يا أمتي وجب الكفاح..
17كانون22009
الشيخ العلامة يوسف القرضاوي
الشيخ العلامة يوسف القرضاوي
يـا أمـتـي وجـب الكفاح فدعي التشدق ودعـي الـتقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراح ودعـي الـريـاء فـقـد تكلمت المذابح والجراح كـذب الـدعـاة إلـى الـسلام فلا سلام ولا سماح مـا عـاد يـجـدينا البكاء على الطلول ولا النواح لـغـة الـكـلام تـعـطـلـت إلا التكلم بالرماح إنـا نـتـوق لألـسـنٍ بـكـم عـلى أيد فصاح * * * يـا قـوم.. إن الأمـر جـدُ قد مضى زمن المزاح سـمـوا الـحـقائق باسمها فالقوم أمرهمو صراح سـقـط الـقناع عن الوجوه ، وفعلهم بالسر.. باح عـاد الـصـلـيـبيون ثانيةً.. وجالوا في البطاح عـاثـوا فـسـاداً فـي الـديـار كـأنها كلأ مباح عـادوا يـريـقـون الدماء ، فلا حياء من افتضاح والـبـاطـنـيـة مـثـلوا الدور المقرر في نجاح دور الـخـيـانـة وهـو مـعلوم الختام والافتتاح عادوا وما في الشرق (نور الدين) يحكم أو (صلاح) كـنـا نـسـيـنـا مـا مضى لكنهم نكأوا الجراح لـم يـخجلوا من ذبح شيخ, لو مشى في الريح طاح أو صـبـيـة كـالـزهر لم ينبت لهم ريش الجناح لـم يـشـف حـقدهمو دمٌ سفحوه في صلف وقاح عـبـثـوا بـأجـساد الضحايا في انتشاء وانشراح وعـدوا على الأعراض لم يخشوا قصاصا أو جناح مـا ثـم (مـعتصم) يغيث من استغاث به و صاح أرأيـت كـيـف يـكاد للإسلام في وضح الصباح؟ أرأيـت أرض الأنـبـيـاء, وما تعاني من جراح؟ أرأيـت كـيف بغى اليهود, وكيف أحسنا الصياح؟ غـصـبـوا فـلـسـطينا وقالوا: مالنا عنها براح لـم يـعـبـأوا بـقـرار (أمن), دانهم أو باقتراح عـاد الـتـتـار يـقودهم جنكيز ذو الوجه الوقاح عـادت جـيـوشـهـمو تهدد بالخراب والاجتياح عـادوا ولا (قـطـز) يـنادي المسلمين إلى الكفاح لـولا صـلابـة فـتـيـة غـر, بـدينهمو شحاح بـذلـوا الـدماء, وما على من يبذل الدم من جناح * * * عـاد الـمـروق مـجاهرا ما عاد يخشى الافتضاح نـفـقـت هنا سوق النفاق تـُرَوِّج الزور الصراح فـيـهـا يـبـاع الفسق تحت اسم الفنون والانفتاح وتـرى الـفساد يصول جهرا في الغدو وفي الرواح مـن كـل أكـذب مـن مسيلمة, وأفجر من سجاح وجـد الـحـصـون بـغير حراس, لها فغدا وراح ومـضـى يـعـربد, لا يبالي, في حمانا المستباح وتـعـالـت الأصـوات تـدعـو للفجور وللسفاح مـسـعـورة, إن رحت تزجرها تمادت في النباح مـا مـن (أبـي بـكـر) يؤدبهم ويكبح من جماح ويـعـيـدهـم لـحظيرة الإيمان قد خفضوا الجناح * * * يـا أمـة الإسـلام هـبـوا واعملوا، فالوقت راح الـكـفـر جـمـع شـمـله فلم النزاع والانتطاح؟ فـتـجـمـعـوا وتـجـهزوا بالمستطاع وبالمتاح يـا ألـف مـلـيون, وأين همو إذا دعت الجراح؟ هـاتـوا مـن الـمليار مليونا, صحاحا من صحاح مـن كـل ألـف واحـدا أغـزو بهم في كل ساح مـن كـل صافي الروح يوشك أن يطير بلا جناح مـمـن يـخـف إلـى صلاة الليل بادي الارتياح مـمـن يعف عن الحرام, وليس يسرف في المباح مـمـن زكـا بـالـصالحات, وذكره كالمسك فاح مـمـن يـهـيـم بـجنة الفردوس لا الغيد الملاح مَـن هـمـه نـصـح العباد وليس يأبى الانتصاح يـرجـو رضـا مـولاه, لـم يعبأ بمن عنه أشاح مُـرٌّ عـلـى أعـدائـه ولـقـومـه مـاء قراح إن ضـاقـت الـدنـيا به وسعته (سورة الانشراح) * * * لا بـد مـن صـنـع الرجال ، ومثله صنع السلاح وصـنـاعـة الأبـطال علم في التراث له اتضاح لا يُـصـنـع الأبـطـال إلا فـي مساجدنا الفساح فـي روضـة الـقرآن في ظل الأحاديث الصحاح فـي صـحـبـة الأبرار ممن في رحاب الله ساح مـن يـرشـدون بـحـالـهم قبل الأقاويل الفصاح وغـراسـهـم بـالـحق موصول, فلا يمحوه ماح * * * مـن لـم يـعـش لـلـه عاش وقلبه ظمآن ضاح يـحـيـا سـجـين الطين, لم يطلق له يوما سراح ويـدور حـول هـواه يـلهث ما استراح ولا أراح لا يـسـتـوي فـي منطق الإيمان سكران وصاح مـن هـمـه الـتـقـوى وآخـر همه كأس وراح شـعـب بـغـيـر عـقـيدة ورق تـُذرّيه الرياح من خان (حي على الصلاة) يخون (حي على الكفاح) * * * يـا أمـتـي , صـبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح لابـد لـلـكـابـوس أن يـنـزاح عـنا أو يزاح والـلـيـل إن تـشـتـد ظلمته نقول: الفجر لاح | والصياح