المغيرة بن شُعبة
المغيرة بن شُعبة
عبد الله الطنطاوي
[email protected]
صوت أجش: لقد أحسن المغيرة كلَّ الإحسان في جهاده، ولن يستطيع أحد أن يأخذ عليه
مأخذاً واحداً في حياته العسكرية، فقد بذل جهوداً مشرّفة في سائر ميادين القتال
التي خاضها جندياً وقائداً.
فوزي: من؟ داهية العرب؟ المغيرة بن شعبة؟ يا مرحباً بك يا جدي الأمير المجاهد.
فوزية: يا مرحباً بكاتب الوحي وحارس رسول الله.
المغيرة: مرحباً بكم يا أحفادي.. ومنذ البداية أحب أن أقول لكم: احفظوا ألسنتكم من
مديحي، فإني امرؤ أحب المديح والفخر والثناء.
فوزي: وأنت، يا جدي الأمير، أهلٌ لكل ثناء، فالذي يقرأ أخبارك يا جدي، لا يملك نفسه
من الإعجاب بذكائك الحاد، وسرعة البديهة عندك.
المغيرة: ولكنني كنت أستخدم ذكائي في المصلحة العامة التي تعود بالخير على
المسلمين.. (بعد قليل) وحيناً آخر، لمصلحتي الشخصية.
فوزية: كان عقلك الكبير يا جدي الأمير، وكان دهاؤك وذكاؤك الفطريّ الخلاق، أمضى
أسلحتك طوال حياتك.
المغيرة: وأنا أعتز بهذه، فهي هبة الله الكبيرة، لشخصي الضعيف.
فوزي: وإذا برز بعض القادة بشجاعتهم النادرة، فأنت، يا جدي، بززت الناس بذكائك
النادر، الذي جعلك، كما قال بعضهم، إذا دخلت مدينة لها ثمانية أبواب، ولا يمكن
الخروج من أيّ باب إلا بالمكر والذكاء، لخرجت من أبوابها كلها بفطنتك ودهائك.
فوزية: وقال آخر: كان المغيرة لا يقع في أمر، إلا وجد له مخرجاً، ولا يلتبس عليه
أمران، إلا ظهر له الرأي من أحدهما.
فوزي: وقال الشعبي: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص،
والمغيرة بن شعبة، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، وأما
المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير.
المغيرة: من هذا الشعبي صاحب هذا الكلام؟ إنه أصاب كبد الحقيقة بقوله هذا.. (بعد
لحظة).. ثم.. اسمعوا يا أولادي، فقد حذرتكم ونبهتكم منذ البداية، أني رجل يحب
الفخر، فلا تسترسلوا بمديحي، فإني سأصغي لكم بكل جوارحي.
فوزية: (ضاحكة) إذن.. هل تقدّم نفسك لأحبائك المستمعين يا جدي؟
المغيرة (ضاحكاً): ألست مشهوراً ومعروفاً عندكم؟
فوزي: بلى يا جدي، ولكننا نحبّ أن نزداد معرفة بتفاصيل حياتك.
المغيرة: اسمي المغيرة بن شعبة، كنيتي أبو عبد الله، ولدت في مدينة الطائف بالحجاز،
قبل عشرين عاماً من هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
فوزي وفوزية: صلى الله عليه وسلم.
المغيرة: ونشأت فيها، وسافرت إلى الإسكندرية مع جماعة من بني مالك، وقابلت المقوقس،
وقدمنا له بعض الهدايا، فأكرمنا وأحسن وفادتنا، وقدم لنا هدايا ثمينة، كان هذا في
شبابي الأول.
فوزي: قبل إسلامك؟
المغيرة: نعم.. قبل إسلامي، فقد أسلمت بعد عودتي من الإسكندرية مباشرة.. كان ذلك
بعد هجرة النبي الكريم بخمس سنين.
فوزية: وهل حضرت مع الرسول القائد بعض المعارك يا جدي؟
المغيرة: أجل.. كانت الحديبية أول مشهد شهدته مع النبي الكريم، شهدت بيعة الرضوان.
فوزي: أليست لك ذكرى محببة في الحديبية أو بيعة الرضوان يا جدّي؟
المغيرة: بلى.. إن ذكرياتي كثيرة في كل مشهد، إنها لا تنفد.. (بعد لحظات).. أرسلتْ
قريشٌ رجالها يستطلعون ما يريده النبي الكريم في خروجه نحو مكة المكرمة.. كانوا
يظنون أن الرسول الكريم خرج للقتال، ولكن الرسول الكريم أفهمهم أنه يريد أداء
العمرة، ولا يريد قتالاً.. (لحظة صمت)، وكان فيمن جاء مستطلعاً، عمي عروة بن مسعود،
وكانت فيه فظاظة.. كان يأخذ بلحية النبي الكريم عليه السلام وهو يكلمه، وكنت واقفاً
بسيفي فوق رأس الرسول الكريم.. وكنت كلما أخذ عمي عروة بلحية الرسول الكريم، أضربه
على يده وأقول له: اكفف يدك عن وجه رسول الله قبل أن لا تصل إليك. فقال لي عروة:
فوزي ذو صوت ضخم: ويحك ما أفظعك وأغلظك.
المغيرة: ثم سأل النبيَّ الكريم:
فوزي صاحب الصوت الضخم: من هذا يا محمد؟
المغيرة: فأجابه الرسول وهو يبتسم:
صوت متميز: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة.
المغيرة: فنهرني عمي وهو مندهش لمقامي هذا عند رسول الله، ودفاعي عنه عليه السلام..
ورجع عمي عروة بن مسعود إلى قريش، ينوّه بإجلالنا لرسول الله ويقول:
فوزي صاحب الصوت الضخم: إني والله ما رأيت ملكاً في قومه قط، مثل محمد في أصحابه،
لقد رأيت قوماً لا يُسْلِمونه لشيء أبداً.
المغيرة: وعندئذ أرسل النبي الكريم عثمان بن عفان إلى قريش، ليشرح لهم سبب خروج
النبي الكريم إلى مكة، ولكن قريشاً احتبست عثمان عندها، وشاع بين المسلمين أن عثمان
قتلتْه قريش، فدعانا الرسول القائد لنبايعه على الموت، فبايعناه تحت شجرة متشابكة
الأغصان، وسُمِّيَتْ هذه البيعة، بيعة الرضوان، لأن الله عز وجل أنزل فيها قوله:
صوت متميز: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلِمَ ما في
قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابَهم فتحاً قريباً).
فوزي: هنيئاً لكم يا سيدي، ثم ماذا؟
المغيرة: ثم حضرت سائر غزوات الرسول القائد عليه الصلاة والسلام.. حضرت معه فتح
مكة، وغزوة حنين، وحاصرتُ معه الطائف مدينتي حيث أهلي وعشيرتي.
فوزية: إن قتالك أهلَك وعشيرتك في حنين والطائف، دليل على شدة إخلاصك لعقيدتك
الجديدة يا جدي.
المغيرة: وعندما جاء وفد ثقيف إلى المدينة ليعلنوا إسلامهم، فرحتُ بإسلام أهلي
وعشيرتي، وقد أرسلني الرسول القائد مع أبي سفيان إلى ثقيف، لنهدم صنمها (اللات)..
ذهبت إلى ذلك الصنم وشرعت في هدمه، وبعد أن فرغت من هدمه أخذت ما عنده من حليّ
وأموال، وعدت بها إلى الرسول عليه السلام.
فوزي: كل هذا دليل على إيمانك العميق يا جدي.
فوزية: نريد أن تحدثنا، يا جدي، عن مشاركتك في الحروب الأخرى..
المغيرة: وأنا سعيد بكم وبتركيزكم على حديث الجهاد والقتال في سبيل الله، لأن
الجهاد، كما تعلمون يا أحفادي، ذروة سنام الإسلام.
مؤثرات: موسيقى حربية.
المغيرة: شاركت في حروب الردّة، وقاتلت في اليمامة تحت لواء القائد المحنّك الشجاع:
خالد بن الوليد، وكانت معارك اليمامة ضد مسيلمة الكذّاب من أكبر المعارك ومن
أشرسها، ولكننا كنّا لها.
فوزية: وقتلتم مسيلمة، وأخضعتم أعراب البادية، وأعدتموهم إلى الإسلام.
المغيرة: والحمد لله.
فوزي: ثم ماذا يا جدي الأمير؟
المغيرة: أتدري، يا بني، أنني أول من سُلِّم عليه بالإمرة في الإسلام؟
فوزي: لأن الإمارة تفتّش عن أهلها، وأنت أمير يا جدي المغيرة.
فوزية: ثم ماذا عن جهادك في سبيل الله يا جدي الأمير؟
المغيرة: بعد قضائنا على المرتدين في اليمامة، أمر الخليفة أبو بكر، أن يتوجه خالد
بن الوليد بجيشه إلى العراق، وكنت من رجال خالد، وقاتلت تحت لوائه هناك، وشاركت في
كل المعارك التي خاضها.
فوزي: وفي الشام؟ هل كنت مع خالد في الشام؟
المغيرة: أجل.. عندما جاء أمر الخليفة أبي بكر بأن يتوجه خالد بنصف جيشه إلى بلاد
الشام، كنت ممن اختاره خالد معه، وقد شاركت في المعارك التي اعترضت طريقنا إلى
الشام، وانتصرنا فيها كلها، ولله الحمد.
فوزية: وكنت أحد أبطال اليرموك يا جدّي.
المغيرة: نعمْ والحمد لله.. قاتلت في اليرموك تحت لواء خالد، وفي معركة اليرموك
ذهبت عيني.. ولم آبه ولم أكترث بذهابها، فهي في سبيل الله، ولم تُعِقْني عن متابعة
القتال والفتوح في بلاد الشام.
فوزي: نريد المزيد يا جدي العظيم..
المغيرة: وعندما عدت إلى المدينة المنورة، بعثني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على
رأس أربع مئة مجاهد، إلى العراق، مدداً للقائد سعد بن أبي وقاص، فلما وصلت إلى
العراق، وجهني سعدٌ على رأس خمس مئة مقاتل إلى منطقة الأبُلّة، لأكون قوة حماية
لتحشّدات المسلمين في تلك المنطقة، ولكن سعداً لم يلبث أن استدعاني ورجالي، وضمَّنا
إلى قواته، لنشارك في المعركة الهائلة، في القادسية.
فوزي: وقاتلت، يا جدي، في القادسية تحت لواء سعد، ويحدثنا التاريخ عن أثرك الكبير
في هذه المعركة، فكيف كان ذلك؟
المغيرة: الحقيقة إن دوري المعنوي كان أكبر من دوري القتالي.
فوزي: كيف؟ فللمعنويات أثر كبير في نجاح المعركة أو في خسرانها.
المغيرة: أرسلني سعد مع نفر من ذوي المنظر والمهابة والرأي لمحاورة كسرى، وبعد أن
عدنا من عند كسرى، أرسلني سعد لمحاورة قائد الفرس رستم، واسمعوا جيداً ما أرويه
لكم.
مؤثرات: موسيقى.
المغيرة: دخلتُ على رستم، فجلست إلى جانبه على سريره، فوثب عليّ رجال رستم وأنزلوني
عن السرير، فقلت لهم، وأنا أعني كل كلمة كنت أقولها، وأراقب أثرها في رستم ورجاله،
قلت لهم بلغتهم، فأنا أجيد اللغة الفارسية: قد كانت تبلغنا عنكم الأحلام، ولا أرى
قوماً أسفه منكم.. إنا، معشر العرب، لا نستعبد بعضنا بعضاً، فظننتُ أنكم تواسون
قومكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم، أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض.
فقال عامة الفرس الحاضرين: صدق والله
هذا العربي.
وقال رؤساؤهم: والله لقد رمى هذا
العربيّ بكلام لا زال عبيدنا يَنزِعون إليه.
فوزي: وبذلك أثرتَ عامة الفرس على خاصتهم، وفرّقت كلمتهم.
فوزية: وتفريق الكلمة، خاصة في ساحة القتال، من أخطر الأسلحة.
المغيرة: وقبل أن ننشب القتال في القادسية، كنت أطوف على المجاهدين، وأحرّضهم على
القتال، وأزين لهم التضحية والفداء، وأدفعهم إلى الاستبسال في مواجهة العدو الذي
كان يزيدنا أضعافاً مضاعفة..
فوزية: بارك الله فيك يا جدي.. خذّلتَ الفُرْسَ المجوس، وحمّستَ العرب المسلمين.
المغيرة: وبعد الانتصار الساحق في القادسية، سرت تحت لواء عتبة بن غزوان إلى منطقة
البصرة، وقاتلنا هناك، حتى طهرنا العراق الجنوبي من الفرس، وفتحنا المدن الجنوبية
كلها.
فوزي: ما شاء الله.. ما شاء الله.. ثم يا جدي؟.
المغيرة: ولما توجه عتبة لأداء فريضة الحج، استخلفني على الصلاة في البصرة، إلى أن
يقدم مجاشع بن مسعود فيتولى الإمارة، وكان مجاشع يقاتل الفرس، في منطقة الفرات
الجنوبي، وانتصر عليهم، ولكن أحد قادة الفرس استطاع أن يحشد قوة كبيرة يهدد بها جيش
مجاشع، فخرجت من البصرة على رأس جيش من المجاهدين الأشاوس، واشتدّ القتال بيننا
وبين القوات الفارسية المتفوقة علينا بالعدد، واستطعت أن أنتصر عليهم.
مؤثرات: موسيقى.
المغيرة: كان الفرس مستميتين في هذه المعركة، واسمعوا وعوا جيداً هذه الطرفة
الرائعة.. قلت: استمات الفرس واستبسلوا في هذه المعركة، ولكنهم شاهدوا كتيبة مقبلة
حسبوها مدداً للمسلمين، فتضعضعت معنوياتهم وانهزموا.. وأحزروا ماذا كانت تلك
الكتيبة؟
فوزي وفوزية: ماذا كانت؟
المغيرة: لم تكن تلك الكتيبة إلا نساء المسلمين، خرجنَ من أخبيتهنّ، واتخذن من
خمرهنَّ رايات، وسرنَ يردنَ معاونة الرجال.
فوزي وفوزية: الله أكبر.. الله أكبر..
المغيرة: كلّ المسلمين أسهموا في تحقيق الانتصارات الكبيرة في العراق وفارس
والشام.. الصغار والكبار، والنساء والشيوخ والشباب.
فوزي: بارك الله فيكم.. كنتم خير الأجيال.. كنتم خير أمة أخرجت للناس.
المغيرة: ثم استعملني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وجعلني أميراً على البصرة،
فوسّعتها ونظّمت أمورها، وأرسيت إدارتها على قواعد مدنيّة سليمة، بعد أن كانت تدار
بأسلوب بدائي أقرب إلى البداوة.
فوزية: وتركتَ القتال في سبيل الله يا جدي؟
المغيرة: لا.. لم أترك القتال في سبيل الله.. فقد قاتلت في (سوق الأهواز) حتى
فتحناها، كما قاتلت في (نهاوند) تحت لواء القائد الرائع النعمان بن مقرّن.
مؤثرات: موسيقى.
المغيرة: واسمعوا هذه المفاوضة.
أرسلني النعمان، قبيل معركة نهاوند،
إلى قائد الفرس في نهاوند، لأحاوره، بناء على طلبه هو من النعمان، وكان الحوار
حامياً جداً، وقد ختمتُه بقولي له: اسمع أيها القائد.. والله ما زلنا مذ جاءنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم نتعرّف من ربنا الفتح والنصر حتى أتيناكم، وإنا، والله، لا
نرجع إلى ذلك الشقاء أبداً، حتى نغلبكم على ما بأيديكم، أو نُقتل بأرضكم.
فوزي وفوزية: الله أكبر.. الله أكبر..
المغيرة: وعندما عدت إلى المسلمين قمت فيهم خطيباً وقلت لهم: فقد، والله، أرعبت
العلج جهدي.
فوزية: أرعبت قائد الفرس من جهة، ورفعت معنويات المجاهدين من جهة ثانية يا جدي
المجاهد الداهية.
المغيرة: كنت في معركة نهاوند، قائداً لميسرة الجيش، وكان القائد النعمان قد أوصى،
إذا أصيب في المعركة، أن يتولى فلان ثم فلان ثم فلان، وكنتُ فيمن عدّه لأكون قائد
جيش المسلمين إذا أصيب.
فوزي: وبعد فَتح الفتوح في نهاوند؟
المغيرة: بعد نهاوند توجهنا إلى (هَمَذان) وفتحناها.. وشاركت في العديد من
المناوشات والمعارك على هامش المعارك الحاسمة الكبرى.
فوزية: يبدو أنك تعبت يا جدي الأمير؟
المغيرة: لقد نشّطتني بكلامك هذا يا بنتي.. فاسمحي لي أن أضيف: أننا في معركة
(تَسْتَر) أسرنا (الهرمزان) وكنت فيمن قاده إلى المدينة ليرى أمير المؤمنين عمر
رأيه فيه، وكنت المترجم بين أمير المؤمنين والهرمزان.
فوزي: هل انتهى حوارنا اليوم يا جدي الأمير؟
المغيرة: كلما ذكرتني بالإمارة، فتحتَ لي أبواباً من الحديث..
في سنة إحدى وعشرين للهجرة، ولاّني
أمير المؤمنين عمر إمارة الكوفة، ومنها أشرفت على الفتح الإسلامي الذي تم على أيدي
الكوفيين، فأرسلت البراء بن عازب إلى (قزين) ففتحها، كما فتح الكوفيون مناطق كثيرة،
وكنت، حينها، المسؤول الأول عن إعداد الجيوش وإمدادها بالرجال والسلاح والعتاد،
ونظمت الكوفة ووسعتها وأرسيت إدارتها على قواعد مدنية.
وعندما حضرتني الوفاة سنة خمسين
للهجرة، ابتهلتُ إلى ربي بهذا الابتهال:
"اللهم هذه يميني بايعتُ بها نبيَّك،
وجاهدت بها في سبيلك".
مؤثرات: موسيقى حزينة.