يا بني ...أسلم
المكان : احدى مدن الولايات المتحدة
الزمان :صيف عام 2007
الأشخاص : الأم جينا وابنها ميشيل
الجارة : أم عبد الحفيظ
ميشيل وعبد الحفيظ يذهبان إلى المدرسة ذاتها في الحافلة ذاتها كل يوم .
المشهد الأول :
الام جينا : هيا يا ميشيل أسرع ستحضر الحافلة لا تتأخر
ميشيل : إني جاهز يا أمي .. جاهز
الأم جينا : هذا زميلك المسلم جاهز قبلك ينتظر مع أمه وصول الحافلة
ميشيل :ها هي الحافلة قد وصلت الى اللقاء يا أمي الى اللقاء
الأم جينا : الى اللقاء يا ميشيل. ثم تنظر إلى جارتها لترى كيف يتصرف الفتى المسلم مع أمه
عبد الحفيظ : يمسك يد أمه ويقبلها ثلاثا ثم ينطلق إلى الحافلة وامه تدعو له
الأم جينا : يا له من تصرف جميل ! يا ترى لماذا يفعل هذا الفتى ذاك الفعل مع أمه !؟ يا ليت ابني ميشيل يفعل مثله ثم تنظر الى ظهر كفها وتفرك يديها وتعود الى البيت
الأم جينا تسأل نفسها : لماذا يقبل هذا الفتى كل يوم يد أمه ؟ ما معنى هذه الحركة ؟ لا شك إنه عمل في غاية الروعة ولكن الذي يحيرني ما الحكمة من ذلك ؟ فكرت قليلا ثم قالت تحدث نفسها : لماذا لا اذهب لزيارة هذه الجارة المسلمة واسالها وأعرف منها نعم أزورها.... غدا أزورها
المشهد الثاني :
في اليوم التالي وبعد ذهاب الأولاد إلى المدرسة
الأم جينا تقرع باب جارتها المسلمة : هالو مرحبا جارتنا هل تسمحين ؟
أم عبد الحفيظ : مرحبا ..مرحبا تسحبها إلى الداخل بودّ واحترام أهلا وسهلا بالجارة العزيزة
الأم جينا : لا تؤاخذيني على هذه الزيارة المفاجئة
أم عبد الحفيظ :أهلا وسهلا بك في كل وقت كيف أنت كيف صحتك كيف ابنك ميشيل معك ابني دائما يحدثني عنه إنه يحبه اي والله يحبه لأنه مؤدب وخلوق
الأم جينا : شكرا. شكرا هذا لطف منك يا سيدتي وكذلك ابني ميشيل يحدثني دائما عن ابنك
وهذا ما شجعني على الزيارة لنتعارف ونقترب من بعضنا أكثر
أم عبد الحفيظ : اهلا وسلا ومرحبا بك يا جارتي العزيزة
الأم جينا : في الحقيقة هناك سؤال يدور في خاطري لا أعرف كيف أوضحه لا أعرف كيف استفسر عنه لا تؤاخذيني اني خجلة منك
أم عبد الحفيظ : لا تخجلي ولا تهتمي اسألي عن ما بدا لك
الأم جينا : إني جدا معجبة من تصرف ابنك حماه الله معك وعلى الأخص عندما يقبل يدك صباحا قبل ان يصعد إلى الحافلة
أم عبد الحفيظ : تضحك ... إنه يحبني ويحترمني ولا يردّ لي طلبا ولا يخالف لي أمرا
الأم جيتا : ولكن .. ما الحكمة ما السرّ في تقبيل يدك كل يوم ما معنى ذلك ؟
أم عبد الحفيظ : لقد فهمت عليك وسوف أشرح لك
الأم جينا : يا ليت يا جارة ليتك تشرحي لي بالتفصيل
أم عبد الحفيظ : نحن مسلمون يا جارة وديننا الإسلام يأمر الابن ان يحترم والديه ويطيعهما ويرعاهما وعلى الأخص عندما يصيران في سنّ الشيخوخة فإن جزاء هذا العمل هو رضا الله ودخول الجنة والعكس صحيح في حالة العقوق والنكران فله من الله اللعنة وعذاب النار في الآخرة
عندنا يا جارة رضى الله في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما لهذا يحرص أبناؤنا على كسب رضا الله في رعاية الوالدين والإحسان إليهما وخدمتهما...اعترافا بفضل الوالدين وتقربا لله عزّ وجلّ
الأم جينا : إني أسمع عجبا .. لأول مرة في حياتي أسمع مثل هذا الكلام هل هذا في دينكم أنتم المسلمين ! ! وإن كبر الولد وصار رجلا ؟
أم عبد الحفيظ : نعم وإن كبر الولد وصار رجلا وصار له اولاد فإن أولاده يفعلون ذلك له ولنا أيضأ
الأم جينا : بعد أن سمعت هذا الكلام انفجرت في البكاء وأخذت دموعها تنهمر من عينيها
أم عبد الحفيظ : ما بك يا جارة لم البكاء والنحيب هل قلت شيئا مزعجا ! هل تكلمت كلاما مسيئا !؟
الام جينا : لا... لا.. إنما أبكي على نفسي أبكي على الذي سيحلّ بي غدا إذا كبر ولدي وبلغ السنّ القانوني فإنه لا شكّ سوف يتركني لوحدي سوف يتخلى عني وربما لم أعد أراه إلا في المناسبات ربما لا أراه في العام أو العامين مرة
سأبقى يا جارتي وحيدة بلا معيل ولا راع يرعاني وأنا اصلا لا أحد لي آه .. آه ماذا أفعل ؟ أرجوك دليني ماذا افعل ؟
أم عبد الحفيظ : اصبري يا جارة اطرحي هذه الأوهام من رأسك ابنك مؤدب وأخلاقي ويحبك ولا يمكن أن يتركك ويتخلى عنك
الأم جينا : اصدقيني يا جارة هل أنت جادة بكل الذي ذكرتيه هل هذا في دينكم ؟
أم عبد الحفيظ : نعم هذا ديننا وبهذا نعبد الله ونطلب رضاه
الام جينا : مفهوم ...مفهوم أرجوك سامحيني ..
المشهد الثالث :
الأم جينا وابنها ميشيل أمام باب أحد المساجد ينظران الى داخله ويراقبان الخارج والداخل.. ثم...
الأم جينا : هيا يا ميشيل هيا يا بني أدخل ذاك هو القس المسلم (امام المسجد ) اذهب اليه ولا تنس حرفا من الذي قلته لك
ميشيل : حاضر يا أمي حاضر سوف اذهب إليه فقط انتظريني أنت حتى أخرج
الأم جينا : اذهب أسرع سأنتظرك
ميشيل : يدخل ولكنه مرتبك. مضطرب يلاحظه حارس المسجد
الحارس : إلى أين يا فتى ؟
ميشيل : أريد أن أقابل القس ذاك ( ويشير بأصبعه الى الإمام )
الحارس : ليس لدينا قس هذا إمام المسجد الشيخ إبراهيم
ميشيل : هو ذاك أريد أن أقابل الشيخ ابراهيم
الحارس : تفضل ..يذهب معه .. السلام عليكم يا شيخ إبراهيم
الشيخ ابراهيم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. خيرا ؟
الحارس : هذا الشاب يريد مقابلتك !
الشيخ إبراهيم : أهلا وسهلا .. تفضّل يا بني يذهبان إلى غرفة الشيخ
ميشيل : دون مقدمات ..أريد أن أصير مسلما يا سيدي
الشيخ ابراهيم انتفض وصاح بلا وعي : ماذا ... ماذا تريد ؟
ميشيل : صار يرتجف من الخوف ... لا شيء يا سيدي لالا شيء لكن أمي تريدني أن أصير مسلما
الشيخ ابراهيم : لا تخف يا بني ..لا تخف .. اجلس ..اجلس وأخذ الشيخ يلاطفه ويحادثه حتى هدأ .. هل أمك من طلب منك ذلك يا بني ؟
ميشيل : نعم يا سيدي هي ارسلتني إليك
الشيخ إبراهيم : ما اسمك يا بني ؟
ميشيل : اسمي ميشيل دانفر نحن اصلنا من بوسطن يا سيدي
الشيخ إبراهيم : لماذا تريد أمك ان تصير مسلما ! ؟
ميشيل : قالت لي : من أجل أن تبقى تحبني وأحبها إلى آخر العمر ! !
الشيخ إبراهيم : وهل أمك مسلمة يا ميشيل ؟
ميشيل : لا يا سيدي أمي تذهب كل يوم أحد إلى الكنيسة
الشيخ إبراهيم : وأين هي الآن ؟ هل تأخذني اليها ؟
ميشيل : هي تنتظرني عند باب المسجد
الشيخ ابراهيم : هيا نذهب إليها .. هل أمك تحبك يا ميشيل ؟
ميشيل : يضحك ..إنها لا تستطيع الصبر بدوني يا سيدي ها هي أدعوها لك ؟ تعالي يا أمي
الأم جينا : تتقدم ببطء حتى تقف بجانب ابنها أمام الشيخ
الشيخ إبراهيم : هل حقا تريدين أبنك أن يترك دينه ويعتنق دين الإسلام ؟
الأم جينا : نعم أريده أن يصير مسلما !
الشيخ إبراهيم : ولكن لماذا يا سيدتي ؟
الأم جينا : تريد الحقيقة ؟ إذن اسمعني جيدا ( وأخذت تحدثه عن جارتها المسلمة وابنها عبد الحفيظ وعن الحديث الذي جرى بينها ) لهذا السبب أريد ابني مسلما مثل زميله عبد الحفيظ ليهتم بي ويرعاني اذا كبرت في السنّ وأن لا يتركني فليس لي أحد غيره هل عرفت لماذا أريده أن يدخل في دين الإسلام ؟
الشيخ ابراهيم : هزّ رأسه وقد أخذته الدهشة وأخذ يتمتم :
سبحان الله ما أعظم الإسلام .. ما أرحم الإسلام.. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
وسوم: العدد 712