مع الدكتور جابر قميحة

موقع منزلاوي في حوار

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

الإخوان كانوا جمعية ثم جماعة والآن أصبحوا تيارا غير قابل للحظر

رأيت الأستاذ البنا وأنا صغير وكان لحديثه أثر بالغ في نفسي

أنا مريض بالقراءة وكل مصاريفي كانت في شراء الكتب

هناك نوع من الكتّاب لا يصلح معهم الأسلوب اللطيف

من أكثر من 40 سنة وأنا أكتب يومياتي

صلاة العيد بالمنزلة كانت تشعرني بميلاد جديد

أجرى موقع منزلاوي حوارا مع المفكر والأديب الإسلامي الكبير ابن المنزلة الدكتور جابر قميحة.

والدكتور جابر من مواليد مدينة «المنزلة» سنة 1934م ، حاصل على دكتوراه فى الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة ، وماجستير الأدب العربى الحديث من جامعة الكويت ، ودبلوم الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة ، وليسانس الحقوق وليسانس دار العلوم التربوى من جامعة القاهرة.

عمل بالتدريس فى كلية الألسن بجامعة عين شمس ، وجامعة Yale بالولايات المتحدة و الجامعة الإسلامية بإسلام آباد وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية.

شارك في العديد من المؤتمرات العالمية في الولايات المتحدة وإسلام آباد وتركيا والرياض والمغرب.

والدكتور جابر شاعر مفوه وأديب متمكن وكاتب من طراز خاص له إسهاماته المتعددة في أكثر من ميدان كالبحوث والدراسات والقصص والروايات والشعر والمسرحيات والمقالات .

الإمام الشهيد حسن البنا

وتنتشر كتاباته في العديد من وسائل الإعلام المقرؤة من جرائد ومجلات كما صدر له عشرات الكتب والبحوث وترجم بعضها للغات أجنبية عديدة ، كما له مشاركات وحضورا في عدد من الفضائيات كقناة إقرأ والناس والرافدين

التحق بالإخوان المسلمين منذ طفولته وعاصر الإمام الشهيد حسن البنا.

 ** أهلا بك دكتور جابر في بلدتك المنزلة

** أهلا بكم

** لكي يصل المرء إلى بيت الدكتور جابر بالمنزلة يسير في شوارع ضيقة ويمر على سوق للحدادين ويصل لحي شعبي ليجد به بيت الدكتور جابر ، لماذا لم تنتقل لحي آخر يتناسب ومكانة الدكتور جابر؟

** إنني نشأت في هذا البيت ، وبيتنا القديم كان مكان هذا المنزل الذي بنى سنة موت سعد زغلول 1927 كما يقول والدي ، وقد احتفظنا بنفس الأرضية لأننا كما يقول الشاعر:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى **** ما الحب إلا للحبيب الأول

فنحن أبقينا على الأصل وغيّرنا البناء فالمهم الإبقاء على الجذور وما زلت في هذه الحارة القديمة التي تسمى حارة قميحة وكلها من الأسرة فهي تمتلئ بالأعمام وأولاد الأعمام وكثير من الأسرة .

** رحلة الدكتور جابر قميحة التعليمية التي بدأت من الطفولة حتى وصلت للعديد من الشهادات من أكثر من جامعة ، هل لك أن تعطينا نبذة عن هذه الرحلة؟

** مراحل التعليم كانت بداية من الكُتاب ثم بعدها التحقنا بالمدرسة الإلزامية وكانت 3 سنوات ، واجتزنا مسابقة انعقدت كى ندخل المدرسة الابتدائية الأميرية وكانت 4 سنوات ، ثم بعدها جاءت المرحلة الثانوية وكانت خمس سنوات وحصلنا على شهادة الثقافة العامة ثم التخصص في السنة الخامسة ، ثم حصلنا على الشهادة التوجيهية التي تعادل الثانوية العامة الآن .

وأذكر أنه كان يدرس لنا اللغة الفرنسية دكتور اسمه واصف وبعد أن تخرجت وحصلت على الدكتوراه وعملت مدرسا بكلية الألسن بجامعة عين شمس وجدت الدكتور وكيلا للكلية فقلت له: أهلا بأستاذي ، فقال لي : لا لم أعد أستاذك ولكننا الآن زملاء .

وهناك حلقة لا أنساها من حياتي في تلك الفترة حيث كان الإخوان يرغبون لي أن ألتحق بالكلية الحربية لكي يغذوا الكلية بالشباب الذي يعطى لله حقه وللوطن , وأنا كنت حريصا على أن ألتحق بكلية دار العلوم  انطلاقا من عاطفة حبي للإمام حسن البنا ولكن الأستاذ عبد الرحمن جبر رئيس منطقة الإخوان بالمنزلة ظل يرغبني فى أن ألتحق بالكلية الحربية فاستجبت , وأخذت خطابا من أحد الإخوة الكبار موجه إلى اليوزباشى أبو المكارم عبد الحي وكانت كلمته مسموعة وهو الذي حاصر قصر عابدين مع  عبد المنعم رؤوف أيام قيام ثورة 1952 وكان لهما دور كبير في الثورة , ورغم ذلك  كنت أدعو الله أن أرسب في امتحان القبول للكلية الحربية ؛ لأنني كنت أريد أن أوفق بين طاعتي لأوامر الأستاذ جبر وبين رغبتي في الالتحاق بدار العلوم ,وظهرت نتائج قبول الكلية وكان الذي ينجح حتى الكشف الطبي هو الذي يجرى عليه  كشف الهيئة (كان يسمى كشف التوصية) , وأنا كان معي خطاب  التوصية إلى البكباشي أبو المكارم عبد الحي . ومع أنني   نجحت في الكشف الطبي  ... ارتكبت  فعلا - أدعو الله أن يغفره لي - وهو أننى أمسكت بخطاب التوصية ومزقته . ولا أحد يعلم بذلك , وعندما سُئلت كذبت الكذبة الوحيدة في حياتي وقلت لأهلي وكبار الإخوان بالمنزلة أنني رسبت في الكشف الطبي .

ثم التحقت بدار العلوم بعد اختبارات صعبة جدا , وكان ترتيبي الأول في اختبارات الالتحاق بمجموع 96% . وتخرجت من الكلية عام 1957 , وقطعت مشوار الحياة من مدرس ثانوي إلى الحصول على الماجستير ثم الدكتوراه , ثم حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة , وحصلت على دبلومة عالية في الشريعة الإسلامية والقانون , وكدت أسجل للدكتوراه في موضوع " نظرية التعسف في استعمال الحق بين الشريعة والقانون" .                                                                             

 وبعد ذلك عملت  موجها للغة العربية , ثم مدرسا بكلية الألسن بجامعة عين شمس بالقاهرة.  ومنها انطلقت للتدريس في الجامعات الخارجية : لمدة خمس سنوات في جامعة إسلام أباد العالمية في باكستان وكان ذلك في الثمانينيات . ثم فى جامعة يل -yale  - بمدينة نيوهافن – بولاية " كنكتكت " بالولايات المتحدة الأمريكية . ودرست كذلك في المملكة العربية السعودية من عام 1991 إلى  1997 في جامعة الملك فهد بالظهران .

** حفل مشوارك العلمي أيضا بالمشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية؟

** أنا حضرت مؤتمرات في المغرب : كمؤتمرات الأدب الإسلامي العالمي في الدار البيضاء وأغادير. ومؤتمر إسلامبول بتركيا , وألهمني هذا المؤتمر مطولتي الشعرية " حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري " ( ومعروف أن الصحابي الجليل مدفون هناك ) . وحضرت مؤتمر: ظاهرة ضعف اللغة العربية . بالرياض . وحضرت مؤتمر إسلام Islam today في إسلام أباد . وحضرت مؤتمر( القدوة الحسنة ) في مدينة : سبرنج فيلد  بولاية ألينوي بالولايات المتحدة الأمريكية . وقد  فوجئت فيه بحضور ما يزيد على عشرة آلاف  من الإخوان المسلمين .

** إخوان مسلمين في أمريكا؟؟

** نعم ، وكل هذا بفضل الله ، وهذا يجعلنا نقول إن دعوة الإسلام ما زالت بخير, وإن هذه الجماعة بقوة الله وعزيمة الأخوّة الصادقة تحولت من جمعية إلى جماعة إلى تيار. فنحن الآن نعيش في عصر تيار الإخوان أي أنه تيار لا يُمسك ، ينطلق مثل الهواء الذي لا تستطيع أن تقول له قف .

** ذكرت أن الإخوان كانوا جمعية ثم جماعة ثم تيار .. ما الفرق؟

** في الواقع أن الإخوان كجمعية كانوا يركزون على الأساسيات كما كان العهد المكي في السيرة النبوية :  التركيز على التوحيد وأصول العقيدة  .  أما عن الإخوان كجماعه فقد زاد انتشارها , وزادت درجه التفصيل والتفهيم , كأنها العهد المدني للإخوان , كما كان الوضع أيام رسول الله- صلى الله عليه وسلم -  فعندما دخل المدينة كون الدولة . ومكونات الدولة –كما هو معروف -  أربعة : الأرض - الشعب - الحكومة - الدستور .

 وأما عن الإخوان كتيار فيعنى أنهم غير قابلين للحظر أو الحل ... أصبح هذا الكيان منتشرا في كل أنحاء العالم ... أكثر من سبعين دولة للإخوان المسلمين فيها وجود , حتى قدر بعض الخبراء عددهم بمائة مليون . نعم أصبح هذا الكيان كالهواء هل تستطيع أن تمسك بالهواء وتأمره بالوقوف ؟! .. فالإخوان الآن هكذا .. وكنت أشبه الإخوان بمجموعة من السهام المحفوظة في كنانة فجاء عبد الناصر وضيق على الإخوان في مصر فانطلقت السهام تغزو القلوب والعقول في كل مكان في العالم , فانقلبت المحنة التي أنزلها الطاغية بهم إلى منحة ومنة وخير وانتصار للحق ورجاله .

** كيف تعرفت على إخوان المنزلة ؟

** أنا فوجئت في يوم وأنا طفل صغير بعرض جوالة لم أر مثله  , وكان بالمئات , وكنت فرحا جدا بالمنظر وأرغب ألا ينتهي , فسألت عن هذا فقالوا : هؤلاء رجال الشيخ حسن، وكان يومها فيه زيارة له  , وتكلم البنا وكنا كالمسحورين ، وكان لحديثه أثر بالغ في نفسي, ومن هنا بدأت الانضمام لشعبة المنزلة , وصرت من أشبال الإخوان ، وفى الثانوية كان لنا جهد ثري في المؤتمرات والمظاهرات والخطب ، وأذكر وأنا عندي 16 سنة كنت متأثرا بشخصية الإمام الشهيد وكتبت قصيدة عنه عندما استشهد وهى مسجلة في كتابي "الإمام الشهيد حسن البنا بين السهام السوداء وعطاء الرسائل " .

** تعرفت على الإخوان تقريبا عام 1947 وبعدها بعام ونصف بدأت تشتد التضيقات والاعتقالات على الإخوان ، هل تتذكر أحداث هذه الفترة بالمنزلة؟

** أذكر عندما شمعوا مقر شعبة المنزلة وكانت في بيت أبو سلامة ، استطعنا أن نقفز من الشباك ونخرج كافة محتويات المقر من الشباك , ثم وضعناها في مكان بعيد عن بيوتنا ..

اعتقل الأستاذ محمد قاسم صقر الذي كان وقتها مسئول الإخوان وسكرتير عام المنطقة ، وكانت المنطقة تشمل المنزلة والعزيزة والأحمدية والمطرية وميت سلسيل ، الاعتقالات لم يكن لها مقياس واحد في التعامل مع  الشباب أو المسئولين ، الشيخ أحمد صقر لم يعتقل ، عبد الحميد الزهرة لم يعتقل لخطأ في اسمه ، نحن الطلاب لم يعتقل منا أحد .

** وهل توقف نشاط الإخوان؟

** من لحظة الاعتقالات لم يعد هناك عمل في شكله الرسمي بعد غلق الشعب والمناطق وأصبح الإخوان يزاولون عملهم الدعوي بطريقة مستترة...ولا أقول سرية .

** هل تذكر لك مواقف إخوانية خلال السنوات التي تلت حل الجماعة؟

** في فبراير 1954 عندما أقالوا محمد نجيب ، كان الإخوان وغيرهم ينظمون مظاهرة تأييد لنجيب ، وكنت بالجامعة وقتها ، وخطب عبد الصبور شاهين خطبة بالجامعة وذهبنا بعدها لقصر عابدين , ووصلنا لكوبري قصر النيل , وكنت في الصف الأول أنا وحلمي حنفي , وكنا نهتف إسلامية قرآنية لا شرقية ولا غربية ، وفجأة رأيت على يميني أمين عميش وعن يساري أحمد عامر الزيني ،وبعد دقيقة واحدة غابا عن نظري . فلما وصلنا إلى نهاية كوبري قصر النيل أمام فندق سميراميس وجدنا ترسانة عسكرية تنتظرنا ومعهم أسلحة موجهة إلينا ، وفجأة وجدت الضابط يصدر الأمر بالضرب فهربنا إلى فندق سميراميس ثم خرجنا منه وعدنا إلى الكوبري من الخلف لنجد بركة دماء تملأ المكان الذي كنت أقف فيه .

** رأيناك تقبل يد الحاج عبد الحميد الزهرة في عادة متكررة حينما تراه .. لماذا؟

** الحاج عبد الحميد الزهرة كان أهم وأبرز شخصية عمالية غير جامعية في إخوان المنزلة ، وكانت لديه قوة إيمانية وجسمانية . وكان يذهب الى شعب الإخوان ويعلمهم نصب الخيام وكيفية التعامل مع نظام الجوالة  , وموسيقي العروض الكشفية بطريقة عملية ، كان كسبا للدعوة وعيشته للدعوة طوال عمره ، كان ماهرا في كل شيء ، وأنا حينما أراه أقبل يده وأناديه بأستاذي لأن الأستاذ هو الذي يعلم بغض النظر عن المؤهل وأنا تعلمت منه الكثير .

** اشتهر عنك في كتاباتك الدقة في المعلومة والإحصاء وسهولة استرجاع المعلومات فما السر في ذلك؟

** من أكثر من 40 سنة وأنا أكتب يومياتي باليوم والساعة والتاريخ ، وعندما أكتب كتابا أو مقالة أستطيع استرجاع المعلومة بسهولة .

** كم تقرأ يوميا؟

** أنا – والحمد لله - مريض بالقراءة , وكل مصاريفي – من الصغر-  كانت في شراء الكتب . وكانت والدتي تتعجب من كم الكتب وتسألني هل قرأتها ؟ أجيبها بنعم ، فتطلب مني أن أبيعها لعم محمد أبو السيد ، - وكان أشهر بقال في المنزلة – لاستعمالها ورقا في شكل قراطيس للبيع فيها للزباين .

وكنت أقرأ في اليوم 15 ساعة أثناء فترة الاستعداد للماجيستير ، واليوم قراءاتي بين 7  ساعات و9 ساعات يوميا . وأحيانا أحكم على نفسي بالقراءة طوال اليوم وأجور على  ساعات نومي ، ومن عجب أن والدي كان يجبرني على عدم القراءة إشفاقا علىّ وعلى عينيَّ من الكم الذي أقرؤه وخصوصا في المساء ؛ فالمنزلة – آنذاك – لم تكن تعرف الكهرباء , وكان اعتمادنا في الإضاءة على لمبات الجاز . وحاليا عندي مكتبة كبيرة تشغل نصف الشقة التي نعيش فيها . وزوجتي تسميها " وكالة الكتب " تشبيها لها  بـ " وكالة البلح " لكثرة الكتب وتنوعها . وأحمد الله إذ أرسم لها في عقلي خريطة متكاملة تجعلني أعرف مكان كل كتاب فيها , ويسهل عليَّ جدا إخراجه من مكانه في لحظات .

** وهل لك نظام معين تتبعه في قراءاتك؟؟

** طريقتي في القراءة أفقية ورأسية معا ، الطريقة الأفقية أن أقرأ في المال والسياسة والأدب والنحو .. وغير ذلك ، والطريقة الرأسية أن أبدأ بموضوع ولا أتركه حتى أنهيه مثل أبو العلاء المعرى ظللت أقرأ عنه سنة كاملة متواصلة فقرأت كل ما أبدع وكل ما كتب عنه .

** هل تستخدم الإنترنت في القراءة أم أنه يمثل لك مشكلة؟

نعم استخدمه في القراءة، وفي حفظ كثير من إنتاجي. ولكن اعتمادي هنا يعد اعتمادًا جزئيًا.

** من من الكتاب المعاصرين تحب أن تقرأ لهم؟

طبعًا الإمام الشهيد حسن البنا، والشهيد سيد قطب، والعالم الجليل محمد الغزالي، والعالم الجليل الدكتور يوسف القرضاوي.

** ما أبرز الكتب التي تأثرت بها وشكلت مكونا لفكر الدكتور جابر .. وغيرت من مسار حياته الفكرية؟

طبعًا أهمها كلها تراث الإمام الشهيد حسن البنا، وتراث سيد قطب، وما يكتبه الإخوة في المدرسة الإخوانية.

** ماذا تنصح الشباب؟

أنصح الشباب بالتزام الخط الرباني، والتقوى والصلاح، ومراعاة الله في السر والعلن.

ثم أقول لكل شاب : اقرأ ...اقرأ... اقرأ , القراءة زاد , ولا تقطع نفسك عن الحبل السري للثقافة فاقرأ في كل شئ.

** بماذا تنصح من يرغب في أن يقوي لسانه لغة وبلاغة؟

الاعتماد على القرآن الكريم، فهو يمثل أرقى ما في الدنيا والآخرة من بيان. وكان أحمد شوقي يقول:

        إن كلمة في شعري لا أستطيع أن أردها إلى أصل قرآني، لا اعتبرها من اللغة العربية.

** هل من عوامل كانت تشجعك على القراءة منذ الصغر ؟ وهل للأسرة دور في ذلك؟

هو حب ذاتي خلقه الله في دمي، فقد كنت والحمد لله مريضًا بالقراءة، وليس للأسرة أثر في ذلك بل كان والدي ـ إشفاقًا على صحتي ـ ينهاني عن الإكثار من القراءة.

** ما هى آخر إصدارات الدكتور جابر؟ وهل من كتب تحت التجهيز؟

هما كتابان يخرجان إلى الوجود خلال أيام هما: الملامح الفنية والجمالية في أدبيات الإمام الشهيد، والثاني: هو التاريخ الأدبي لجماعة الإخوان المسلمين من سنة 1928م إلى 1948م. وإن شاء الله في الطريق "مواليد أخرى"، فادعوا لنا بالصحة والتوفيق.

** في أحيان كثيرة نجد كتابات الدكتور جابر لاذعة وشديدة الهجوم حينما يتعرض لشخصية ينتقدها – تعليقك؟

** إنني حينما أكتب لا أنتصر لنفسي ولكنني أنتصر للحق ، وهناك نوع من الكتّاب في الواقع لا يصلح معهم الأسلوب اللطيف ، مثل ما قال العقاد : ولقد ضبطت فلانا وفلانا وهما متلبسان بالكتابة ، وأعتقد أن هذا اللون من الكتابة هو الذي يصلح للذين يتعمدون قلب الحقائق ويستخفون بعقول الناس .

الدكتور جابر يخطب أمام خمسة آلاف في صلاة العيد بالمنزلة

** ذكرياتك لصلاة وخطبة العيد بالمنزلة أمام خمسة آلاف مصل؟

في الواقع كان قيامي بصلاتي عيد الفطر وعيد الأضحى، يشعرني بأنني ولدت من جديد حينما أرى وجوه الشباب الإخواني، وشيوخ المنزلة يستمعون إلى الكلمات التي أقولها وكأن على رؤوسهم الطير، وأدعو الله أن يمكنني ذات يوم من إعادة ما سبق.

** نبذة عن حالتك الصحية ..

لا أملك إلا أن أشكر الله في كل حال، وأن أصبر فالصبر ضياء، وأسألكم أن تدعوا لي في صلاتكم، لا حبا وحرصًا على الحياة، ولكن حتى أتمكن من إكمال رسالتي الإسلامية، وفي الذهن مشروع لست أدري إن كان العمر سيتسع له أم لا، وهو إصدار مجلد ضخم بعنوان "ملحمة المصحف والسيفين" ... أنظم فيه تاريخ الدعوة من فجرها إلى أيامنا الحاضرة، ويكون ذلك شعرًا، هذا أمل أدعو الله أن أحققه، وإذا لم أحققه أدعو الله أن يقوم بهذا العمل أحد الإخوة. والحمد لله أنا سعدتُ بوجود شعراء ودعاة شباب في المنزلة، وتذكر أنني قلت الآن أموت مستريحًا إذ رأيت هؤلاء الدعاة الشباب الذين سيفوقوننا في المستقبل إن شاء الله.

** نشكرك د جابر على هذا الحوار

** أشكركم .. وتحياتي إلى أبنائي وإخواني في منطقة المنزلة بصفة خاصة، وإلى كل من تلقاه من الإخوة الأحبة في أي مكان.