مع الشاعر والناشر جهاد أبو حشيش

أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع

الشاعر والناشر جهاد أبو حشيش

في لقاء خاص بالبيت الأدبي- الزرقاء

جهاد أبو حشيش

يعلن تبني الدار لدعم التجمعات الثقافية الفاعلة التي تهتم بالكتاب الشباب

لم يكن  لقاء البيت الأدبي الشهري الخامس والتسعون يوم الخميس الماضي الموافق 2012/10/4 عادياً، بل مميزاً بضيفه الشاعر والناشر جهاد أبو حشيش مدير دار فضاءات للنشر والتوزيع ، ابتدأ اللقاء الذي قدّم له  مؤسس ومدير البيت الأدبي القاص أحمد أبوحليوة بالقول: إننا نرحب بمدير دار فضاءات  التي استطاعت من خلال سنواتها القليلة الخمس أن تكون واحدة من تلك الدور المهمة التي تُعنى بالكتاب الأدبي والثقافي والفكري وتؤسس لرؤية جديدة وعملية في عالم النشر عربيا حيث يتجاوز الناشر مهمته التقليدية ليكون بمثابة مديراً لأعمال المؤلف والمبدع بحيث يُستحضر الربح التجاري كوسيلة وحاجة للاستمرار لا غاية بحدّ ذاتها.

   مدير الدار الشاعر جهاد أبو حشيش أثنى على تجربة البيت الأدبي، وأكد على رسوخها في الساحة الثقافية الأردنية، مثنياً على الدور الذي لعبه القاص أبوحليوة مؤسس البيت الأدبي والحاضن الرئيس له والمخلص لفكرته التي انطلقت عام 2004.

   لينطلق بعد ذلك في الحديث عن حياته طفلاً تعلّم القراءة بالقوة والعنف والصدفة، ليتعلم بعد ذلك فنون الحياة من خلال معلمته الخالدة المتعملقة والمتعمقة في وجدانه أمه زينب، وصولاً إلى من ترك بصمة واضحة في فكره وفلسفته الخاصة للوجود ورؤيته الإبداعية وهو أستاذه الناقد والمفكر الكبير كمال أبو ديب.

ثم قرأ مقطعاً من قصيدة شعبية بعنوان "مدي الأرض"، ليتبعها برائعته الحرة "زينب".. 

هل تعرف زينب؟

امرأة لا تعرف كيف تفك حرف العمر

لا تعرف كيف تكيد الجارات إذا ازدحم القهر

لم تتقن يوما ترتيب الزينة فوق الخد

ولم تعرف عينيها الكحل 

هل تعرف زينب؟

في حقل القمح تزين لعبتها بالعشب

تركض حافية القلب

إذ يبكى أول طفل بين يديها 

شدتها السُّرة

بعض دمٍ يرتاح على تعب الوقت

تعود للعبتها.

هل تعرف زينب؟

امرأة تركض وسط حقول الموت

ولا تتعب

تحمل كمشة أطفال في العينين

على الظهر رضيع 

ما غادر أول وردات العمر 

ناغته الطائرة بكيس الرمل المهروس 

من شاهد في تلك اللحظة زينب

يعرف أن الله إذ يتجسد لا يتجسد إلا في زينب

كنت اشد على الثوب بقلبي

وقلبي بلح

احاول أن أعتلي اشجارها 

علني أفر من هياكل الجند والشاحنات، أزيز الرصاص

ولكنني لولا اصابعها القابضات على جمر لحمي

طرف الطريق، إخوتي، وردة في الخراب 

لما كنت اروي الرواية

ولا كنت اعرف كيف الم ورود الصبايا

ببعض القمر

هل تعرف زينب؟!

امرأة

حين فر الذكور \الجنادب من القيظ

والطائرات الكسولة

حملت في خطوها الطريق 

نسوة كالحريق

يلملمن ما تيسر من عنب الروح 

السماء تمطر اثقالها

وأنا صرت في لحمها كالقروح

: أدفنيه هنا

واسلمي

صوته لا يُرى

الزمان المكان اليمين الشمال الجنوب

كل ارض غرقت في عين زينب

نهدها صار بلادا

:قلت أشرب

وبكيت

ثم قرأ   "ذهول أصابعها أخضر " من ديوان "لأنها تأخرت". الصادر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع.

و مسترسلا في الحديث عن تجربة دار فضاء ات للنشر و التوزيع و الطباعة و ما تحمله من رسالة ، جسد   السيد جهاد  ابو حشيش سياسة الدار ورؤيتها، في تعهده على تبني الدار دعم طباعة و نشر وتوزيع كتاب سنوي للبيت الأدبي، مبرهنا بذلك عن الفعالية المتوخاة من دور النشر  ومسارها  الذي تأخذه دار فضاءات على عاتقها كرائد في المشهد الثقافي العربي، ما أثار مجموعة من الآراء والنقاشات التي أثنت على المقترح وأشادت بدعم الدار للتجمعات المهتمة بالكتاب وسياستها التي تشجع الكتاب الشباب على وجه الخصوص، بعيداً عن الشخصنة والأمراض التي تشوب المشهد الثقافي، وقال أبو حشيش أن الدار تدرس مدى فاعلية الكثير من الصالونات الفاعلة واهتمامها بالكتاب الشباب ليصار إلى دعمها.