مع المخرج المصري المعروف خالد يوسف

مع المخرج المصري المعروف خالد يوسف

إيناس الطويل-كاتبة فلسطينية

[email protected]

المخرج المصري المعروف خالد يوسف يعلن عبر برنامج بانداروزا عن استعداده للانضمام لأسطول الحرية (2)متمنيا من المثقفين والفنانين والمفكرين العرب الانضمام.

غزة-في لقاء حي ومباشر عبر البرنامج الأسبوعي بانداروزا عبر إذاعة صوت الشعب من غزة، التقت الإعلامية الفلسطينية إيناس الطويل بالفنان العربي المخرج المصري  المعروف خالد يوسف في حلقة خصصت من بانداروزا للحديث عن أسطول التضحية والفداء، أسطول الحرية ،والمجزرة الصهيونية الشرسة بحق الابرياء، وكان الحديث يدور حول ما هو دور المثقف والمفكر والفنان العربي في مرحلة ما بعد أسطول الحرية 1.

وقدأعرب خالد يوسف في بداية اللقاء عن منتهى الضجر من سماع  كلمات الإدانة و الشجب وكلمات الخنوع العربي فقد مضى زمن الحديث عن الحكومات الخانعة وعن الحكومات التي لا تمثل شعوبها، فبرأيه أن الآن هو دور الشعوب وعلى الأقل هو دور الطليعة المثقفة الواعية أن تبادر في ظل وجود تحدي حقيقي لهذا العدو الصهيوني لضرب كل من يقترب من محاولة رفع هذا الحصار الجائر عن غزة.

 ويرى يوسف أنه آن الأوان للطليعة العربية المثقفة على الأقل أن تعطي قدوة لئلا يكون هناك ازدواجية ما بين ما تقوله وما تفعله  وأن تبادر بالانضمام لأسطول الحرية الثاني الذي يشرعون في إعداده الآن وأن يشترك على الأقل مجموعة من الفنانين والمثقفين العرب ومجموعة من العلامات البارزة العربية  حتى تبقى على هذا الأسطول لكي يعطوا قدوة أنهم على استعداد أن يدفعوا ضريبة دم.

مستشهدا  بمقولة العظيم فؤاد حداد (غير الدم محدش صاب من أيام الوطن الماجد إلى يوم الوطن المنصور).قائلا أننا لا نريد لهذا الكلام أن يكون كمن يحرث في بحر لو لم ندفع ضريبة ما.

ولهذا فقد أعلن الفنان خالد يوسف وعبر برنامج بانداروزا أنه مستعد للانضمام الى أسطول الحرية الثاني على أي سفينة ستصل ميناء غزة أو ستصل حدود فلسطين المحتلة والمحاصرة ،فقد أكد أنه على المستوى الشخصي مستعد أن يكون على أحد هذه البواخر.

وأضاف أنه يتمنى من الفنانين العرب الأكثر شهرةو تأثيرا في وجدان الشعب العربي أن يأخذوا على عاتقهم ممارسة الدور الحقيقي في زمن الانبطاح العربي وسط السيادة الاسرائيلية الكاملة  والصمت التام من رجل يسكن البيت الأبيض و قد علق الكثيرون الامال عليه أما هو فيهتم ببقع النفط أكثر من بقع الدم الموجودة على شواطئ غزة.

وفي رده عن رأيه بالموقف الرسمي العربي أوضح يوسف أنه ليس هناك حل في الحكومات ولا الأنظمة العربية وإنما الحل في الشعب العربي  فلا يوجد أي بارقة أمل في الحكومات العربية من بعد غياب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ولكن الرهان الحقيقي هو على وجدان الشعب العربي وأصالته ،وأهم جزء من هذا الشعب هو طليعته من المثقفين والفنانين والمفكرين والأدباء الذين من المفترض أن يأخذوا الآن موقفا يهز ضمير العالم ،فلو تخيلنا أن هذه الباخرة عليها كوكبة من الأدباء والفنانين والمثقفين والمفكرين العرب وأن تقدم هذه الآلة الاسرائيلية على اغتيالهم فلكم أن تتخيلوا مدى تأثير هذا في ضمير الرأي العام العالمي ،ويضيف أن هذا الموقف هو أقل ما يستطيع المثقف العربي تقديمه أمام كل هذا الهوان.

وعند سؤاله متى سيأتي الوقت الذي نشهد فيه عملا سينمائيا عربيا يرصد واقع غزة من حصار وحرب ودمار وانقسام ،أوضح المخرج المصري خالد يوسف أنه حقا قد آن الأوان منذ زمن أن نشهد عملا فنيا يرصد ما حدث ويحدث لغزة المحاصرة ،لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أسفه الشديد لعدم إمكانية تحقق ذلك حتى اللحظة بسبب رؤوس الأموال التي لا تستطيع أن تغامر بعشرات الملايين ويمكن أن تقابل بمنع الفيلم بعد ذلك من قبل أي نظام عربي ،فإنها مخاطرة بالنسبة لرأس المال ،وهذا نتيجة تحكم رءوس الاموال في منظومة السينما في العالم أجمع ،ولكن العامل الأكبر هنا يقع على عاتق الثروة العربية التي من المفترض أن تؤدي دورها في خدمة قضية العربي وصورته لدى الرأي العام العالمي الذي أصبح الآن ليس معنا في أشياء كثيرة و يرجع هذا لقصورنا في الوصول إليه،في حين نرى بالمقابل استثمارات مالية  عربية في أشياء أخرى في أمريكا وأوروبا و لا تستثمر في الدفاع عن الحق العربي أو حتى لتحسين صورة الانسان العربي والانسان المسلم المتهم في نظر أوروبا.

وعن الدور التركي يقول خالد يوسف : إن تركيا منذ سقوط الخلافة أدارت ظهرها لتاريخها وجغرافيتها ونظرت إلى الغرب مع أن هذا يعادي حقائق التاريخ والجغرافيا ولأول مرة ومنذ سنوات طويلة تدرك تركيا تاريخها وجغرافيتها وتمارس الدور التاريخي الذي تمليه عليها ،فعندما فعلت تركيا ما فعلته أخيرا هي لأنها أدركت أنها لابد لها من أن تنظر الى الشرق وأنها جزء من تاريخ الشرق وجغرافيته و ليست جزء من تاريخ أوروبا فقد بقيت تبحث كثيرا عن الانضمام للاتحاد الاوروبي ونسيت عمقها الحقيقي أما الان وبعد إدراكها لعمقها ودورها الحقيقيين ليس كمسلمين  فقط و لكن كتاريخ و جغرافيا فالحقائق تفرض نفسها وها هي تحولت إلى زعيمة فأعلام تركيا ترفرف في وسط العالم العربي بدلا من أن ترفرف أعلام مصر و سوريا والعراق وهي حاجة مثيرة للحزن وفي نفس الوقت حالة نشيد بها ومتلائمة تماما مع دور تركيا التاريخي.

وأثناء اللقاء في برنامج بانداروزا الأسبوعي كانت هناك مداخلة من قبل المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني والذي أعلن عن المبادرة التي أطلقها ملتقى الفيلم الفلسطيني وهي مبادرة عربية عالمية لوضع لمسات لفكرة و سيناريو فيلم سينمائي يتكلم عن أسطول الحرية برؤيا درامية رائعة لما حصل فيه وقد  أعرب المخرج خالد يوسف عن سعادته التامة واستعداده التام لأي مشروع يبرز الحق العربي ويبرز قضية فلسطين بالشكل الواجب إبرازها للرأي العام العالمي وأعلن عن استعداده للمساهمة في هذا المشروع بلا قيد ولا شرط ومتطوعا.

 وفي نهاية اللقاء مع برنامج بانداروزا تمنى الفنان العربي خالد يوسف المزيد من الصمود لهذا الشعب العربي الفلسطيني الأصيل فما ضاع حق وراءه مطالب وإسرائيل الى زوال و فلسطين هي الباقية مؤكدا أن هذا ليس كلام شعارات وإنما تؤكده حركة التاريخ فهذا الكيان المغروس في وسط الامة العربية سيزول قريبا وعاجلا سواء كانت سنوات كثيرة أو قليلة على مر الاجيال ولكن علينا ألا نفقد الامل .