الطُّفيل بن عمرو الدَّوسيّ
عبد الله الطنطاوي
فوزي: هذا الرجل كان سيداً في الجاهلية، سيداً في الإسلام، وكان شاعراً مبدعاً، وداعية كبيراً، ومجاهداً فذّاً، وكريماً مضيافاً مِتلافاً، وصحابياً شريفاً وشهيداً.
مؤثرات: موسيقى.
فوزية: من ضيفُنا اليوم يا أخي فوزي؟
فوزي: إنه الشاعر المجاهد الشهيد: الطُّفيل بن عمرو الدوسي.
مؤثرات: وقع أقدام.
الطفيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشقيقان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فوزية: هل تقدّم للإخوة المستمعين نفسك يا سيدي؟
الطفيل: أنا الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص الدوسي الأزدي.
فوزي: وكنتَ السيد المطاع في قومك في الجاهلية يا سيدي، وكنتَ صاحبَ الرأي السديد، والرجل الرشيد فيهم.
فوزية: هل تحدثنا عن إسلامك يا سيدي؟
الطفيل: لا بأس يا ابنتي في التحدث إليك وإلى أخيك عن إسلامي، لأن فيه طرافة، وفيه درس وعبرة أيضاً.
فوزية: تفضل يا سيدي طفيل.
مؤثرات: موسيقى مرافقة لحديث الطفيل في نعومة وهدوء.
الطفيل: كان رسول الله
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل: على ما يعاني من قومه من عَنَتٍ وصدٍّ عن سبيل الله، ومن قهرٍ وإذلالٍ واضطهاد لمن آمن به وصدّقه.. على الرغم من كل ذلك، كان رسول الله يبذل لهم النصيحة، ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه من ضلال وظلام وظلم..
فوزي: صدق الله العظيم: وإذا أراد الله بقومٍ سُوءاً فلا مردَّ له.
الطفيل: وكانت قريش تزداد غطرسةً وإيغالاً في الأذى والإساءة إلى رسول الله.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): وإلى أصحابه الكرام.
الجميع: رضي الله عنهم.
الطفيل: ولكنّ الله سبحانه، منع رسوله الكريم منهم بعمّه أبي طالب الذي كان من سادات مكة وأشرافها.. عندها فكّر المشركون في طريقة يمنعون بها انتشار الإسلام بين القبائل العربية، فأخذوا يتصلون بزعماء القبائل وشعرائها ووجهائها الذين يؤمّون مكة في المواسم، ويحذّرونهم من محمد، ومن الاتصال به، أو السماع له، على أنه ساحرٌ أو ما شابه هذا من المفتريات.
فوزية: بسم الله الرحمن الرحيم: وإذا قيل لهم: ماذا أنزل ربكم، قالوا: أساطير الأولين، ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة، ومن أوزار الذين يُضلّونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون. (النحل: 24 ـ 25).
الجميع: صدق الله العظيم.
الطفيل: ولمّا جئتُ إلى مكة في موسم عُكاظ، أقبل كبراء قريش نحوي، يرحبون بي، ويُثنون على أشعاري، ثم قال لي قائلهم:
فوزي: يا طفيل.. إنك قَدمتَ بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا.
فوزي: يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فوزي (متابعاً): قد أعضلَ بنا،
فوزي: يعني ضيّق علينا أمورنا.
فوزي (متابعاً): وفرّق جماعتنا، وشتّت أمرنا، وإنما قوله كالسحر، يفرّق بين المرء وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته، وإنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما قد دخل علينا، فلا تكلمه ولا تسمع منه.
فوزية: وهل سمعتَ كلامهم يا سيدي؟
الطفيل: أجل يا ابنتي.. سمعت كلامهم.. فوالله ما زالوا بي حتى أجمعتُ على أن لا أسمع منه شيئاً ولا أكلّمه، حتى حشوت أذنيّ قطناً حين غدوتُ إلى المسجد، فَرَقاً من أن يبلغني من قوله شيء، وأنا لا أريد أن أسمعه.
فوزية: حشوتَ القطن في أذنيك يا سيدي حتى لا تسمع كلام الرسول؟
الطفيل: نعم يا ابنتي، حتى سمّوني (ذا القطنتين).
فوزي: ثم ماذا يا سيدي الطفيل؟
الطفيل: ثم غدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): قائمٌ يصلّي عند الكعبة، فقمتُ قريباً منه.
فوزي: لم تطاوعك نفسُك أن تبقى بعيداً عنه يا سيدي.
فوزية: لأن الله يريد بك الخير يا سيدي.
الطفيل: فأبى الله إلا أن يُسمعني بعض قوله، فسمعتُ كلاماً حسناً، فقلت في نفسي: وا ثُكْلَ أمي، إني لرجلٌ لبيبٌ شاعر، ما يخفى عليّ الحَسَنُ من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الذي يأتي به حسناً قبلتُه، وإن كان قبيحاً تركته.
فوزي: هذا عين العقل يا سيدي.
فوزية: وهذا يدلّ على أنك رجل لبيب وشاعر وصاحب عقل وفطنة.
فوزي: ثم ماذا يا سيدي طفيل؟
الطفيل: فمكثتُ حتى انصرف رسول الله.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): إلى بيته، فاتّبعته، حتى إذا دخل بيته، استأذنتُ فدخلت عليه فقلت له:
يا محمد.. إن قومك قالوا لي كذا وكذا ـ للّذي قالوا لي ـ فوالله ما برحوا يخوّفونني أمرَك، حتى سددتُ أذنيّ بكُرْسُف.
فوزي: الكرسف: القطن.. أي سددتُ أذنيّ بقطن.. نعم يا سيدي، تابع أرجوك.
الطفيل (متابعاً): لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يُسمعني إياه، فسمعتُ قولاً حسناً، فاعرضْ عليَّ أمرك.
فوزية: ففرح الرسول القائد بك، فأنت الشاعر والزعيم في قبيلتك تتعرض له، وتطلب منه أن يعرض عليك الإسلام، بدلاً من أن يسعى إليك، ويعرض عليك ما يريد.
الطفيل: فعرض عليّ الإسلام، وتلا عليَّ القرآن.
فوزي: فماذا وجدتَ يا سيدي؟
الطفيل: فوالله ما سمعت قولاً قطُّ أحسنَ منه، ولا أمراً أعدلَ منه.
فوزية: فأعلنتَ إسلامك يا سيدي؟
الطفيل: أجل يا ابنتي.. فأسلمتُ وشهدتُ شهادة الحق، وقلت: يا نبيَّ الله، إني امرؤٌ مطاع في قومي، وأنا راجعٌ إليهم، وداعيهم إلى الإسلام، فادعُ الله لي أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه.
فوزية: فدعا لك الرسول القائد يا سيدي؟
الطفيل: أجل يا ابنتي.. ابتهلَ إلى ربه فقال: اللهم اجعل له آية.
فوزية: وما هي الآية التي جعلها أو خصّك الله بها يا سيدي؟
الطفيل: اسمعي يا ابنتي وأنت يا بنيّ ما جعل الله لي.. خرجتُ إلى قومي، حتى إذا كنت بثنيّة تُطلعني على الحاضر،
فوزي: عفواً سيدي، الثنيّة يا فوزية، هي الفُرجة بين الجبلين، والحاضر: هو الحي العظيم.. يعني حتى إذا كان سيدي الطفيل في تلك الفرجة بين الجبلين التي يُشرف منها على القسم الأعظم من القبيلة.
الطفيل (متابعاً): وقعَ نورٌ بين عينيّ مثل المصباح.
فوزية: ففرحتَ بهذه الآية يا سيدي؟
الطفيل: بل دعوتُ الله أن يجعلها في غير وجهي.
فوزية: لماذا يا سيدي تريدها في غير وجهك، مع أنها في وجهك أظهر؟
الطفيل: لأني خشيتُ أن يظنوا أنها مُثْلة وقعتُ في وجهي لفراق دينهم.
فوزي: المُثْلَةُ هنا يا فوزية: العقوبة.
فوزية: يعني خشيتَ يا سيدي أن يحسبها رجال القبيلة عقوبة نزلت بك لأنك فارقتَ دينهم، ودخلتَ في الإسلام.
الطفيل: أجل يا أولادي.. خفتُ من هذا الظن، فدعوتُ الله أن يجعل هذه الآية في غير وجهي.
فوزية: واستجاب الله لك؟
الطفيل: أجل يا ابنتي.. فتحوّل ذلك النور فوقع في رأس سوطي.
فوزية: ودخلت على قومك بسوطك المنير هذا يا سيدي؟
الطفيل: فجعلوا يتراءَون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلّق، وأنا هابط إليهم من الثنيّة، حتى جئتهم فأصبحتُ فيهم وأنا معروف بذي النور.
فوزية: ثم ماذا يا سيسدي؟ فإن لحديثك طعماً جديداً في سيرة النبي وأصحابه.
الطفيل: فلما نزلتُ في أهلي، أتاني أبي، وكان شيخاً كبيراً، فقلت له:
إليكَ عني يا أبتِ، فلستَ مني ولستُ منك.
فوزي: فاستغرب أبوك تصرفك هذا يا سيدي؟
الطفيل: وقال لي:
فوزي: ولمَ يا بني؟
الطفيل: فقلت له: لأني أسلمتُ وتبعتُ دين محمد.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
فوزية: فماذا كان جوابه يا سيدي؟
الطفيل: فقال لي أبي:
فوزي: ديني دينُك يا ولدي.
الطفيل: فقلت له: اذهب يا أبي فاغتسل وطهّر ثيابك.
فذهب واغتسل وطهّر ثيابه، ثم عاد إليّ، فعرضتُ عليه الإسلام فأسلم.
فوزي: بارك الله فيك يا سيدي، فقد عملتَ بمقتضى أمر الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، وأنذرْ عشيرتك الأقربين.
الطفيل: ثم دعوت زوجتي إلى الإسلام فأسلمتْ، ثم دعوتُ أمي إلى الإسلام فأسلمتْ.
فوزي: ثم التفتَّ إلى عشيرتك دَوس يا سيدي؟
الطفيل: ثم دعوتُ قبيلتي دوساً إلى الإسلام فأبطؤوا عليّ.
فوزية: فماذا فعلتَ يا سيدي؟
الطفيل: ذهبت إلى رسول الله إلى المدينة.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): وقلت له: يا رسول الله، إنه قد غلبني على دَوسٍ الزنى والربا، فادعُ اللهَ أن يهلك دَوساً.
فوزية: أعوذ بالله.. تريد أن تهلك قبيلتك يا سيدي؟
فوزي: وهل استجاب لك الرسول فدعا على دوس يا سيدي؟
الطفيل: بل رفع كفّيه إلى السماء وقال: الله اهد دوساً، وأتِ بهم مسلمين.
فوزي: صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.. يا أيها الأب الرحيم، يا من لا يعرف اليأس ولا السوء إلى قلبك سبيلاً.
فوزية: كما وصفَك ربك: وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم.
فوزي: ثم ماذا يا سيدي؟
الطفيل: ثم قال لي رسول الله.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): اُخرجْ إلى قومك، فادعهم وارفق بهم.. فعدتُ إلى قبيلتي دوس، أدعوهم إلى الإسلام، فكان أول من أسلم منهم أبو هريرة.
الجميع: رضي الله عنه.
فوزي: إن إسلام أبي هريرة يا سيدي يَعدلُ إسلام أمة كاملة.
فوزية: ثم أسلمت دوسٌ يا سيدي؟
الطفيل: أسلم قسم كبير منها، وقد قدمت بمن أسلم إلى المدينة، فعلمنا أن رسول الله قد ذهب على رأس جيشه لفتح خيبر، فلحقنا به إلى هناك.
فوزية: إلى خيبر؟
الطفيل: نعم يا ابنتي.. وقلت لرسول الله: يا رسول الله اجعلنا ميمنتك، واجعل شعارنا مبروراً.
فوزي: واستجاب لك الرسول القائد يا سيدي؟
الطفيل: أجل يا بني، وأبلى الدَّوسيون أحسن البلاء، واستشهد منهم مَن استشهد، وأسهمَ لهم رسول الله.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
فوزية: كم كان عددكم يا سيدي؟
الطفيل: كنّا ثمانين مجاهداً من دوس يا ابنتي.
فوزي: ثم عدتم إلى مضارب قبيلتكم يا سيدي؟
الطفيل: أما أنا فآثرتُ البقاء إلى جانب رسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة، وبقي معي بعض رجال قبيلتي، وعاد بعضها الآخر.
فوزي: هل قاتلتَ تحت لواء الرسول القائد يا سيدي؟
الطفيل (في همس): صلى الله عليه وسلم.. لقد فاتني القتال تحت لوائه الشريف في بدر وأحد والخندق، لأني كنت مشغولاً في قومي، أدعوهم إلى الله، وأجاهد وأكابد في دعوتهم، وهم يصدّون ولا يستجيبون..
فوزي: معنى هذا أنك قاتلت تحت لواء الرسول القائد في الغزوات الأخرى.
الطفيل: طبعاً قاتلت يا بني.. وقد حدثتكم قبل قليل عن خوضنا معركة خيبر، وإسهام الرسول الكريم لنا.
فوزي: هل شهدتَ فتح مكة يا سيدي؟
الطفيل: طبعاً شهدتُ فتنح مكة، وبعد الفتاح قلت لرسول الله
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): ابعثني يا رسول الله إلى ذي الكفّين، صنم عمرو بن حُممة أُحرّقه.. فبعثني رسول الله إليه فأحرقته.
فوزي: معنى هذا، أنه كان ناس من دوس ما يزالون مقيمين على عبادة الأصنام يا سيدي؟
الطفيل: أجل يا بني.. ولكنني بعد أن أحرقت صنمهم هذا، بانَ لمن تمسّك به أنه ليس على شيء، فأسلموا جميعاً.
فوزية: وأخبرتَ الرسول القائد بذلك يا سيدي؟
الطفيل: بل ذهبتُ إليه بنفسي لأخبره بما فعلتُ به، وبإسلام قومي على بكرة أبيهم.
فوزي: ففرح النبيّ الكريم بك وبما أنجزت من عمل عظيم يا سيدي.
الطفيل: وقصصتُ عليه ما كنت أرتجز به وأنا أحرّق الصنم ذا الكفين.
فوزية: لم تذكر لنا رَجزك هذا يا سيدي.
الطفيل: كنت أحرقه وأنا أرتجز:
يا ذا الكفين لستُ من عبادكا
ميلادنا أقـدمُ مـن ميلادكا
إني حشوتُ النار في فؤادكا
فوزية: هل كان هذا الصنم من خشب حتى احترق يا سيدي؟
الطفيل: نعم.. كان من خشب.
فوزي: ثم ماذا يا سيدي؟.. هل من ذكرى معيّنة لك مع رسول الله
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
فوزي (متابعاً): تحب أن تذكرها لنا؟
الطفيل: أذكر أنني عندما ذهبت إلى خبير ومعي ثمانون مجاهداً من دوس، وكان فيهم أبو هريرة، وقد أضاع غلامه الذي كان اشتراه ليخدمه، وظن أبو هريرة أنه قد هرب منه في الطريق، إذا الغلام يظهر فجأة، فقال له رسول الله.
الجميع: صلى الله عليه وسلم.
الطفيل (متابعاً): لأبي هريرة: هذا غلامك يا أبا هريرة. فدهش أبو هريرة دهشة عظيمة، أولاً لظهور غلامه فجأة، بعد أن ظن أنه هرب منه، وثانياً لمعرفة النبيّ بأن هذا غلامه.
فوزي: فماذا كان تصرف أبي هريرة يا سيدي؟
الطفيل: أجاب أبو هريرة على الفور:
فوزي: نعم يا رسول الله، وأنا اشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، وأُشهدك أنه حرٌ لوجه الله عز وجل.
فوزي: ثم ماذا يا سيدي؟
الطفيل: بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارتدت بعض القبائل العربية، وتنبأ طليحة الأسدي.
فوزي: أي ادّعى النبوّة.
الطفيل (متابعاً): فخرجتُ أنا وابني عمرو فيمن خرج لقتاله، فهزمناه، وأخضعنا قبائل نجد كلها.
فوزي: كان هذا في خلافة أبي بكر يا سيدي.. أليس كذلك؟
الطفيل: بلى.. ثم سرنا تحت لواء سيف الله خالد إلى اليمامة، لقتال مسيلمة الكذاب، وقد قاتلناه قتالاً مريراً، وكتب الله لي الشهادة في تلك المعارك الهائلة.
فوزية: أما ابنك عمرو، فقد قاتل قتال الأبطال من أمثالكم يا سيدي، حتى قُطعت يمينُه ولم يكفّ عن القتال.
فوزية: وتحدثنا كتب التاريخ يا سيدي، أن ابنك عَمْراً كان عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قبل خروج عَمْرو إلى اليرموك، فجاؤوا بطعام، وامتدت الأيدي إليه إلا يد عمرو، فقد تنحّى عمرو عن المائدة، فقال له أمير المؤمنين عمر:
مالك؟ لعلك تنحّيت لمكان يدك يا عمرو؟
فقال عمرو: أجل.
فقال له عمر: والله لا أذوقه حتى تَسوطه، أي تخلطه بيدك، فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك. وفي اليرموك.. قاتل ابنك عمرو قتال الأبطال، إلى أن سقط شهيداً، وارتفعت روحه إلى عليين.. إلى الفردوس الأعلى، حيث محمد وصحبه الأبرار.
مؤثرات: موسيقى الختام.