لقاء مع الشاعرة السورية مروة حلاوة

لقاء مع الشاعرة السورية مروة حلاوة

حاورها: خضر محمد أبو جحجوح

عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

• الصوت الأنثوي في المشهد الشعري في سوريّة حاضرٌ ظاهراً , مغيّبٌ حقيقة. 

• عندما يراودني الشعر عن روحي أسلمها إليه ممتشقةً أجمل وأصدق إحساس. 

• الجوائز لم ولن تصنع يوما شاعرا، لكنها تقدمه إلى الوسط الأدبي والثقافيّ.

الشاعرة في سطور:

ـ مواليد مدينة "حماة " السورية . ـ كتبت الشعر منذ الطفولة، وبدأت النشر في مجلة " الطليعي " الطفلية ، ثم في جريدة" الفداء " الحموية، وفي الصحف والدوريات السورية والعربية . عضو " جمعية العاديات " بحماة .- شاركت بالعديد من المهرجانات والملتقيات الشعرية والندوات الأدبية داخل سورية وخارجها .- فازتُ بعدة جوائز شعرية منها:جائزة اتحاد الكتاب العرب ـ فرع حماة ـ المركز الأول عام 1996 . جائزة مجـلـة الثقافـة السورية ـ المركز الأول عام 1997 . جائزة أندية الفتيات بالشارقة ـ المسرحية الطفلية ـ الدورة الأولى ـ المركز الأول عام 1998 . جائزة أبـي الـعلاء المعري ـ المركز الأول 2002 .جائزة نادي الطائف الأدبي الشعرية ـ المركز الأول عام 2004 . جـائزة الـبردة ـ أبـو ظـبي ـ المركز الأول عـام 2004 .من مؤلفاتها المطبوعة : مسرحية [ العصفور الصغير ] للأطفال صادرة عن جائزة أندية الفتيات بالشـارقة عام 1998 . مدينة بلا سماء ـ مجموعة شعرية ـ صادرة عن وزارة الثقافة في سورية عام 2002 . 

*متى بدأت رحلتك مع الشعر؟

بدأت رحلتي مع الشعر منذ العاشرة من عمري , عندما كنت أقلّد أناشيد المدرسة كنت أعدّ الكلمات وأكتب مايوازيها عددا وإيقاعاً , ومع تقدّم سنوات العمر والدراسة والقراءة خارج المنهج التعليميّ , بدأت الكتابة تقترب من الشعر. ومن الصعب جداً الحديث عن مراحل التكوين الأولى التي قد تبدو ظاهريّاً مكررة عند الشعراء كلّهم , ولكنها في الواقع تظلُّ سمةً بالغة الخصوصيّة لكلٍّ منّا , إنه عالم البوح بأبجديّته الأولى التي تترافق ومكابدات اكتشاف الذات الشاعرة , حيث تناثرت الأشياء وتشظت من خلال وجهي وبشرتي وصوتي ولغتي وانفلات روحي في العالم المتناثر في فضاءات الرهبة والغربة وأحاسيس الجمال ومفردات الأنوثة الأولى المنكشفة على عري المشاعر وجمالاتها, المنفلتة كبريّة جذلى بطيورها الشاعرة . من هذا البحر أفرزت لؤلؤتي القصيدة في مرحلةٍ لاحقةٍ , عندما أدركت أن الشعر سر روحي وجذوة اتقادها، وعندما استوت على عنقي عقداً فريداً اكتشفت بياضي للمرة الأولى, وامتشقت قلماً شفيفاً كروحي .

بمن تأثرت من الشعراء القدامى والمعاصرين؟

تأثرت بالكثير من الشعراء السابقين بدءاً من الشعر الجاهليّ عبر شعر صدر الإسلام والشعر الأمويّ والعبّاسيّ , إلى الشعر الحديث , ربما الأكثر حضوراً البحتريّ بأسلوبه الرقيق المنساب , وجميل والقيسين في شفافية مشاعرهم , ومن المحدثين نزار قبّاني وبدر شاكر السيّاب , بشكلٍ ملحوظٍ في بدايات كتاباتي التي أخذت تقترب من النضوج الفنّيّ . 

الآن أنا في شبه غيبوبةٍ شعريّة ـ لا أصحو منها إلا إذا حرّكني عاملٌ كبير ـ أحاول التملّص من كلِّ هؤلاء ليكون لي صوتي , وما أجمل أن يكون . 

ما هي مصادر الصورة الشعرية لديك؟

من أهمّ مصادر صوري , الطبيعة والتاريخ والنفس الإنسانيّة باشتعالاتها وانطفاءاتها في المطلق اللامحدود . 

ما هي طقوس كتابة القصيدة لديك؟

عندما يراودني الشعر عن روحي أسلمها إليه ممتشقةً أجمل وأصدق إحساس عابرةً به غيوم الوجد في سماءٍ من الموسيقى الخالصة واللغة البكر .بهذا الإحساس أكتب. ألغي كلّ اتصالاتي بالعالم الخارجيّ نبقى فقط أنا والشعر وهنا يطيب لي الرسم بالكلمات . 

إلى أي مدى تجدين الصوت الأنثوي مميزا وحاضرا في المشهد الشعري بسوريا؟

الصوت الأنثوي في المشهد الشعري في سوريّة حاضرٌ ظاهراً , مغيّبٌ حقيقة , كما في أيّ دولةٍ عربيّة , لا يصفّق الرجل للمرأة إلا إن كتبت عنه, جاعلةً إيّاه مصدر حياتها ومبعث سعادتها أو عذاباتها أو حبّها , الرجل الشرقيّ على الأغلب, لم يتهيّأ بعد لممارسة حياته الطبيعية ودوره الطبيعي في المجتمع بشكلٍ عام ومع المرأة بشكلٍ خاص , فنجده يقوم بكلّ شيء عدا عمل الرجل الطبيعيّ الذي يفهم المرأة كأنثى قويّة تصنع منه رجلاً عظيماً . 

وبشكلٍ عام نجد العديد من الأصوات الأنثويّة التي بدأت تظهر على الساحة الأدبيّة على اختلاف هذا الحضور مستوىً شعريّا وثقافةً وأدباً, لكنّ اللافت للأنظار أن الأغلبية من الأصوات الأنثويّة الشابة تعزف عن الشعر الموزون لتتجه إلى قصيدة النثر ظنّاً منهنّ أنها أقرب تناولا من باب عدم التزام الوزن , تليها قصيدة التفعيلة .أما عن الشعر الكلاسيّ فقد قلّت وارداته , بل ندرت. 

كيف تقيمين نظام المسابقات الأدبية من خلال مشاركاتك في مسابقة أمير الشعراء ومسابقة شاعر العرب؟

الجوائز لم ولن تصنع يوما شاعرا، لكنها تقدمه إلى الوسط الأدبي والثقافيّ. أحيانا تلعب الصدفة دورا في حصد الجوائز ـ هذا إن كانت المسابقة عادلة ـ فقد أقدم عملا أدبيا جيدا ويقدم غيري بمثل جودته أو أكثر وسيفوز العمل الذي يدغدغ ذائقة لجنة التحكيم والجهة المنظمة أكثر .أقول هذا بعد تجربة طويلة في مجال الجوائز الشعرية , كان آخرها برنامج شاعر العرب وقبله أمير الشعراء حيث تأهلت إلى دور الستين من 5400 شاعر وشاعرة , فتجاوزت الأكمة واصطدمت بما ورائها .. ومهما كان الذي وراء أكمتهم , فبرنامجهم إذا لم نقسه على الصعد الشخصية والاعتبارات الجغرافية للمشاركين , فهو برنامج جيد بل رائع أعاد الشعر إلى بعض فروع الشارع العربي بعد أن انقطع عنها زمنا طويلا , اللقب ليس هو المهمّ الجميل هو ذلك التواجد المبهر للشعراء فقد أظهرت العديد من الشعراء إلى الساحة , ولا أستطيع القول إنها أفرزتهم؛ فالشعراء الحقيقيون منهم لهم تاريخهم وبصمتهم قبل أن يأتوا، وقد شارك البعض بقصائد قديمة من دواوينهم القديمة وإن أفرزت شيئاً فهم الهُجناء الذين ستتبيّن فيما بعد مستوياتهم الحقيقيّة عندما نقرأ أشعارهم في الجرائد الرسميّة التي كتبت عن أخبارهم, وليس الشعر كباقي الكلام ولن يكون.

أمّا بالنسبة إلى شاعر العرب, فقد نلت ثاني أعلى درجة في الحلقة وبقارق 0,8 عن الأوّل فيما حسم التصويت النتيجة لصالح المتسابق الذي تلاني في الدرجات بأكثر من 3 درجات، إنّه إذا التصويت ومن يستطيع أن يجعل أكبر عددٍ من الناس يصوّتون له .لكن هل كلّ الذين يصوّتون على دراية بالشعر وأصوله وفنونه ؟ هنا السؤال المشكلة . 

وإذا تجاوزنا السلبيات إلى الإيجابيّات فإننا نجد أن أجمل مكسب في المسابقات الشعريّة وبخاصّة للأدباء الشباب هو تحقيق الانتشار الأدبيّ أفقيا وعموديّاً .على ألا تكون محبطة لهم في حال عدم الفوز والشعور بالظلم , فمن المؤكد في كل مسابقة أنه لن يفوز الجميع, لذا من الجيد أن يضع المشترك في المسابقات هذا الأمر نصب عينيه. 

ما الصعوبات التي تعترض سبيل النشر الأدبي في سوريا،؟

الصعوبات التي تعترض سبل النشر في سوريّة , هي تلك التي تعترضه في باقي الدول العربيّة , أهمّها ظاهرة (مع / على) والمزاجيّة والشّلليّة وعداوة أبناء المهنة الواحدة . ونستطيع الاعتقاد بسوقٍ سوداء أدبيّةٍ توازي أو تزيد سوءاً عن أيّ سوداء من الأسواق الأخرى . 

إلى أي حد تسهم وزراة الثقافة واتحاد الكتاب في تذليل هذه الصعوبات والعقبات؟

لوزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب إسهاماتهم الملحوظة في إغناء الحركة الأدبيّة والثقافيّة في سوريّة ومدّها بالكتب جيّدها ورديئها على حدٍّ سواء, ويبقى للمزاجيّة والشلليّة ظلّهما هنا أيضاً إلى حدٍّ ما . لكنّ ذلك لم يكن في غاية السوء فقد أدّى إلى انتشار وازدهار دور النشر الخاصّة التي ترفد السوق الثقافيّة بالكثير من البضاعة على اختلاف أنواعها ومستوياتها العلميّة والأدبيّة والفنيّة .

ما آخر أعمالك الأدبية ومشاريعك الحياتية والثقافية؟

آخر أعمالي الأدبيّة ديواني ( أحلم بعد منتصف الليل ) والمنتظر أن يرى النور قبل نهاية العام الجاري بإذن الله .أمّا عن مشاريعي الثقافيّة , فلديّ الكثير من المهرجانات الشعريّة والأماسي الأدبيّة سأشارك فيها خلال الأشهر القادمة إن شاء الله تعالى , وهي جزءٌ من حياتي الخاصّة أيضاً.