حوار مع الأديب مقداد حودي اوغلو
من بلد الإبداع والمبدعين
الموصل الحدباء / بلد الرافدين
حوار: حسن تقي الرشيدي
العراق - الموصل
شاعر مبدع من طراز خاص له باع طويل في الشعر التركماني بكل أنواعه إنه علم من أعلام مدينته تلعفر التي هي مدينة الجميع ، مدينة العلم والأدب والتراث إنه الشاعر مقداد حودي اوغلو الشاعر المتألق دائما في سماء الشعر ، فشعره كحديقة غناء تبتسم فيها أنواع الورود والثمار ، فبهذا الشعر البديع يقتحم القلوب ويعطرها بأريج الحب والوفاء والإخلاص ، لشاعرنا المحبوب مكانة عالية ومرموقة في المجتمع يحبه الجميع وخاصة الأدباء والكتّاب والشعراء .وشاعرنا في الوقت نفسه هو فارس من فرسان المنابر الذين يبلغون الرسالة السمحاء فقد صدحت حنجرته الذهبية بالدعوة إلى الله عز وجل لأكثر من سبعة أعوام ، ومن أجل أن نعرفكم على شاعرنا الموهوب أجرينا معه هذا الحوار لأن مبدأ الإسلام هو الحوار:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمته الله وبركاته
س1: ما هي بطاقتكم الشخصية؟
ج1: مقداد جميل خليل الملقب بمقداد حودي اوغلو تولد 1965 حاصل على شهادة الإعدادية متزوج ولدي (6) ستة أولاد.
س2:متى بدأتم بكتابة الشعر ؟وما هي الصحف والمجلات التي تنشرون فيها؟وهل أصدرتم مجموعة شعرية ؟
ج2: كانت بداياتي في مطلع الثمانينات وأول صحيفة نشرت فيها نتاجاتي الأدبية هي جريدة (يورد) بمعنى الوطن التركماني ثم نشرت في العديد من المجلات والصحف العراقية (مجلة الإخاء وصوت الإتحاد والبيرق وجريدة الترجمان وتلعفر إيلي و.. و.. )ولدي الكثير من المشاركات المنبرية في بعض المحافظات كالموصل وكركوك و..و.. وأصدرت مجموعة شعرية بعنوان( جسر المحبة) تحتوي على (28) ثمان وعشرين قصيدة متنوعة ، طبعت في اسطنبول بتاريخ 2004 وأطمح في المستقبل القريب أن أطبع مجموعتي الثانية إن شاء الله.
س3: ما هي غاية الأديب التي يريد أن يصل إليها من خلال كتاباته الأدبية ؟
ج3:الأديب عندما يكتب نوعا ما من الأدب كالشعر والقصة والمقالة والمسرحية و.. فإنه يحمل فكرة وهاجة يريد إيصالها بطريقة حكيمة تربوية علمية إلى عقول الناس وخاصة المثقفين منهم ، فلهذا السبب نحن نقول دائما على الأديب أن يسخر قلمه وما يملك من طاقات للدفاع عن الناس البسطاء والمظلومين والمحتاجين لا أن يكون بوقا للظلمة وأعوانهم .
س4: باعتقادكم ما هو الدور الذي لعبه الأدباء في مجتمعاتهم ؟
ج4: للأدباء دور بارز في معالجة الكثير من قضايا المجتمع فإنهم كالمرآة التي تعكس إيجابيات وسلبيات المجتمعات وكانوا الصوت الناطق لشعوبهم في كل العصور .
س5: هل تعنون أن هناك علاقة وطيدة بين الأدب والمجتمع ؟
ج5: أخي العزيز لم ينكر أحد على مدى التاريخ العلاقة بين الأدب والمجتمع ، فلنرجع إلى الوراء ولنتأمل في الأدب اليوناني كالشعر القصصي وهي تصور الحروب والذين استبسلوا فيها من الأبطال ، وكذلك في العصر الجاهلي كان الأدب بأنواعه يصور حياة العرب ويصور عاداتهم وتقاليدهم ، وكان البيت من الشعر يرفع القبيلة أو يخفضها ولذلك ما كانوا يفرحون بشيء فرحهم بشاعر ينبغ في القبيلة ،والأمثلة كثيرة .
س6:شهدت الأعوام المنصرمة نهضة واسعة في مجال الشعر بكافة أنواعه من خلال المسابقات التي أقيمت في بعض الفضائيات كشاعر العرب في المستقلة وأمير الشعراء في قناة أبو ظبي ، فكيف تنظرون إلى هذه النهضة والتقدم ؟
ج6: قناة المستقلة هي السباقة دائما في احتضان الشعراء والاهتمام بهم من خلال برامجها الجميلة والمسابقات التي تقام فيها كمسابقة شاعر العرب وغيرها ، وكذلك الحال مع شقيقتها قناة أبو ظبي الفضائية التي تهتم بالشعر وبالشعراء اهتماما بالغا وتقيم المسابقات كمسابقة أمير الشعراء ، وأنا كشاعر تركماني أتمنى أن تتبنى القنوات التركمانية مثل هذه المسابقات والنشاطات كقناة تركمن ايلي لتكون متنفسا وحافزا لشعرائنا المبدعين .
س7:بمن تأثرتم من الشعراء الأعلام ؟
ج7:تأثرت بكثير من الشعراء الأعلام العرب كالجواهري والسياب وأحمد شوقي ومحمود درويش وغيرهم ،ومن الشعراء التركمان كفلك آوغلو وساعد آوغلو ورضا جولاق وقاسم صاري كهية وغيرهم فلقصائدهم طعم خاص ونكهة طيبة كاختيار المواضيع والعبارات والمفردات الجميلة فإنهم حقا نجوم في سماء الشعر وكذلك كل من يسير على نهجهم وينهل من موردهم .
س8: هل عملتم في مجال الإعلام ؟ وما هي أبرز الأعمال التي قمتم بها؟وهل أرسلتم ببعثة إلى خارج الوطن؟
ج8: عملت مذيعا في إذاعة تلعفر عام 2004 ومن ثم انتقلت إلى الموصل / الرشيدية للعمل في الإذاعة التركمانية بصفة مقدم برامج ولمدة ثلاث سنوات ، علما أني أرسلت ببعثة مع مجموعة من الإعلاميين التركمان إلى تركيا لغرض المشاركة في الدورة المقامة هناك للصحافة العامة ولمدة شهر وكان ذلك بتاريخ 2002 في أنقرة وحصلت على درجة جيد جدا
س9: ما المنصب الذي تشغلونه حاليا ؟
ج9: رئيس منتدى الأدباء والشعراء الشعبيين في العراق/الموصل/ فرع تلعفر ، من تاريخ 2010 ولحد الآن.
س10: كيف تنظرون إلى الماضي وكيف تتعاملون مع الحاضر وكيف تتطلعون إلى المستقبل ؟
س10:الماضي سراج منير من أيام حياتي أعتز به واستمد منه الكثير لأنه مستودع للعبر والتجارب وأربطه في حاضر حياتي لتكتمل صورتي الأدبية وأتطلع إلى مستقبل مشرق بكل آفاقه لي ولكل المبدعين فالإنسان المبدع يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل .
س11: ماذا تقولون في ابنكم الشاعر وعد مقداد حودي اوغلو الذي يرتقي بإمكانياته المحدودة إلى سماء الشعر ؟ وما هو رأيكم إذا أصبح في المستقبل أفضل منكم ؟
ج 11:الأب المثالي يفرح ويسعد أن يكون ابنه مثله أو أحسن منه لأن الابن هو ثمرة الأب , وكذلك المعلم الناجح يتمنى أن يكون تلميذه أفضل منه في المستقبل فهذا شرف عظيم للمعلم , فأنا سعيد غاية السعادة حينما أرى ولدي العزيز (وعد) وهو يلقي الشعر أمام الجماهير أو أرى له نصا أدبيا في جريدة أو في مجلة معينة وأتمنى كل أولادي أن يكونوا مثله .
س12: شيء جميل أن يبدع الإنسان في أكثر من مجال ، فشمسكم بازغة في الشعر والإعلام إضافة إلى الخطابة فهذا الإبداع نور على نور ،فماذا تعني لكم الخطابة ؟وأين مارستموها ؟
ج12:الخطابة نوع من الأدب الرفيع وهي الوسيلة الأكثر انتشارا والأقوى تأثيرا لتنمية المبادئ والقيم وإنها بمفهومها العام لا أعتقد أن مجتمعا من المجتمعات يستغني عنها لأنها مشافهة مع الجمهور على اختلاف توجهاتهم وثقافاتهم لغرض التأثير عليهم واستمالة قلوبهم ودعوتهم إلى الله ، والخطابة وسيلة تربوية تعليمية تثقيفية وإعلامية وفيها الأمر وفيها النهي و..و.. لأن المسجد بشكل عام هو المعبد هو المدرسة هو البرلمان هو دار القضاء و..و.. وقد مارست الخطابة فعليا في جامع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تلعفر لمدة (7) سبعة أعوام من 1998 ولغاية 2004 ثم اعتزلت لأسباب خاصة .
س13: كيف يكون الخطيب ناجحا ومؤثرا؟
ج13: الجواب على هذا السؤال طويل ومتشعب كثيرا ولكن نذكر بعض الأمور ، فالخطيب عليه أن يكون متفقها في العلوم الشرعية وملما في قواعد اللغة العربية وأن يعرف شروط الخطابة الأساسية وأن يجعل القرآن والسنة معينه الذي لا ينضب أبدا ، وأن يكون حسن الصوت ويتفاعل مع الموضوع بجدية وأن تتفق حركات يده وتقاسيم وجهه مع الكلام الذي يقوله ، وأن يكثر من ضرب الأمثلة الواقعية المعاصرة وأن يبتعد عن الحكايات الخرافية والأحاديث الموضوعة وأن يكلم الناس على قدر عقولهم وأن يكف عن توبيخ الحاضرين واتهامهم بتوجيه النقد الجارح لهم وان يكون قدوة للآخرين في كل شيء و..و..
س14: كيف تقيمون مستوى الشعراء والخطباء اليوم ؟
س14: كلهم خير وبركة إن شاء الله ونتمنى لهم المزيد من الإبداع كل في مجال تخصصه .
س15: وفي مسك الختام هل توصون جمهوركم بشيء ؟
ج15: أوصي نفسي أولا وأوصيهم ثانيا بقوله تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) آل عمران /102
وفي الختام نشكر الشاعر الأصيل على هذا اللقاء الكريم والحوار الجميل الممتع فإننا بحق قد سافرنا معه في عالم الشعر والقوافي وكذلك في عالم الخطابة ونتمنى له من أعماق قلوبنا العمر المديد مع العمل الصالح والعطاء الثر الذي لا ينقطع أبدا سواء في مجال الشعر أو في مسلك الخطابة والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ،وكذلك نقول لإخواننا الشعراء والكتّاب من جميع الأطياف والقوميات والمذاهب : إن اختلفت اللغات واللهجات يبقى الشعر واحدا والهدف واحدا ونظل كلنا نحمل هذه المسؤولية مسؤولية الحرف والكلمة والتعبير إنها بحق أمانة سنسأل عنها يوم القيامة ولله در القائل إذ يقول : وما من كاتب إلا ستبقى كتابته وإن فنيت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ومن الله التوفيق.
العراق/ الموصل/ الرشيدية