رئيس دولة الأبرتهايد: لا نرى أحداً سوانا وبيض دجاجنا لا يعترف بالقانون الدولي
قام رئيس دولة الأبرتهايد وزوجته، هذا الأسبوع، بزيارة رسمية لمزارع البيض في الضفة الغربية. الرئيس الجديد الذي يعتبر يسارياً زار مزرعتين للبيض: الأولى عنيفة، والأخرى برجوازية. ووقفا على أراض مسروقة، حسب القانون الدولي. دشن في إحداهما معهداً، وفي الأخرى مدرسة منتسيورية. هذا هو الجمال في مزارع البيض، حيث “فسيفساء إسرائيلية كاملة”، كما وصف ذلك الرئيس. كم هو جميل وجود مدرسة تؤسس طريقة التعليم فيها على “أجواء تعليم حر” في بلاد الأبرتهايد. ها هي مستوطنة “سلعيت” أصبحت المكان الذي يقدم نموذجاً عن الحرية.
كانت زيارة مؤثرة، حسب تقرير في موقع القناة 7. فرح إسحق هرتسوغ من “المشهد الإنساني الرائع للسامرة”، كما شهد على ذلك. وحقاً، هل هناك مشهد طبيعي آخر إنساني مدهش مثل المشهد الموجود في مستوطنة “هار براخا” ومستوطنة “سلعيت”. كم هو جميل أن خصص الرئيس إحدى زياراته الأولى كرئيس لمزارع البيض هذه. لا حاجة للقول بأن سكان البنتوستانات والتاون شيبس التي تقع في محيطها، لم يكلف نفسه عناء رؤيتها ولو حتى بمنظار.
مع ذلك، نذكر الرئيس بمكان زيارته… تقع أمام “هار براخا” قرية بورين الفلسطينية. ومن المسموح التخمين بأن هرتسوغ لم يزرها يوماً ما، ولن يزورها. يعيش سكان بورين في واقع هجمات عنيفة غير متوقفة على أملاكهم وحياتهم من قبل المستوطنين في المحيط بدعم الجيش. ومن الصعب معرفة متى يأتي المشاغبون من مستوطنة “يتسهار” ومن البؤرة الاستيطانية العنيفة “جفعات رونين”، التي تسمى أيضاً “سنيه يعقوب” وهي من بنات مستوطنة “هار براخا”، أو من “هار براخا” نفسها. على الأرجح، هم يخرجون من كل هذه المستوطنات. “بتسيلم” وثقت 17 هجوماً كهذا في السنة والنصف الأخيرين.
عندما كان هرتسوغ يلتقط صورة مع زوجته والناشط الاستيطاني يوسي دغان والحاخام اليعيزر ملماد، فإنه يعطي لهذه المذابح التحليل الأعلى الذي يمكن للدولة أن تعطيه. لم تسمع أي كلمة رئاسية عن الهجمات أو عن اقتلاع الأشجار أو إحراق الحقول أو مهاجمة فلاحين وإحراق البيوت. فقط “مشهد طبيعي إنساني مدهش” للسامرة، وهو ليس مدهشاً، بل يهودياً أيضاً على نحو كلي.
المكان الثاني الذي زاره الرئيس لا يقل عنه إثارة للاشمئزاز. “سلعيت”، التي هي مستوطنة علمانية وبرجوازية، من أكثر المستوطنات ثراء. هنا لا يرون الاحتلال، جدار الفصل شرقي المستوطنة، يمكن لأتباع هرتسوغ رؤية نوع آخر من أنواع الأبرتهايد إذا كان لديهم اهتمام بالواقع، الأبرتهايد المخفي عن العين والذي هو ربما أدنى من المكشوف. لا يوجد جدار ولا حاجز، جزء من دولة إسرائيل.
ثمة قرية فلسطينية مجاورة، خربة جبارة، قرية بقيت محتجزة كجيب غرب الجدار لبضع سنوات، مثل “سلعيت” ولكن بدون حريتها. إلى أن تم هدم جدار الفصل وبني مرة أخرى بشكل خاص لنقل القرية إلى ما وراء الجدار، إلى ما وراء عيون سكان “سلعيت” الحساسة والإنسانية. الحياة الجيدة في “سلعيت”: مدرسة منتسيورية، بدون جدار وبدون احتلال وبدون عرب، ومع مشهد طبيعي يصل حتى البحر. ليس من الغريب أن صوت 75 في المئة من السكان لأحزاب الوسط – يسار في الانتخابات الأخيرة، أي أكثر مما كان في تل أبيب. هم في الحقيقة لا يعيشون في مستوطنة، بل يقيمون على أراض صادرتها الدولة “لأغراض أمنية”.
كانت هذه الزيارة الرئاسية مهمة. وأثبت مرة أخرى بأن الاحتلال حدث منذ زمن بعيد. لم يقم هرتسوغ بجولة في الخارج، بل زار قلب إسرائيل. وإذا كانت “هار براخا” جزءاً من الدولة، فإن الدولة دولة أبرتهايد. اعترف هرتسوغ بذلك أمام الجميع. الرئيس تجاهل كلياً وجود الأغلبية السكانية الموجودة في المحافظة التي زارها. بالنسبة له، مثلما بالنسبة لجميع الإسرائيليين، هي غير موجودة.
عندما يلتقي هرتسوغ مع سياسيين أوروبيين وأمريكيين سيتفاخر أمامهم إلى أي درجة هو مع العملية السلمية ومع حل الدولتين، وسيفرح هؤلاء! وسيعجبون من مدى تأييد هرتسوغ للسلام والعدل، بالضبط مثل رئيس آخر هو بلاتسر يوهانس بروستر، رئيس الأبرتهايد السابق، الذي كان صديقاً لإسرائيل أيضاً.
وسوم: العدد 945