ترويحة
يُروى أنَّ أبا عبيدة معمر بن المثنى جلس يوما في المسجد للدرس، وبينما هو في درسه إذ قام إليه أحدُهم فسأله قائلا:
ما (العنجيد)؟
قال أبو عبيدة: لا أعرف .
قال السائل: فأين أنت عن قول الأعشى:
يوم تبدي لنا قُتَيلة عن جِيدٍ .. مليحٍ يزينه الأطواق ؟
فشرح له أبو عبيدة سوءَ فهمِه الذي وقع فيه وقال له: إن هذه مكوّنة من حرفٍ وهو (عن) وكلمة (الجيد) وهي العُنُق !.
ثم سأله سائل ثان فقال: ما (الأودع)؟
قال أبو عبيدة: لا أعرف.
قال السائل: سبحان الله! أين أنت عن قول العرب: (زاحم بعُودٍ أو دَع). قال أبو عبيدة مُمتعضًا: هاتان كلمتان، (أو) و (دع) والمعنى: أو اترك.
ثم استغفر الله ورجع إلى درسه.
فقام سائل آخر وقال: أخبرنا -رحمك الله- عن (كوفا) أهو من المهاجرين أم من الأنصار؟
قال أبو عبيدة: لا أعرف في الصحابة من يُدعى (كوفا)!!!.
قال السائل: أين أنت عن قول الله تعالى (والهدي معكوفا) ؟!
فأخذ أبو عبيدة نعليه، واشتد ساعيا في المسجد، وهو يصيح بأعلى صوته: (من أين حُشِرَتْ عليَّ البهائمُ اليومَ)!!!.
وسوم: العدد 693