قلب رابعة البعيد 127-132
قلب رابعة البعيد
د. مصطفى عاصم
رقم (127)
أرى الخبث في وجهك يتحور
ويتطور ويتبلور
وأنت عمدا تجعل شعبا بالجوع يتضور
بينك وبينهم حائط عال
ولم تترك لهم حتى قطرة ماء تقطر
ولا كسرة خبز يابس تؤكل
أغلقت صنابيرك السوداء
فلا عابر سبيل يشرب
ولا مسكين يأكل
الا دماء من قتلت تقطر
ولكن …بالحق وللحق اقول
من صدقوك ومن فوضوك...ومن ألهوك
يستحقون هذا الجحيم ….
بل جحيم اكثر
رقم (128)
وقال الجنرال
أنا الأراجوز أمام العالمين بلسان أعوج أشدو
ويد صهيون في قعري تحركني وتلهو
رقم (129)
في الحلبه ….
تتوهم أنك عملاق وتتعملق
وحقيقتك …قزم كل يوم رغما عنه يتقزم
تريد ان تلكم وطنا …تصرع شعبا
وبمشيئة الإله..بالقاضية تهزم
رقم (130)
رأيتك أيها الحره
في قفصهم المظلم ..تشرقين أبهى من أبهى دره
رأيت حديد القفص يلين بين يديك العطره
مطيعا لابتسامتك النضره
رأيت الحريه تنحني لك أيها الحره
ورأيت سجانك...النجس ذا البياده
يضاجع من يسميها ..شريفة الأمه
نجس وعاهره ووراءهما قواد
يسمونه قاض...هو ديوث الخونه
ومهما ضاق قفصك …..
فالحريه تنحني لك أيها الحره
رقم (131)
كما انقلبت على من له اقسمت
ينقلب عليك كل من أعانك لتحنث بالعهد
وكما اصطادوا شبيهك كالجرذ عند بالوعة صرف
في اضيق ثقب في الأرض تغرق كصرصور الحرث
وإن كان للفرعون شرف فهو غريق البحر في القران ذكر
ونجاه الله بدنا ليكون للعالمين مثلا لابد الدهر
وأنت …غريق الصرف
وبدنك مع كل النجس هالك ... ولم يخلق للطغاة أي فخر
رقم (132)
عند تحية العلم
اختفى النسربجرة قلم
وفي مكانه وجدنا راقصة..حافيه القدم
عاريه السيقان والبدن
وفجأه …….
انحنت الجموع كعبيد الصنم
لم أكن أعرف أنه..لابد ولازم...
أن أحني رأسي لأحيي العلم
وكان الجنرال هناك ..رافعا يده
وعرفت أنه لعبيد الصنم …
اله الفناء والعدم
كان المشهد …زرقاويا..سوداويا..قاتما ..بنيا
تختلط فيه الألوان بمشاعر الحزن والندم
وفجأه …
انتصبت في قلب الحدث …
هامات يعلوها …شموخ وعزة وكرامه غاليه الثمن
حرائر الاسكندريه ..بقيودهن أغلى من كنوز كل المدن
ولاح في افق الجمع كف رابعه
فابتسمت وضحكت …وايقنت
أن في الغد نصر موعود من اعماق اوقات القدم