حوار مع المُصمّم الكردي ولات خليل

أ. فراس حج محمد

[email protected]

س1ـ ماذا تحدثنا عن البداية ، كيف اخترت الخوض في هذا الغمار ؟

بدأت عام 1994 كانت انطلاقتي تحت إشراف المدرس آزاد أحمد . وبدأت الدراسة في جامعة المأمون وفي الوقت ذاته درست في معهد الفنون التشكيلية ـ قسم الخياطة . وفي عام 1996 تمرست بشكل عملي في دمشق واكتسبت المزيد من الخبرة

وفي عام 1997 افتتحت مركز التصميم الخاص بي وخرّجت الكثير من الطلبة الذين وجدت لديهم رغبة في تعلم الخياطة والتصميم ، والى الآن أعمل على تدريس الخياطة في عدد من المدارس الثانوية داخل مدينة الحسكة وتم تخريج أكثر من دفعة من الطلاب وتم منحهم الشهادات التي تؤهلهم لمزاولة هذه المهنة وهذا الفن .

س2ـ من الملاحظ إنك تركز في تصاميمك وتعتمد في كثير من الموديلات على الزي الكردي كيف يمكن فهم طبيعة هذا الميل ؟

أن أي إنسان مبدع لا ينطلق من بيئته ومخزون الإرث الاجتماعي لا يستطيع أن يحلق أكثر من فضاء داخله ، إن الزي الكردي عريق يمتد إلى أكثر من أربعة آلاف عام وكانت تعتمد على مكونات الطبيعة المحيطة بالإنسان الكردي ، لذا نجد نتيجة ارتباط الكردي بالطبيعة أثر هذا الارتباط على ملابسهم وأزيائهم ، فزي المرأة الكردية يأخذ وضعية وشكل الحمامة بكل تفاصيله إن الأكراد يمتلكون موروثا كبيرا أدهشت المستشرقين والباحثين في الشأن الكردي وأقصد هنا الموروث الشفهي كالأساطير والقصص والملاحم والأغاني الشعبية والموروث المادي كالآلات الموسيقية والسجاد والتماثيل والأزياء الشعبية ، لقد درس كثير من المستشرقين هذا التراث بغية معرفة الشعب الكردي بعاداته وتقاليده وسلوكياته المختلفة .

س3ـ ما هي أهم الأزياء الكردية التي عملت على خياطتها ؟

عملت على خياطة مجموعة من التصاميم والأزياء الكردية الشعبية التقليدية كالزي الملاني والكيكان والزي الآشيتي والزي الكوجري وأزياء منطقة برزان والكرداغ ولباس مناطق صوران ( السليمانية ) ومناطق البهدينان ( دهوك وزاخو ) طبعا الزي يضاف إليه بعض اللمسات الجمالية والإكسسوارات التي لا تستهدف تغيير الشكل الرئيسي للزي بل إعطائه جماليات إضافية أخرى .

س4ـ كيف تجد الإقبال على الزي الكردي في ظل ما يعرف بالموضة والأزياء الحديثة ؟

أجد تقبلاً ملحوظاً للزي الكردي ويبدو ذلك جلياً أكثر في المناسبات والحفلات والأعياد القومية، لكن في إطار ما أشرت إليه أي أن أي زي يجب أن لا يبقى كما هو ، فذوق المرأة يختلف عن ذوق الفتاة المواكبة والمترقبة لكل ما هو جديد ، لكن فكرة تقبل الزي الكردي وتداوله على مستوى واسع يحتاج إلى مجموعة عوامل متضافرة ، أولها الفهم العام لضرورة العودة إلى الزي الكردي وما يحمله هذا الزي من قيمة فنية عالية كونه جانباً من الفلكلور الكردي، هذا الفلكلور الذي هو جزء هام من الموروث الكردي والتراث العميق لشعب متأصل في التاريخ ، وأعتقد أن على الإعلام مهام كبيرة يجب أن يقوم بأعبائها كالتعريف بالفلكلور الكردي الشفاهي والمادي وأهمية الحفاظ على هذا الفلكلور كضرورة للحفاظ على الشخصية الكردية.

س5ـ إلى ما تطمح في المشروع الذي بدأت به ؟ وكلمة أخيرة .

أطمح إلى إقامة معرض يتناول الزي الكردي الذي يخص جميع المناطق في معارض أوسع في الداخل والخارج ، أتمنى أن يتم التعريف بالزي الكردي أكثر عن طريق الندوات والمحاضرات وأن يتم إشاعة ثقافة التصميم في المجتمع الكردي بشكل عام والمجتمع الكردي السوري بشكل خاص.