حوار مع الأديب التونسي رضا سالم الصامت
حوار مع قلم حر
حوار مع الأديب التونسي رضا سالم الصامت
"أبو أسامة"
القصة والحكاية - مقالات بتتكلم عربي و قلم حر
رضا سالم الصامت
حاوره : سلمان الدالي – الكويت
عرف الكاتب رضا سالم الصامت بقلمه الحر و بغزارة كتاباته ، فأصدر عديد الأعمال القصصية الخاصة بأدب الناشئة و عديد المقالات الصحفية ، وكتب المسرحيات ، منها مسرحيته الشهيرة " صاحب القميص الأحمر" التي ترجمت الى اللغة الفرنسية و مسرحية " الأمير سوفان و شيخ الصحراء زرقان " و"الفراشة الصغيرة" وغيرها ، وكتب قصص الأطفال والقصص القصيرة التي نشرت له في عديد المواقع الألكترونية و الصحف و على موقع نادي القصة أبو القاسم الشابي . كتب المقالات وشارك في عدد كبير من المؤتمرات العربية والدولية . ورغم قيمته الأدبية والفكرية فهو صاحب شخصية متواضعة ، يولي عناية كبيرة إلى أدب بلده ، ويقدمه في كثير من الملتقيات الأدبية العربية ، ولم يدخر جهدا لإعطاء نبذة عن مسار القصة في هذا اللقاء الخاطف نسأل أستاذنا أبو أسامة :
كيف ترى القصة في تونس ؟
القصة في تونس بخير ، تحتوي على بعض القطع الأدبية والصور القلمية التي تنتمي إلى عالم القصة الواسع ، لكن القصة بشكلها المتعارف عليها فنيا لم تصدر إلا مع بداية الاستقلال و بداية نشأة الدولة الحديثة بدأت تصدر بعض المجاميع القصصية تأكد على تجذر هذا الفن وبلوغه مرحلة النضج والتطور .
هل تأثرت القصة مع الشرق ؟
في فترة الاستعمار الفرنسي لم تكن هناك منافذ للثقافة غير الثقافة التي تأتي من الشرق نظرا لانتقال الكتاب التونسيين للشرق والتأثر الكبير بما يكتب . و هذا طبيعي بتأثر القصة مع أدب الشرق العربي
و ماذا عن الرواية في تونس ؟
لأسباب عملية كثيرة لم تكن هناك صناعة كتاب يمكن من خلالها نشر الروايات ، والصحافة لم تشع على النشر . فلم يكن متيسرا في ذلك الوقت كتابة رواية بل قصة قصيرة تتطلب درجة أقل من التفرغ . فقد ارتبط الناس وقتها بمشاغل الحياة ، مع وجود أقلية متعلمة . و لكن برز بعض الكتاب أمثال محمود المسعدي صاحب رواية " السد " و حدث أبو هريرة قال الخ
و ماذا عن تجاربك الشخصية في الكتابة القصصية للأطفال؟
من تجاربي قصة " الحاكم الغريب و أهل البلد " و هي تعبر عن حاكم يعيش حياة البذخ و الترف و كل الناس تهابه ، فاستغل خيرات البلاد و أدخل الرعب في قلوب الناس و سرق ثرواتهم إلى أن أصبحوا يعيشون الخصاصة و الحرمان والبؤس فالتجئوا إلى الهروب لتجاوز الواقع المرير فهي قصة فيها عبرة لمن يعتبر من حكام فاسقين و فاسدين طغوا في البلاد و ظلموا العباد فكان مآلهم و جزاؤهم الموت أو السجن أو العيش منفيا في ذلة و مهانة بعد العز و مظاهر البهجة المزيفة التي لا تدوم.
ما الإضافة الحقيقية في كتابة القصة ؟
القصة الواقعية الاجتماعية من أنضج ما كتبه كتاب القصة في تونس بصفة عامة ، و تصل إلى أرقى مستويات القصة في المشرق العربي ، ومن روادها بوراوي عجينة و هو من مؤسسي اتحاد الكتاب التونسيين و أصدر موسوعة القصص العربية في تونس في القرن العشرين و حصل على جائزة أبو القاسم الشابي لسنة 2006 عن مجموعته القصصية " لمسات متوحشة " و ما يتصف به هذا الاتجاه القصصي من تنويع من حيث الايقاع والأسلوب فجاءت التجربة القصصية الواقعية ناضجة حاملة لشحنات عاطفية واقعية تعبر عن الأدب التونسي تعبيرا قويا .
القصص التي استثمرت الحكاية الشعبية قليلة ولكنها متميزة ؟
صحيح هي قليلة ، و لكنها متميزة بالتوازي مع القص الواقعي ظهرت الحكاية الشعبية المهتمة بالتراث الحكائي ومعالجته فنيا ، ومن أكثر الإسهامات القصصية تميزا في هذا الاتجاه الأدبي اخترت شخصيا أن تكون أعمالي الأدبية سواء مقالة أو قصة أو مسرحية تنطق و تتكلم عربي و تترك بصمة حقيقية ، والدليل أن نشرت لي مجموعة من القصص في عديد المجلات و المواقع الألكترونية فأطلقت على هذا التناول القصصي إن صح التعبير عنوان "قصص و حكاوى الأطفال " حيث تراءى للبعض أنه قص شعبي في قالب عصري . و من ضمن هذه القصص الهادفة ابن صياد السمك و الملك لقمان و الأسد نيرون و صديقه القرد سرون و سوسنة و الخاتم السحري و قصة الحطاب محبوب و الثعبان ناكر الجميل الخ ...