ديوان الشتاء / 1 _ صبح شتوي
صقيع وشمس ! ياله من صبح يوم بديع !
لكنك يا صديقي ما زلت نائما .
اصحُ يا صديقي الجميل ، فالوقت يخاتلك ويضللك !
وأنت أيتها العيون ، أتوسل إليك : تفتحي على سعتك ،
وانظري الفجر الطالع في الشمال
نجما ساطعا !
تذكر يا صديقي الليلة البارحة حين كان الثلج
يتهامى مدوما ،
والضباب الرقيق يُدوٍم مثله !
حينها لاح القمر ذهبيا باهتا بين رقاق الغيوم ،
وجلست أنت يا صديقي منغمسا عميقا في رِيَبك .
قم الآن ، وألق نظرة خارج البيت !
فالثلج يتهامى صانعا بساطا فخيما
تحت السماء الجانحة إلى الزرقة ،
ويتألق في ضوء النهار .
والغابات تلوح عتماء في الصقيع ،
قد عريت فيها أشجار التنوب القليلة الاخضرار ،
وثمة نهر ران عليه الجليد يتألق في الشمس .
حجرة النوم يضيئها نور في لون الكهرمان ،
والموقد تلتهب ناره مبهجة ، ويئز عالي الصوت ،
لكن من واجبنا أن نشد المزلجة إلى فرس جموح
في الوقت الذي يحلو فيه سماع أزيز الموقد ؛
لنمضي فوق ثلوج الصبح ،
فتنزاح همومنا يا صديقي العزيز .
سنندفع بفرسنا الجموح ،
وسنرود البقاع الخالية ،
ثم نرود الغابات التي طالما كانت كثيفة ،
ونرود شاطىء البحر الذي أحبه من كل قلبي .
*الشاعر الروسي أليكساندر بوشكين ( 1799 _ 1837 ) .
وسوم: العدد 799