نار القصاص
محمد علي البدوي
ماذا لو ظفر أهل الإسلام بعدو من أعداء الإسلام ؟!
المنظر : ساحة القصاص في قبيلة العزة .
المشهد : يدخل الجنود إلى الساحة مدججين بأسلحتهم .
الجنود : هاي .. هم .. هم .. هاي .. هاي ..
القائد (للجند) : تكبير ..
الجند : الله أكبر .. الله أكبر ..
القائد : انتشروا .. هيا انتشروا في الساحة ..
(ينتشر الجند في الساحة على هيئة على هيئة دائرة ويشرف عليهم الحاجب من تلة قريبة)
الحاجب : توسعوا في الالمجالس .. وأفسحو لسلطان القبيلة ..
القائد : تكبير ..
الجند : الله أكبر .. الله أكبر ..
(يقف الجنود في صفين متقابلين بينما يشرف عليهم السلطان وخلفه اثنان من حراسه الأشداء)
السلطان : إخواني .. يا أبناء قبيلة العزة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السلطان : اليوم .. سنقيم شرع الله في أرضه .. سنقتص للكثير من إخواننا المسلمين الذين قتلوا .. وعذبوا في دين الله .
الجميع : العزة لله .. العزة لله ..
السلطان (للحاجب) : أوقدوا نار القصاص !
الحاجب (للقائد) : أوقدوا نار القصاص !
القائد : أوقدوا النار .. أوقدوا النار !
(يتقدم بعض الجنود ويوقدون ناراً عظيمة في ساحة القصاص)
السلطان : قدموا المجرمين إلى القصاص .
القائد : قدموا المجرمين إلى القصاص .
(يظهر المجرمون الأربعة وقد شدّ بعضهم إلى بعض وصُفّدوا في وثاق واحد ، أبو جهل بن هشام .. وكمال أتاتورك .. وشارون .. وستالين)
شارون (هامساً) : هل قامت القيامة يا أتاتورك ؟
أتاتورك : أظننا على مشارف جهنم يا أتاتورك !
أبو جهل : لابد أنهم الزبانية الذين توعدنا بهم محمد .
القائد : اصمتوا أيها المجرمون .
السلطان : نفذوا القصاص .. الآن .
الحاجب : بسم الله الرحمن الرحيم .. إعلان من ديوان العدالة المطلقة في قبيلة العزة الإسلامية : قال الله ـ تعالى ـ :{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتّلوا أو يُصلبّوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} [المائدة :33].
لقد أقدم كل من المدعو أبو جهل بن هشام عربي الجنسية ، ومصطفى كمال أتاتورك مجهول النسب ، وشارون يهودي الديانة ، وجوزيف استالين شيوعي ملحد على حرب الله ورسوله والكيد لدين الله وأهله من انتهاك للأعراض وسفك لدماء الأبرياء وطمس لمعالم الدين القويم ، وبفضل من الله ـ تعالى ـ وحده تم إلقاء القبض على هذه الزمرة المجرمة ، وصدر بحقهم الحكم الشرعي القاضي بقتلهم تعزيراً .. (للجند) نفذوا الآن !
الجميع : الله أكبر .. العزة لله .. الله أكبر .. العزة لله ..
أتاتورك (صارخاً) : واحسرتاه .. ماذا ستفعلون بنا ؟
الحاجب : سنقتص إخواننا المسلمين منكم أيها الطغاة !
أبو جهل : ولماذا جُمعنا هكذا ؟
الحاجب : لأنكم اجتمعتم على حرب الله ورسوله .. (للجند) هيا خذوهم إلى المقصلة ..
(الجند يقتادونهم إلى وسط صيحات التكبير)
استالين (صارخاً) : لا .. لا .. أنا جوزيف استالين أيها الرفاق .. أنقذوني أيها الرفاق !
السلطان (للحاجب) : من هذا الذي يصطرخ فيهم ؟
الحاجب : إنه استالين .. جوزيف استالين يا مولاي !
السلطان (ينزل إلى الساحة) : استالين .. الذي هجّر إخواننا المسلمين في الشيشان .. وسامهم سوء العذاب .
استالين : وما لكم وللشيشان ؟
السلطان (ضاحكاً) : ها .. ها .. ها .. اسمعوا يا قوم ماذا يقول هذا المعتوه ؟
استالين : نعم .. هذا شأن داخلي .
السلطان : ها .. ها .. شأن داخلي .
الجميع : ها .. ها .. ها .. شأن داخلي ..
السلطان : تقتلون إخواننا .. تنتهكون أعراضهم .. تبيدونهم .. وإذا تدخلنا لنصرتهم قلتم شأن داخلي ؟
استالين : نـ .. نـ ..
السلطان : تتداعون لنصرة أبناء ملتكم في كل مكان .. أما نحن فشأن داخلي .. شأن داخلي .. حتى إعدامكم اليوم هو شأننا الداخلي .. ها .. ها ..
شارون (لستالين) : اصمت يا استالين .. إنك تثير الشفقة .
استالين : أنا فقط .. حتى أنت يا شارون .. بعد الرئاسة والوزارة تقاد إلى هذا الجحيم ؟
القائد : اصمتا .. هيا تقدموا إلى نار القصاص .
السلطان (للقائد) : هل بقي أحد من الطغاة أيها القائد ؟
القائد : أووه يا سيدي .. الدنيا تعج بالكثير الكثير من الطغاة .
السلطان : ويحك ماذا تقول ؟!
الحاجب : نعم .. إنها الحقيقة يا مولاي !
السلطان : وأين هم ؟ عليّ بهم الآن .
الحاجب : إنهم في كل أرض وتحت كل سماء في فلسطين وكشمير وبورما والصين والفلبين .. يقتلون إخواننا .. يطاردونهم .. ينقممون منهم .
السلطان : كفى .. كفى .. لا أريد أن أسمع المزيد .. لا أريد أن أسمع المزيد .
الحاجب :
أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد = تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
السلطان : وأين أبناء العزة .. أين رجال العزة .. أين أبطال الإسلام ؟!
الجميع : الله أكبر .. الله أكبر .. والعزة لله ..
السلطان : سيروا أيها البواسل .. جوسوا القفار واذرعوا الأمصار .. دكّوا عروش الطغاة وزلزلوا الأرض من تحت أقدام الجناة .. سيروا على بركة الله .
الحاجب : وماذا سنفعل بهذه العصابة التي بين أيدينا يا مولاي ؟!
السلطان : دعوهم في العذاب المهين .. حتى تنجزوا المهمة .. هيا انطلقوا ..
الجميع : الله أكبر .. والعزة لله .. الله أكبر والعزة لله ..
(تسمع قعقعة السيوف وصهيل الخيول وتكبير الجند .. تطفأ الإنارة)
صوت : وما يزال جند الله يقاتلون هؤلاء الطغاة .. يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل هذه الدين يسقون شجرة العزة بدمائهم الطاهرة .. فهنيئاً لهم القتال وهنيئاً لهم الشهادة .
ستارة