إلى شهداء البوسنة والهرسك
بين الأمس واليوم
للشاعر التركي المعاصر: عثمان زكي صوي يغيت
تعريب: محمد عبد اللطيف هريدي
كم كنا نستمتع بمرأى الشمس،
تلك الشمس التي كانت تطل علينا كل يوم بوجه جديد
وكم جمعنا من أوراق الخريف الذابلة
فملأنا منها حجر كل (ثوب جديد)
كم من الطيور حامت فوق رؤوسنا تزف إلينا البشرى
واليوم تعربد قذائف الهاون فجعلت
النهارات مظلمة والليالي بالقذائف الحمراء مضيئة،
والأجنحة المعدنية تلقي بالموت على أجساد غضة بريئة،
فيقبلهم ملك الموت كأوراق الخريف،
كم انتظرنا أن تشرق الشمس بين سحابات من الدخان
وبنينا من الأوهام والخيالات قصور الأحلام
عشنا في ذكرى يوم كانت لخيولنا في القارات ألف صولة وصولة
يوم كنا نفتح القلاع وجيادنا من العرق ندية
ها نحن نرى في أوهامنا العروش الماسية،
وكأن السلاطين الكبار ما زالوا عليها متربعين
وعلى القارات سائدين
ما زالت موسيقانا العسكرية في العروض تصدح
بينما نساؤنا في الجحور يرقدن،
وقد أخذن الأطفال في أحضانهن
ينتظرن وفي عيونهن ألف حزن وحزن
وأياديهن إلى التاريخ، إلى الماضي السحيق مددن
يستغثن بالمجاهدين ذوي السيوف البتارة
يستدعين فيالق "الانكشارية" الغازية
ونحن في غفلة المعاصرة الزائفة راقدون
وعلى المذابح متفرجون
نفتتح المعارض فيما وراء البحار في أوروبا
لكي نحيي الماضي السحيق،
ولكي نرضي ضميراً هو الأصل غريق.