مفيد وفواز صديقان متلازمان .
عليك توكلنا فخذ بأيدينا برفق إلى ما يرضيك عنا يا رب العالمين.
المشهد الثاني :
الصلاة يا مفيد هي محبوبتي ولن أتأخر عليها ولن أتخلى عنها أستعين بالله على أدائها على الوجه الذي يرضيه عني .
لا تتأخر هه ..ه.ههههههههههه
مفيد = دعني أمارس بعض طقوس الذكريات لا تقطع توهج فكري بخيالات لامعة مثل الأنين بعبثك
فواز = إني هنا يا صاحبي كي أوقد شمعة في درب عمرنا المغمور بالليل البهيم
مفيد = إن هذا الليل نعمة كبرى فيه نمارس طقوس الحالمين ونمتاح فيه بعض ذكريات العمر السعيد
فواز = كل الذي تقوله مقبول ولكن ليس في ليلنا هذا شيء إلا همّ وهمّ جديد
مفيد = قد يكون هذا الهمّ مثل حصان يجرّ خلفه عربة مليئة بأخبار سعيدة لكن الأمر يحتاج صبرا يا فواز
فواز = تالله إن أحلامك لا تزال صلبة وعنيدة
مفيد = ألست يا معاذ تؤمن بالله العظيم ؟ ألست تؤمن أن الله قادر أن يأتي بالفرج بعد هذا الضيق ، فيغمرنا بفرح عميم ؟ فقط سبّح وتضرّع وقل يا ربّ ، وهو سميع قريب مجيب
فواز = آمنت بالله ولكن كاهلي لا يقوى على حمل المزيد بعد هذا العمر
مفيد = قلت : سبّح وتضرّع واعتصم بالله وسيأتيك الفرج بعد كل هذا الضيق لا تيأس .. لا تيأس يا صديقي
فواز= اللهم اجعلني من الصابرين وقوّني بفيوض رحمتك يا أرحم الراحمين واملأ قلبي باليقين
مفيد = آمين.. آمين يا ربّ العالمين هذا يا فواز ما يبدد ظلام ليلنا ويقربنا من فجر أحلامنا الصبر .. والتضرع .. والتوكل على ربّ العالمين
فواز = يا ربّ لا تحرمنا أجر ما نعاني ولا تتركنا لأنفسنا ولا لنوازع الشيطان،
مفيد = الباب يقرع من بالباب من الطارق ؟
فواز = افتح أنا فواز
مفيد = فواز..! يا مرحبا يا مرحبا ..تفضّل
فواز = جئتك بطعام الإفطار .. أردت أن نفطر سوية ما رأيك ؟
مفيد = وهل يحتاج هذا إلى سؤال ! هذا عمل ممتاز تبدأ به يومك
فواز = كيف كان نومك ؟
مفيد = كالعادة بعد أن ذهبت أنت ذبلت عيوني فأطفأت مصابيح فكري وشموع خيالي واستسلمت للنوم . أنت كيف كان نومك ؟
فواز = ما إن وصلت للبيت حتى طرحت جسمي على الفراش ونمت كالقتيل ولم يوقظني إلا أصوات الباعة وزعيق السيارات .
مفيد = ألم تصلي الفجر يا فواز ؟
فواز = بلى .. حالما استيقظت اول ما فعلته الصلاة.... أرى الدموع في عينيك يا مفيد، ما بك ما الخبر ؟
مفيد = هذه أول مرة على ما اذكر منذ أن وعيت على الدنيا لم أصلي الفجر ولم استيقظ للصلاة ! يا خسارة .. أستغفر الله ....أستغفر الله
فواز = لقد امتدّ بنا السهر اللية الفائتة كيف حدث ذلك لا أدري
مفيد =أذكر يا فواز أن أحد أصدقاء الدراسة ذكر لي يوما أنه تواعد مع محبوبته ( والعاذ بالله ) طبعا هو يسميها محبوبة وهي تلعب به نظرا لصفاتها التي ذكرها لي ، المهم أنهما تواعدا أن يذهبا في نزهة تمتد من الصباح حتى المساء يستمتعان فيها معا وذكر لي أنه تلك الليلة نام متأخرا واستيقظ مبكرا حتى لا يفوته الموعد مع محبوبته ، وقال معقبا : ( هذه أول مرة في حياتي استيقظ قبل طلوع الشمس ) وقال : لقد استيقظت منتعشا نشيطا كأني نمت الليل كله.
فواز = المغزى من ذكر هذه القصة ؟ ما المقصود ؟
مفيد = يا ذكي الفهم تكفيك الإشارة
فواز = أتريد أن يتخذ كل منّا محبوبة يتواعد معها كي يستيقظ مبكرا نشيطا ؟ !
مفيد = نعم هذا الذي قصدته .
فواز = استغفر الله .. استغفر الله .... ولكن حسنا .. لا بأس سأذهب الآن وأبحث عن محبوبتين واحدة لي وواحدة لك
مفيد = يا فواز... يا فواز .. لا تتغابى ولا تلجأ إلى المزاح
فواز = إذن كيف نحصل على محبوبة كي نستيقظ مبكرين ونشيطين ! !
مفيد = أنا أقول لك : ألست تؤمن بالله ؟ ألا تحبّ رسول الله ؟
فواز = وهل تشكّ في ذلك يا مفيد ؟
مفيد = وكيف نتواصل مع الله ونطلب منه الرضى والمغفرة و التوفيق والهداية ودخول الجنة أليس بالصلاة ؟
فواز = نعم وهي الأهم في حياتنا
مفيد = إذا صلحت صلاة العبد صلح سائر عمله أليس كذلك ؟
فواز = أحسنت يا خليل روحي وصديق نفسي ماذا تريد ..افصح !
مفيد = بصراحة ... أريد أن أتخذ من الصلاة محبوبة لي أواعدها كل صباح عند الفجر أستيقظ مبكرا حتى لا أتأخر عليها ما رأيك !
فواز = وأنا كذلك .. وهل نجد خيرا منها محبوبة
مفيد = إذن .. إذا اردت ملاقاتي اذهب إلى حيث ( تقيم ) محبوبتي تجدني معها
فواز = الآن يا مفيد ملكنا المصباح حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح الى اللقاء.