هل أعطت موسكو الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي في سوريا؟
دايلي بيست
الهجوم الإسرائيلي في دمشق يوم الخميس كان منسقا بشكل واضح مع روسيا، وهو يسلط الضوء على كيفية تحول التحالفات في الحرب الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط.
إسرائيل الحليف الأمريكي الأقرب في المنطقة، إضافة إلى الدول المسلمة السنية تعارض النظام السوري، في حين تدعم روسيا خصوم إسرائيل المتمثلة في الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وحزب الله.
تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات ضخمة قرب مطار دمشق الدولي صباح يوم الخميس، أدت إلى جرح 3 أشخاص وفقا للتقارير.
ألقى المسئولون السوريون اللوم مباشرة على إسرائيل، وفي محاولة على ما يبدو للرد، تم إطلاق شئ ما – ربما طائرة دون طيار- فوق مرتفعات الجولان قامت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بتدميره، وفقا للمتحث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي.
على الرغم من أن المسئولين في القدس عادة ما يحجمون عن تأكيد مثل هذه الهجمات كتلك التي وقعت في دمشق، إلا أنهم لم ينفوا وقوعه هذه المرة.
صرح وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتز لراديو الجيش الإسرائيلي:" الحادث الذي وقع في دمشق متسق تماما مع سياساتنا المتمثلة في منع تهريب الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان من قبل إيران". ولكنه رفض الإفصاح صراحة عن أن جيش الدفاع الإسرائيلي هو من قام بالهجوم.
قبل ثلاثة أسابيع، وفي تخل واضح عن السياسة الغامضة التي تمارسها القدس، اعترف مسئولون إسرائيليون بأنهم أطلقوا صواريخ تجاه أهداف في سوريا. في موسكو، ندد مسئولون روس بذلك الهجوم الإسرائيلي، مما قاد البعض في القدس إلى الشك بأن التفاهم الضمني بين القدس وموسكو ربما اقترب من نهايته وأن الكرملين لن يغض الطرف عن اختراق الطيران الإسرائيلي الدائم للمجال الجوي السوري، الذي يسيطر عليه سلاح الجو الروسي والسوري
يوم الخمس أدان متحدث رسمي سوري هذا الهجوم أيضا، على الرغم من أنه كان حريصا على عدم تأكيد أن إسرائيل هي من تقف خلفه. وعندما سئل يوم الخميس في ما إذا كانت إسرائيل أخطرت موسكو قبل الضربة، أخبر المتحث باسم الرئيس بوتين، ديمتري بيسكوف، الصحفيين بأن "روسيا وإسرائيل تتبادلان المعلومات عبر قنوات مختلفة".
أحد هذه القنوات المرجحة، وفقا لمصادر في القدس، هو أفغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي من أصل مولدافي الذي زار موسكو يوم الأربعاء في زيارة مخطط لها مسبقا. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتياهو يتحدث مع بوتين بشكل روتيني ويقوم بزيارات متعددة إلى موسكو.
قال مسئول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه:" يعرف الروس بأن أكبر حليف لنا وهو الولايات المتحدة، ونحن نعرف، بالطبع بأن حلفاء روسيا هم الأسد وإيران وحزب الله. ولكن ذلك لن يوقفنا عن التنسيق عن قرب مع موسكو من خلال آليات معروفة وناجعة".
يريد جيش الدفاع الإسرائيلي وروسيا ضمان أنه لن يكون هناك أي اصطدام في سماء سوريا، كما أضاف المسئول، الذي قال:" نعم، الروس على اطلاع تام على خطوطنا الحمراء".
تتضمن هذه الخطوط الحمراء:" منع إيران من الحصول على موطئ قدم عسكري في سوريا". كما صرح كاتز للدايلي بيست الأسبوع الماضي. كما قال، لقد أوضحت القدس تماما أنها لن تسمح لإيران بنقل معدات ثقيلة من خلال سوريا إلى حزب الله، الذي وصفه على أنه:" العدو الأكثر شراسة من غير الدول".
متحدثة لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، قالت السفيرة الأمريكية نيكي هالي في المجلس إن واشنطن وشركاؤها سوف يستمرون في الضغط على طهران، وتسجيل الخروقات التي سجلت للعديد من قرارات المجلس التي تمنع نقل السلاح من إيران إلى حزب الله، إضافة إلى الحوثيين في اليمن.
بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على دمشق، تبادل المسئولون الروس الانتقادات اللاذعة مع نظرائهم البريطانيين والفرنسيين في الأمم المتحدة، في ذات الوقت زادت هالي من حدة الانتقاد لسياسة الكرملين تجاه سوريا.
خلال جلسة مجلس الأمن حول المساعدات الإنسانية لسوريا، ألقت هالي اللوم على روسيا بسبب حمايتها للأسد، وذلك مع منع الدكتاتور السوري قوافل الأمم المتحدة من الوصول إلى أهدافها إضافة إلى قصف القوافل. وقالت:" العديد منكم قالوا إننا بحاجة للضغط على النظام السوري. ليست هذه القضية فعلا. إننا بحاجة للضغط على روسيا، لأن روسيا مستمرة في التغطية على النظام السوري"، حتى عندما يستخدم الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
السفير الفرنسي في الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، صرح للصحفيين يوم الخميس إن باريس تعلم علما قاطعا بالهجوم الذي وقع في 4 أبريل في خان شيخون، في محافظة إدلب في سوريا، وأضاف:" استخدم السارين كما أن عنصرا يسمى هيكسامين يعتبر سمة من سمات السارين الذي ينتجه النظام السوري. ليس لدينا أي شك بأن النظام السوري مسئول عن هذا الهجوم الهمجي".
أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ توما هوك ردا على الهجوم الكيماوي، حيث استهدفت قاعدة جوية سورية انطلق منها الهجوم على إدلب وفقا لمسئولين أمريكان.
يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه إذا طلبت واشنطن من لندن الانضمام في المستقبل لأي هجوم عسكري ضد سوريا، "فإنه سوف يكون صعبا أن نقول لا".
ولكن واشنطن لم تفصح بوضوح عن هدفها النهائي في سوريا – وبالتحديد سياستها تجاه مستقبل الأسد، على الرغم من الفظائع التي ارتكبها. الرئيس ترامب، الذي استضاف 15 عضوا من مجلس الأمن في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، قال إنه في حين أن الدكتاتور السوري يعتبر "عنصرا سيئا" إلا أن إسقاطه "ليس أمرا حاسما" بالنسبة للولايات المتحدة وفقا لسفير كان موجودا في الاجتماع. السفير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال إنه في جلسة لاحقة، قال مستشار الأمن القومي ماك ماستر للدبلوماسيين، "أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار في سوريا طالما أن الأسد موجود في السلطة".
وسوم: العدد 718