افتخار الاستدمار الفرنسي بجرائمه بالجزائر
10كانون12020
معمر حبار
أوّلا: مقدمة عن المجرم الجنرال سانت أرنو
- LE CHELIF, La flamme à la main, Par FOUDIL OURABAH, Semaine du 02 au 08 décembre 2020, N365, P 16
- عنوان المقال حسب ترجمة صاحب الأسطر، هو: الشعلة في اليد.
- وصل المجرم Armand Leroy de Saint Arnaudللجزائر مع الجيش الفرنسي المحتل سنة 1837 وعمره يومها 37 سنة برتبة ملازم.
- ظلّ تحت حماية المجرم المحتل الجنرال بيجو، وهو يشجّعه ويحميه على جرائمه التي اقترفها ضدّ الجزائر، والجزائريين.
- بعد 15 سنة من الجرائم التي اقترفها بالجزائر، تمّت ترقيته إلى رتبة جنرال مكافأة له على جرائمه المرتكبة في حقّ الجزائر، والجزائريين.
- غادر الجزائر أواخر سنة 1851.
ثانيا: المجرم يفتخر بتدوين جرائمه ضد الجزائر، والجزائريين:
- طيلة هذه المدّة وهو يراسل أخاه Lucienمحامي في باريس، ويحدّثه بافتخار، واعتزا. عن جرائمه التي ارتكبها في الجزائر، ومنها:
- "بقينا لغاية أواخر جوان نقتل في ضواحي وهران، حيث دمّرنا كل المدن، وكلّ ممتلكات الأمير. في كلّ مكان، سيجد الجيش الفرنسي، الشعلة باليد". (ماي 1841).
- "معسكر، التي حدّثتك عنها، كافية مدينة جميلة ومهمة. أحرقت ودمّرت من طرف المارشال كلوزيل سنة 1855".
- "نحن في وسط الجبال مابين مليانة وشرشال. ونطلق القليل من رصاص بنادقنا. فنحرق كلّ الدوار. ويفرّ العدو وهو يحمل قطيعه". (أفريل 1842).
- مدن بني ناصر رائعة وتعتبر من أغنى المدن التي رأيتها في إفريقيا. والقرى والسكان متقاربون جدّا. فأحرقنا كلّ شيء. ودمّرنا كلّ شيء. أهـ !الحرب، الحرب !كم من نساء وأطفال، لجأؤوا لثلوج الأطلس، وماتوا من البرد والفقر !..." (منطقة شرشال، أفريل 1842).
- جيشين جميلين ... يقدمان اليد الأخوية في وسط إفريقيا. الأول من مستغانم يوم 14، والثّاني من البليدة يوم 22، دمّروا، وأحرقوا، وقتلوا كلّ من يقابلهم" ( ماي 1842: مابين مستغانم والبليدة توجد مسافة 250 كلم).
- ندمّر، ونحرق، ونسرق، ونحطّم البيوت والأشجار. بغضّ النظر عن قلّة المعارك من عدمها" (منطقة مليانة، جوان 1842).
- "...محاط بأفق من النّار والدخان الذي يذكّرني بقطعة صغيرة في منمنة، وأفكّر فيكم جميعا أنّك تركتني لدى les braz، فأحرقتهم، ودمّرتهم. أنا الآن في سنجاس، نفس الإعادة بالحجم الكبير، وتعتبر مخزون حبوب مهمل... وجاء بعضهم ليقدّم لي حصان الاستسلام. فرفضت لأنّي أريد استسلاما عاما، وبدأت في الحرق" ( ونشريس، أكتوبر 1842).
- "في الغد 4، نزلنا إلى حيمدة، فأحرقت كلّ مايقابلني في طريقي ودمّرت هذه المدينة الجميلة... كانت السّاعة الثانية صباحا، والحاكم (بيجو) قد غادر المنطقة. والنيران التي مازالت تشتعل فوق الجبل تدل على آثار الجيش" (منطقة مليانة، فيفري 1843).
- "جثث كثيرة ملقاة على بعضها وماتت بردا في الليل !كانت كارثة بالنسبة لسكان بني مناصر، وهم الذين أحرقت قراهم، وخيم الذين أعدمتهم أمامي" (منطقة مليانة، فيفري 1843).
- "بساتين البرتقال الجميلة التي ستدمرها همجيتي !...فأحرق اليوم ممتلكات وقرى بني سالم وبن قاسم -أو- قاسي" ( منطقة بجاية، 2 أكتوبر 1844).
- "أحرقت أكثر من 10 قرى جميلة" (القبايل، 28 أكتوبر 1844).
- "مازال هناك كثيرا من جماعات العدو في قمم الجبال، وأتمنى معركة ثانية. لم ينزلوا وبدأت الشروع في قطع البساتين الجميلة وحرق القرى الرّائعة أمام أعين العدو". (الظهرة، مارس 1846).
- "تركت في طريقي حريقا عظيما، وكلّ القرى، وحوالي 200 قرية تمّ حرقها، وكلّ الحدائق تمّ تدميرها، وشجر الزيتون اقتلعت" ( القبايا الصغرى، ماي 1851).
- "ألحقنا بهم أضرارا، وأحرقنا أزيد من 100 بيت مغطى بالقرميد، واقتلعنا أشجار الزيتون" (القبايل الصغرى، ماي 1851).
ثالثا: ملاحظات القارئ المتتبّع بشأن الجنرال المجرم، وجرائم الاستدمار الفرنسي:
- الجرائم التي ارتكبها الجنرال المجرم في حقّ الجزائر، والجزائريين يعتبرها "شعلة؟ !" شرف يمنحها للمجرمين القادمين من بعده ليواصلوا الجرائم التي يجب أن يقوموا بها، ويعتبره من الشرف العسكري، والأمانة المفروضة التي يجب أن يقدّمها السّلف للخلف، لكن دائما ضمن الجرائم المرتكبة بإتقان، وعلانية، وقصد.
- لايتحمّل المستدمر الفرنسي المجرم رؤية شجرة الزيتون، والشجر، والبساتين لأنّها تذكّره بأنّه المحتل، والغريب، واللّص، وليس ابن الدار. فيقوم بحرقها، واقتلاعها، ونسفها، وتدميرها حتّى لايبقى شجر، ولا حجر يشهد على أنّه اللّص، والمحتل.
- قد يقول قائل: لكن الاستدمار الفرنسي غرس الأشجار، فكيف يحارب الأشجار إذن؟ أجيب: نعم، غرس المستدمر الفرنسي الأشجار في الجزائر. وما يجب ذكره أنّ هذه الأشجار التي غرسها بالنسبة للمجرم المحتل شهادة ميلاده، وعلامة من علامات على أنّه ابن الدار وليس المحتل اللّص في نظره. وفي المقابل أحرق، ودمّر الأشجار، وأشجار الزيتون التي تذكّره أنّه الدخيل، واللّص، والمحتل، والمجرم، وليس ابن الدار.
- إذن مسألة تدمير شجر الزيتون، والأشجار من طرف الاستدمار الفرنسي بالجزائر عقيدة من عقائده الرّاسخة، وركن من قاموسه الملطّخ بالدماء، والجرائم.
- يتعامل المستدمر الفرنسي مع شجرة الزيتون، والأشجار على أنّها مقاوم، وعدو يصرخ بافتخار وشموخ: أنا صاحب الأرض. وبالتّالي تستحق السّحق، والحرق، وتقتلع، وتدمّر، وتنسف، وتحرق. وتدمّر كمّا يدمّر، وينسف، ويحرق كلّ مقاوم يقاوم الاستدمار الفرنسي، ويصرخ بافتخار وشموخ: أنا صاحب الأرض.
- الجنرال المجرم الفرنسي المحتل يتحدّث باعتزاز، وافتخار، وهو يروي أشجار الزيتون التي اقتلعها، والغابات التي دمّرها، والبساتين التي أحرقها بالإضافة طبعا إلى الرقاب التي قطعها، والأرواح التي زهقها، والقرى التي أبادها
- يفتخر المجرم الفرنسي بجرائمه، ويعلن، ويخبر غيره بجرائمه.
- يدوّن جرائمه بدقّة متناهية، وباعتزاز.
- يفتخر بكونه دمّر قرى، وبساتين جزائرية في غاية الروعة والجمال، وبشهادته.
- يدوّن تاريخ جرائمه ويذكر السّاعة، واليوم، والشهر، والسنة وبدقّة بالغة.
- يعترف بكون جرائمه تمّت دون معركة مع الجزائريين.
- يرسم فرار الجزائريين بحيواناتهم من القتل، ورميهم بالرصاص، بفخر واعتزاز.
- يفتخر بكون الجيش الفرنسي المحتل يعرف من خلال الحرائق التي خلّفها من ورائه حيث تمّ حرق البشر، والحجر، والشجر.
- لايكفيه أنّ القرية تستسلم له بل يحرقها، ويدمّرها، ويبيد أهلها كعلامة استسلام، ونصر.
- لايكتفي بقتل الجزائريين بل يتمنى قتلهم دائما.
- يتحدّث عن جرائمه عبر رسائله لصديقه وكأنّها رسائل عشق وغرام وليست رسائل حرق، وقتل، وتدمير الجزائريين.
- كلّما أمعن في قتل الجزائريين، وحرقهم، وتدميرهم كلّما نال الرتب العسكرية العالية التي لم ينلها أترابه الذين كانوا مثله في الرتبة العسكرية.
- أفهم الآن سرّ رفض فرنسا، ورؤساء فرنسا جميعا ودون استثناء، والماكرو ماكرون بالاعتذار عن جرائم الاستدمار الفرنسي بالجزائر، لأنّ الذي له جدّ يفتخر بقتل الجزائريين، وحرقهم، وتدميرهم، وإبادتهم لايمكن للحفيد المجرم كالماكرو ماكرون أن يعتذر عن جرائم أجداده القتلة.
وسوم: العدد 906