محدود فلا اتـركوها تسبح الأرواح فيها ليس في الألفاظ أو بين الدمى هي ماذا؟ هي معنى قد سـما هي وحي يلهم النفس فتسمو أرأيت الطـير يشـدو فرحاً هو لما ذاق منهـا كأسـها أم رأيت الطـفل إذ تكبحـه هو لا يرجو سـواها متعـة هـي روح الحسن في عليائه جـاهد الأحرار فـي ميدانها لـم يضنّوا في هواها غالياً |
هواها
|
واستوت من كل نفس في حشاها فهي لا ترضى بها شيئاً سواها وغرام الشيخ فيـها قد تنـاهى ورآهـا فتنـةً لمَّـا رآهــا مُزجت بالروح فازداد سناها ويْحَكُم يا قوم شوَّهتم حـلاها فدعوها حيث شاءت تتبـاهى تحصروها في حدود تتناهى إنكم لن تدركوا يوماً مـداها مفصح عنها كما نحن نـراها هي روح يبعث الموتى شذاها عن خسيسات الأماني وخناها منشداً عذب الأمـاني منتقاها أسـكرته فتغنى فـي لمـاها تظلم الدنيا ويغشاه دجـاها وهو إذ يبكي على شيء بكاها صورة أخـرى له أنت تـراها ثم ماتوا بفخار فـي حمــاها كل ما عزَّ رخيص فـي هواها |