يعطي سلاحه للمستوطنين لقتل الفلسطينيين.. من “يضبط” الجيش الإسرائيلي؟
هآرتس 11/8/2021
يد جنود الجيش الإسرائيلي الرشيقة على الزناد باتت حقيقة ناجزة. حتى رئيس الأركان أفيف كوخافي لا يمكنه أن يتنكر بتعاظم الحالات التي يطلق فيها الجنود النار فيقتلون فلسطينيين في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفي الأسابيع الأخيرة على نحو خاص. وهذا هو السبب الذي جعل كوخافي يلتقي قادة كباراً في قيادة المنطقة الوسطى يطلب منهم تخفيض مستوى اللهيب.
معطيات “اللهيب” مكشوفة لكل من هو معني بأن يراها، وبالتأكيد لرئيس الأركان: منذ أيار قتل الجيش الإسرائيلي في الضفة أكثر من 40 فلسطينياً، لم يكن بعضهم مشاركاً في مواجهات مع الجنود، بل قتلوا بالخطأ، بمن فيهم أطفال. وجاء لقاء كوخافي أيضاً عقب انتقاد توجهه محافل في جهاز الأمن على قائد قيادة المنطقة الوسطى اللواء تمير يداعي، وإلى مسؤولين آخرين في القيادة، وإلى الخطر الكامن في إشعال الضفة.
في خلفية قتل الفلسطينيين تتواصل ظاهرة مقلقة، وهي التداخل بين المستوطنين والجنود. مستوطنون يطلقون النار على فلسطينيين بسلاح عسكري إسرائيلي وبحضور الجنود. فمجموعة المستوطنين التي أقامت بؤرة “أفيتار” بعد ساعات من مقتل يهودا غواتا، فعلت ذلك دون اعتراض الجيش.
كما أن المعاملة الاحتوائية من جانب اللواء يداعي لمحافل متطرفة في أوساط المستوطنين ولقاءاته معهم تبعث برسالة إشكالية للمتطرفين اليهود من جهة، وللفلسطينيين من جهة أخرى. ضابط يحمل هذه الرتبة لا يفترض به أن يلتقي نشطاء “فتيان التلال” الذين هاجموا جنودا وقادة في الجيش الإسرائيلي بضع مرات، علاوة على الفلسطينيين.
اليد الرشيقة على الزناد، وكثرة حالات إطلاق النار بالخطأ على غير المشاركين وعلى الأطفال، وإطلاق نار خارج التعليمات…كلها تدل على حقيقة “عامة” واحدة: حياة الفلسطينيين رخيصة. وهذا ليس مفاجئاً؛ لأنه لا أحد مطالباً بدفع ثمن على موت الفلسطينيين، وهكذا تصبح حياتهم سائبة.
إن طلبات كوخافي من قادة كبار في قيادة المنطقة الوسطى للعمل على تهدئة الخواطر هي أمور عديمة المعنى. كما أن مطالباته في إدراج ضباط كبار أكثر في بعض من النشاطات العسكرية والتأكد من أن قرارات أكثر بكثير تتخذ على مستويات أعلى، لن تحل المشكلة.
الطريق الوحيد لضبط الزناد ومنع استمرار الانفلات والتسيب هو رفع الثمن الذي يكون جنود الجيش الإسرائيلي وقادتهم مطالبين به، بمن فيهم الأعلى رتبة على قتل الفلسطينيين غير مبرر.
وعليه، إذا كان كوخافي ينوي حقاً تخفيض مستوى اللهيب، فعليه أن يبعث بيداعي إلى بيته. وحده عمل ذو مغزى كهذا سينقل الرسالة الواجبة: ثمة ثمن باهظ للاستخفاف بحياة الإنسان. وكل ما تبقى ليس سوى ثرثرة.
وسوم: العدد 942