ديوان الخريف 2 في الخريف
20أيلول2018
حماد صبح
أحب هبات الريح إذ تهز نافذة الباب
كل النهار ،
وتسقط ورقة شجرة الدردار الذابلة التي
تنمو الطحالب على ساقها ،
وتلقي بها مع سواها من الورق
إلى المرج قرب النافذة .
أحب أن أرى الأملود الغض
يهتز في الريح إلى ما بعد الغروب .
أحب أن أرى الدوري فوق حبل غسيل الملابس .
الدوري الذي توحي تغريدته بأن النبع شرع يغازل
الأزهار في حضن الصيف .
أحب أن أرى دخان الكوخ يصعد منعقدا
بين عاري الشجر ،
وأن أرى الحمام يعشش بين الغصون
في أيام نوفمبر الكئيبة التي تشبه هذه الأيام ،
وأن أسمع الديك يصيح على مزبلته ،
وأن أرى المطحنةَ في المرج إذ تشرع في العمل ،
والريشَ إذ يسقط من صدور غربان الزاغ
فوق المرج الذي ما بقي فيه سوى جُذامات الزرع الحصيد ،
وثمارَ جوزة البلوط القريبة من أعشاش الغربان العتيقة
حين تهوي مسموعة الوقع على الأرض .
*للشاعر الإنجليزي جون كلير ( 1793 _ 1864 ) .
وسوم: العدد 790