صلاة...
من أغاني المتاب:
صلاة...
"شوق إلى الله..."
للأستاذ محمود حسن إسماعيل
يا مـُجيبَ الدعَواتِ جئتُ أُزجي صلَواتي
ضـارعاً تخشَعُ عِيداني.. وتَجـثو نغَماتي
وتنـاديكَ صبابـاتي بـكلِّ اللهَجات ..
إنْ تلـفَّتُ، فـمنكَ النورُ يَطوِي لفَتاتي
أوْ تهـامستُ أُحِسُّ النورَ يغْزُو هَمساتي
وإذا أدْعو .. أرى الأنوارَ تُرْدِي كلِماتي
وإذا أَصْمُتُ، يدعُو كلُّ شيء في حياتي..
نشوةُ الإيـمان بحـرٌ زاخرٌ بـالرحَماتِ
وجِنـانٌ في فضاء النَّفْسِ خُضْرُ الْعَذَباتِ
تصدحُ الأحـلامُ فيـها كطيورٍ ناغِماتِ
ويَفيضُ الطُّهرُ منـها كـعُيونٍ جارياتِ
وتَعُـبُّ الرُّوحُ منها كلَّ أطْيابِ الْحياةِ..
* * *
ذلـكَ الضَّاربُ في ليلٍ ضَريرِ الظُّلُماتِ
مـزَّقَ الشوْقُ حناياهُ لِطيف الْمَغْفِراتِ
غَنّـَتِ الْحُبَّ لَـياليهِ وجُنَّتْ بـالغَداةِ
وتلاشتْ في صَداها كَهزيج السَّاقياتِ..
ظامـئٌ للنُّور مَلْهوفُ الحـشَا والنَّظَراتِ
أرأيتَ الـطـيرَ فـي عَوْدَتها للرَّبَواتِ !
أرأيـتَ الـرِّيحَ فـي هَبَّتها بالخَلَواتِ !
أرأيتَ الحُلْمَ في صحْوَة جفْنٍ من سُباتِ !
هكذا ينْفُضُه الـوَجْدُ لرُؤيا عَرَفـاتِ..
والِهاً يشتاق في واديهِ بعضَ الخُطُواتِ !
يتمنَّى لـو تـكونُ الرُّوحُ ذَرَّ الحصَياتِ
وتكونُ النفْسُ هَمْساً حائماً بِالشُّرُفاتِ..
أَيُّها البيْتُ.. سَـلاماً عُـلُوِيَّ النَّفَحاتِ
تُرْبُـكَ الميْمونُ قُدْسٌ شاهِـقيُّ الحُرُماتِ
كلُّ مَنْ مَـرَّ عليهِ مَرَّ مسْحُور السِّماتِ
هُـرِعَ الناسُ إلَى بابِكَ من كلِّ الجهاتِ
طـرَحُوا الـدَّنْيا وخَفُّوا بقُلُوبٍ نادماتِ
حُـسَّراً يمْـشُونَ لله بـأيـدٍ ضارِعاتِ
وصُـدورٍ حانياتٍ من عذاب المَعْصياتِ
وقـلـوبٍ جـأرَتْ أسرارُها بالتَّلْبِياتِ
وجُفُون مـن ضياء الله دارت مُسْبَلاتِ
ونُفـوسٍ قَـانِـتاتٍ تـائباتٍ عابِداتِ
ذائبـاتٍ في رحيق النورِ نشْوَى فانياتِ
عاشقاتٍ مَنْبَعَ الطُّهْر مـنارَ الـكائناتِ
سيِّدَ الدُّنيا، شفِيعَ الحـقِّ، سرَّ الرَحماتِ
رَبِّ بـارِكْنا بِه .. آصـالَنا وَالْغُدُواتِ
وابْعثِ الشرقَ بنُورٍ منه يَغْزُو الظُّلُماتِ
ويُـعيـدُ الميِّـتَ الخامدَ حيَّاً لِلْحَياةِ ..
بَعد ما شابتْ به الأغلالُ في أَسْر الطُّغَاةِ
قَيَّـضَ اللهُ لـه نـاراً على كفِّ الْعُتاةِ
شبَّها الأحـرارُ في وجه القُيود الغاشماتِ
فتلاشت في لظاها بين أطباقِ الرفاتِ ..