مقابلة مع البروفسور مصطفى كبها

مقابلة مع البروفسور مصطفى كبها

سيمون عيلوطي

لأهمية القضايا التي يطرحها الكتاب، وللوقوف بشكل خاص على الأمور التي تم طرحها لأول مرة، توجّهنا إلى البروفسور مصطفى كبها بالسؤال التالي:

*ما هي أوجه الخلاف بين الرواية الإسرائيليّة الموثّقة في ارشيفاتهم وبين الشهادات الشفويّة التي أجريت مع معتقلين كانوا ما زالوا على قيد الحياة في فترة إجراء البحث؟

إجابة: لا يوجد اختلاف كبير بين ما هو موجود في الإرشيفات  وبين ما سمعناه في الروايات الشفوية، الاختلاف هو في تناول المصادر التاريخية الإسرائيلية المكتوبة لهذه القضية والتي اختارت إما أن تتجاهلها وإما أن تجملها وتقلل من قيمتها وحجم تأثيرها على قضايا مفصلية كتفريغ القرى من سكانها وتهجيرهم إلى خارج وطنهم .

*لماذا في رأيك لم يكتب لغاية اليوم، عن بعض ما يتطرق له الكتاب مثل: قضية معسكرات العمل التي أقامتها السلطات الإسرائيلية للمعتقلين وقضية بداية تشكّل معالم العلاقة بين الأقليّة العربيّة وجمهور الأغلبيّة ومؤسسات الدولة في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ تلك العلاقات؟

إجابة: ربما لأن مصطلح "معسكرات العمل" يذكر بأيام مظلمة في تاريخ الشعب اليهودي أثناء الحرب العالمية الثانية، أما فيما يتعلق ببداية تشكّل العلاقة مع الأقليّة العربيّة فهناك الكثير من التعتيم والتعويم على طرق الإخضاع والترويض(ومن بينها الإذلال من خلال الاعتقال) التي اتبعتها السلطات الإسرائيلية تجاه أبناء الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة فيها .

*هل سياسة الاعتقالات التي يبحثها الكتاب والتي شملت آلاف الفلسطينيين في تلك الفترة، حققت الأهداف التي أرادتها اسرائيل من خلال هذه الاعتقالات؟

إجابة: كان تحقيق الأهداف جزئيا خاصة فيما يتعلق بعمليّة الإخضاع أو عمليّة التهجير لمن تبقى من أبناء الشعب الفلسطيني، والأهم أن الاعتقالات لم تفلح بشكل كامل بكسر شوكة من قاوم عمليّة طمس الهويّة الفلسطينيّة ومحو أولياتها.

*ما هي الشهادة التي استوقفتك وأثرت بك من بين شهادات الأسرى من الشيوخ القلائل المتبقين على قيد الحياة؟

إجابة: جميع الشهادات كانت مؤثرة وأضافت دائماً أبعاداً وتفاصيل جديدة ولكن كانت هناك ثلاث شهادات بكى أصحابها عندما وصفوا عودتهم إلى البيت والتي كانت تعني لذويهم عودتهم إلى الحياة، وذلك لأن أهلهم كانوا يعتقدون بأنهم ليسوا من الأحياء.