الأسد و القط
الأسد و القط
رضا سالم الصامت
الأسد : انك مجرد قط
القط : اعرف ذلك.
الأسد : انك تافه
القط: أعرف ذلك
الأسد : اني ملك الغابة
القط : انك غامض ، ولا تسوى شيئا
الأسد : الكل يهابوني ! من أنت ؟ من أنتم ؟
القط : يا لك من مغرور ! فمن تكون ؟
الأسد: أنا حاكم البلاد و العباد .
القط : أنت ظالم و مستبد
الأسد : أنا املك كل شيء
القط: أنت غير محبوب
الأسد : أنت قط سخيف و ضعيف و وضيع
القط : أنا قط مؤمن , قنوع , و محبوب
الأسد : أنا قوي .
القط : أنت شرير ومجرم
الأسد : أنا عظيم
القط : انت عكس ذلك
الأسد: أنا السلام
القط : أنت كذاب
الأسد : أنا الأمن
القط : أنت مريض
الأسد : أنا نار تحرق من يقترب مني
القط : أنت حطبها
الأسد : أنت من تكون ؟
القط : أنا حر أعيش مع الشعب
الأسد : انت تعيش في الأزقة و الشوراع و مع الجرذان
القط : وانت تعيش في القصور المحصنة و مع الجواري و من حلالك و حرامك
الأسد : انا لدي حراس يحرسونني ليلا نهارا و أعوان يسهرون على راحتي
القط : وأنا لي رب يحميني
الأسد : أنا أصلي
القط : صلاة القياد و الأعياد " ههههه!
الأسد : ماذا تقصد ؟
القط : تصلي ...و تقتل الأطفال !
الأسد : أبدا ... أنا أوزع عليهم لعب العيد و الحلوى
القط : أتعرف أنك عدوي من زمان ، من أيام والدك
الأسد : هل أنت مجنون ؟
القط : أنا صاحب عقل رصين و رأي حكيم ،أما أنت فلا تفكر إلا في نفسك !
الأسد : أنا أفكر في شعبي
القط : نعم ، انك تفكر في شعبك ! تفكر في قتلهم و ابادتهم و تدمير بلدهم ؟
الأسد : أنا موجود ، و أنت لست موجودا
القط : هههه انك تضحكني يا سيدي الأسد ، هههه - أنت موجود ؟ !
الأسد : أنت لاشيء ، تختفي بحضوري و تخاف مني
القط : و متى حضرت يا حضرة الأسد
الأسد : في الليل تختبأ أيها القط اللعين , أما أنا فعلى شاشات التلفزيون أظهر !
القط : ظهورك يؤلمني و أتباعي و الشهداء , و أنت ماذا قدمت لنا غير الخراب و الدمار و قتل الأبرياء ؟
الأسد : هل تعني أني بلا شخصية ؟!.
القط : أنت أصلا لا تمتلك شخصية , ظالم أنت و مستبد لا تخاف الله رب العالمين!
الأسد : و هل أنت أشرف مني ؟
القط : أنا أشرف منك ألف مرة بل مليون مرة ؟
الأسد : هل أنت قوي ؟
القط : نعم . أنا أقوى منك ألف مرة بل مليون مرة ؟
الأسد : أقوى منيّ ها ها ها ....
القط : بل أقوى و أقوى هههه ههههه
الأسد : أشرف مني ها ها ها ...
القط : بل أشرف منك هههه هههه
الأسد: ألا ترى أن أتباعك هم ضعفاء و فقراء يتبكون و مع ذلك فإنهم إرهابيون، مجرمون ؟ !
القط : هذا يخيل إليك يا أسد، لأن الجهل أعمى بصيرتك !
الأسد : ألا ترى يا قط أن أتباعك مهزومون و مطاردون , من أتباعي و أعواني ؟
القط : ألا ترى يا أسد أن أتباعك فيهم من انشق عنك ،و انضموا إلى أتباعي و عادوا إلى صوابهم و رشدهم
لأنهم يدركون جيدا أنك أصبحت ضعيفا و أن لا خلاص لهم إلا بتنحيك و إزالتك من سلطانك و من الوجود !
الأسد : يبدو أنك يا قط و أتباعك أصبتم بالهلواس ! .
القط : والله من أصابه الهلواس هو أنت يا سيد السلاطين و اعوانك .
الأسد : " كشر الأسد عن أنيابه " ثم صاح في وجه القط قائلا : " سيد السلاطين " هيا اغرب من وجهي حالا ! .
القط: لا تغضب مني ، سيدي هدئ من روعك ، الأيام بيننا يا أسد ، سوف تندم في وقت لم يعد فيه الندم يفيدك في شيء، و لكن أذكرك بقوله تعالى :
{وإذا جاءَكَ الَّذين يُؤمنون بآياتنا فقلْ ... فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة البقرة الآية (229)
و أنت تعديت حدود الله يا أسد ، فحسبنا الله و نعم الوكيل !