دعوة لإقامة أكاديمية متخصصة بالحوار ومقارنة الأديان

محمد فاروق الإمام

دعوة لإقامة أكاديمية متخصصة بالحوار ومقارنة الأديان

محمد فاروق الإمام

[email protected]

ناشد الداعية الإسلامي الشيخ عبد الله المهتدي أمير قطر تأسيس أكاديمية متخصصة بالحوار ومقارنة الأديان بعيداً عن الإطار الرسمي. وقد حاور الداعية الإسلامي الزميل في جريدة العرب اليوم الأردنية أسعد العزوني، وخصنا بهذه المحاورة القيمة التي أجراها مع الشيخ الداعية والتي تضمنت العديد من النقاط الصريحة والشجاعة حول حوار ومقارنة الأديان، من وجهة نظر الداعية، الذي ناشد أمير قطر القيام بتأسيس أكاديمية متخصصة بالحوار ومقارنة الأديان بعيداً عن الإطار الرسمي. وفيما يلي نص الحوار:

* لماذا حوار الأديان؟

- الحوار أمر طلبه الله تعالى مع الآخر سيما أهل الكتاب فقد قال تعالى قل يا أهل الكتاب تعالوا.....

وهذه مرحلة من مراحل الدعوة لكن لابد من الانتباه إلى أنها لا تعني بحال من الأحوال وحدة الديانات

بل هناك مفاصلة كاملة بين المسلم والغير من حيث الاعتقاد والإيمان ولا تنازلات عقدية من طرف المسلم على طاولة الحوار مع الآخر.

*ما شروط الحوار؟

- حوار الأديان ليس كما يظن البعض ، للتقريب بين وجهات النظر والاعتقاد بين الديانات المختلفة فقط ، إنما هو لبيان واقع ما عليه أصحاب الديانات الأخرى ولبيان أن ما عليه أصحاب تلك الديانات وخاصة اليهود والنصارى ليس الذي جاء به أنبياء الله موسى و عيسى عليهما السلام ،وهو يمتد إلى الإجابة  على الأسئلة التي تثار حول الإسلام و دحض كل الشبهات حوله أو حول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته وعلى أصحابه الكرام البررة رضي الله عنهم و أرضاهم ، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لجأ أعداء الدين إلى تشويه صورة الإسلام في الغرب بين من لم يسمع عن سماحة الإسلام و تعاليمه لا بل والاعتداء على مقدساتنا من خلال نشر الرسوم المسيئة والأفلام الكاذبة حوله . لذلك كان لا بد للدعاة المسلمين من بذل مجهود أكبر لنشر ثقافة الإسلام المتمثلة بالسلام والعدل والمساواة  والسماحة وذلك سواء من خلال العمل المؤسسي أو الفردي فقد انتشرت المواقع والمنتديات بكل اللغات تقريباً لبيان الحق.

* ما فلسفة حوار الأديان وهدفه ؟

- لابد أن نذكر أمراً هاماً وهو أن حوار الأديان يجب أن لا يعني رفع شأن غير المسلم وإذلال المسلم، فغير المسلمين يعلمون ويدركون ماذا يريد منهم الإسلام وهو أن يتركوا ما هم عليه من معتقد ويسلموا معهم، فحينما نحاورهم ونتنازل عن الحق للباطل ونسلم لمطالبهم فهذا الذي يريدون منا من أجل أن تتمدد مطالبهم وتتوسع أديانهم على حساب الإسلام الذي سوف يتقلص وينحسر، هذا وقد حاور الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى والمشركين قبل حوالي 14 قرن وبين الله حالهم وأعطانا قاعدة فيهم حينما قال : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) فهل سوف يقتنعون بالإسلام حينما نحاورهم بغير قصد الدعوة إلى الإسلام ؟ إذا القصد من الحوار هو الدعوة للإسلام .

*هل نجح حوار الأديان المستمر وعلى أعلى المستويات؟ 

- إذا كنا نقصد العمل المؤسسي في حوار الأديان من خلال الحكومات فمن رأيي أن الحوار قد فشل على أعلى المستويات وذلك لأن الحوار هنا ليس له قيمة حيث أن الحكومات التي من المفروض أن ترعى هذا الحوار لابد أن تبنيه على قواعد وأسس واضحة بينها لنا الإسلام و أنا أعني هنا الحكومات العربية التي تدين بالإسلام ، حيث انه يجب البدء بالحوار حينما يتوقف أتباع الأديان الأخرى عن التعدي على مقدساتنا وشعوبنا وأعراضنا و هذا ما أشار إليه الدكتور عبد الله النفيسي حينما قال على خلفية مؤتمر حوار الأديان " ليس معقولاً أن تجتزأ آية (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) و تنزلها على هذا الواقع ، القرآن دعا المسلمين للسلم حينما كانوا في حالة السيادة و ليس كما هو الحال الآن ، أن ترفع هذه الآية والأمريكان يهرسوننا في العراق و الصهاينة يقطعوننا في فلسطين و تقول هذه الآية ، فيأتي المفاوض أو المحاور الأمريكي ويقول ها نحن جنحنا للسلم فلنتفاوض وتقول الحكومات لابد أن نتفاوض فهذا إخراج للآية الكريمة من سياقها الصحيح (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) الغرب لم يجنح للسلم فإذا علينا المقاومة" ثم لماذا يدعى جورج بوش إلى هذا المؤتمر ولماذا يدعى بيريز هل هؤلاء علماء في المسيحية أو اليهودية ؟؟ إذاً الخلاصة أن حوار الأديان على المستوى المؤسسي كان عبارة عن مؤامرة و ليس مؤتمر.

لقد جنى الحوار ثمارا كثيرة والحمد لله على الصعيد الفردي لأن الحوار الفردي والذي لا يتمثل بمؤتمرات  واجتماعات رسمية هو الذي يأتي بنتائج والحمد لله لان المؤتمرات والندوات الرسمية فيها العديد من الدعاية الإعلامية التي لا تصل إلى لب ما يريده المستمع من تمييز أي الدينين هو المحفوظ وأي المعتقدين هو السليم، لأن التركيز في مثل هذه الندوات على السياسة العالمية المتمثلة في التقارب بين الأديان وما إلى ذلك.  وليس أدل على ذلك من إسلام عديد من المشاهير واقتناع كثير من حتى الجهات الرسمية في العالم بأن الحل هو الإسلام سيما نظام المواريت أو نظام المعاملات المالية والبنكية والمصرفية والتجارية كما أن حاخاما يهوديا أمريكيا كبيرا أسلم وأقتنع أخاه بذلك جراء حوارنا معه.

الحوار الرسمي أو الذي ترعاه المؤسسات الرسمية هو حوار أشخاص لا حوار أديان ومعتقدات ومن ثم فهو عبارة عن حوار طرشان لا حوار أديان . وبالعودة إلى السؤال  هل نجح حوار الأديان المستمر وعلى أعلى المستويات؟ وأنا هنا أطرح السؤال التالي : هل فشل الحوار ومن المسؤول عن هذا الفشل ؟ نعم لقد فشل الحوار القائم  الآن ولم ينجح نهائيا من وجهة نظري لعدة أسباب منها:

وأنا أقصد هنا الحوار الرسمي أو حوار المؤسسات الرسمية الذي يعقد له المؤتمرات والمنتديات واللقاءات وينفق عليها الأموال الطائلة وأنا لا اعتبر هناك فرقا بين هذه المؤتمرات والمؤسسات   التنصيرية إلا من حيث الاسم  وبعض الديكورات. لأن الطرف الآخر يريد من المحاور المسلم استدراجه للباطل الذي هو عليه او يريد من المسلم التنازل عن بعض الثوابت  الواردة في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .

نعم فشل ولم ينجح لأن أهم ما في الحوار أن يعترف بك الطرف الآخر ولكن الحال عكس ذلك فهم لا يعترفوا بالإسلام أنه دين سماوي ولا يعترفون أن القرآن منزل من الله جل وعلا ولا يعترفون بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.

فشل ولم ينجح لأن الآخر لا يعترف بحق الأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الغربية وغيرها بل نجد أن جميع حقوقهم منتهكة ومغتصبة في الوقت الذي نجد فيه الأقليات غير المسلمة كذلك لا تعترف بالأغلبية المسلمة في بلاد المسلمين ويمكرون مكر الليل والنهار لتحويل بعض الدول التي تدين بالإسلام إلى دول مسيحية.

فشل ولم ينجح الحوار لأن الآخرين لا يريدون من الحوار التعرف على الإسلام والمسلمين بل ليتعرفوا على نقاط الضعف عند المسلمين ليبنوا الخطط لاقتلاع الإسلام من جذوره من نفوس المسلمين وليتمكنوا من وضع الخطط والإستيراتيجيات لتنصير العالم الإسلامي.

فشل ولم ينجح لأن المؤتمرات التنصيرية تعتبر حوار الأديان مرحلة من مراحل التنصير ولا تعتبر أن الحوار مرحلة يجب الابتعاد عندها عن الأساليب القهرية والتخطيط لإجبار الناس من تغيير معتقداتهم.

فشل لم ينجح الحوار لأن الفاتيكان هو من رفع شعر :"أفريقيا مسيحية عام 2000م" وعندما فشل في ذلك مدد الموعد إلى عام 2025م.

فشل ولم ينجح الحوار لأن الفاتيكان وقع اتفاقية أو معاهدة مع الصهاينة عام 1993م اعترف باغتصاب فلسطين  والعلاقة المميزة والفريدة بينه وبين اليهود.

فشل ولم ينجح الحوار لأن البابا يعتبر أن القدس وطن روحي لليهود.

فشل ولم ينجح الحوار لأن المحاور المسيحي يعتبر أن من الأمور التي لا تقبل النقاش ولا الحوار تلك التي تتمثل بالثالوث وبالخلاص وعصمة ما يسمى "بالكتاب المقدس".

فشل ولم ينجح لأن المحاور اليهودي كذلك يعتبر أن ديانته هي الأصل وأنه هو شعب الله المختار وينكر نبوة المسيح عليه السلام كما ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

فشل الحوار بامتياز ولم ينجح الحوار البتة لأن من وثائق البروتستانت والتي لم يتخلوا عنها حتى الآن  في مؤتمر كولورادو عام 1978م إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس المسيحية، وإن النظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً، إنه حركة دينية معادية للمسيحية، مخططة تخطيطاً يفوق قدرة البشر، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز تؤسس حول العالم بواسطة النصارى، للتركيز على الإسلام ليس فقط لخلق فهم أفضل للإسلام وللتعامل المسيحي مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام في صدق ودهاء"!!

من وثائق مؤتمر كولورادو:

"لقد وطّدنا العزم على العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصارى والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي، إن النصارى البروتستانت في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، منهمكون بصورة عميقة ومؤثرة في عملية تنصير المسلمين. ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلى تنصيرهم، وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معاً، بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين". 

"إنه على الرغم من وجود منصرين بروتستانت من أمريكا الشمالية في الخارج أكثر من أي وقت مضى، فإن عدد الأمريكيين الفنيين الذين يعيشون فيما وراء البحار يفوق عدد المنصرين بأكثر من 100 إلى 1، وهؤلاء يمكنهم أيضاً أن يعملوا مع المنصرين جنباً إلى جنب لتنصير العالم الإسلامي، وخاصة في البلاد التي تمنع حكوماتها التنصير العلني"! 

أقول وبصوت مرتفع إن الحملة شرسة على أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملون في الغرب لتنصيرهم وتجنيدهم ليكونوا أعداء لأمتهم وأوطانهم عند عوديهم لذلك قالوا في مؤتمرهم :

"يتزايد باطراد عدد المسلمين الذين يسافرون إلى الغرب؛ ولأنهم يفتقرون إلى الدعم التقليدي الذي توفره المجتمعات الإسلامية، ويعيشون نمطاً من الحياة مختلفاً –في ظل الثقافة العلمانية والمادية- فإن عقيدة الغالبية العظمى منهم تتعرض للتأثر. 

وإذا كانت "تربة" المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير "أرض صلبة، ووعرة" فإن بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم، حيث يتم الزرع والسقي لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصرين"!

* هل يعد استغلال الكوارث الطبيعية وصناعتها أحيانا إحدى وسائل  التنصير :

- "لكي يكون هناك تحول إلى النصرانية، فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس، أفراداً وجماعات، خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية، كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية، كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعي المتدني. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة، فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية .. 

إن تقديم العون لذوي الحاجة قد أصبح عملاً مهماً في عملية التنصير! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلامية قد بدلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري ؛ فأصبحت أكثر تقبلا للنصارى " !

*ما قراءتكم لمستقبل الحوار مستقبلاً؟

- سيبقى الفشل ملازما له لأن الهجمـة الشرسة والقذرة التي تصدر من بابا الفاتيكان نفسه، الذي يدعي الحوار، وهو الذي يطعن في الإسلام ويطعن في شخص الرسول – صلى الله عليه وسلم- وكذلك نرى حاخامات يهود يفتون باغتصاب الأرض والمقدسات وذبح المسلمين رجالا ونساء وأطفالا بل وتدمير كل مقومات الحياة ، ثم يتبجحون ويقولون نريد حوار مع المسلمين وأيديهم م ملطّخة بدمائنا،………..

*لمصلحة من هذا الحوار؟

- عندما يكون الحوار مبنياً على أسس سليمة وقواعد ثابتة مستقاة من تعاليم الإسلام وبشروط دقيقة ذكرتها آنفاً .. فهذا من الطبيعي أن يوجه مصلحة الحوار للإسلام و للمسلمين والحق .. لكن طالما أن الحوار لا يتم بالشكل الصحيح فللأسف هو ضد الإسلام والمسلمين ومجانب للحق والصواب، هذا بالنسبة للعمل المؤسسي في الدعوة .. لكن يختلف الأمر حينما نتكلم عن الجهود الفردية إن استطعت أن أصفها بأنها فردية بشروط أيضا لابد أن تكون واضحة و مبينة أرى أهم هذه الشروط هو كفاية العلم والإخلاص في العمل الدعوي لوجه الله تعالى وغيرها من الشروط الأخرى، في حينها أقول إن هذا الحوار كان لمصلحة الإسلام و المسلمين.

دعني أتساءل هنا :

هل الذين يذهبون إلى مؤتمرات الحوار يتحدثون في الخلاف والاختلاف بين الأديان ؟

هل يملك المتحاورون القدرة والجرأة على فتح ملف الاختلالات العقدية بين الأديان ؟

هل الحوار يهتم بالمسائل الدينية والعقدية أم يتجاوزه إلى قضايا فرعية وحياتيه واجتماعية ؟

هل استطاعت المؤسسات الرسمية المحاورة أو قل إن شئت هل فكرت تلك المؤسسات أو حتى المتحاورون وقف النشاطات التنصيرية في العالم الإسلامي.

هل رصدت الدول التي تشارك في مؤتمرات الحوار هذه أي مبالغ لنشر القرآن الكريم والدعوة إلى الله كما رصدت الكنيسة المليارات لحملات التنصير والوقوف في وجه المد الإسلامي.

* من متابعة جولات الحوار السابقة، هل يتضح أن الآخر راغب بالحوار فعلا؟

- بالنسبة لعوام النصارى واليهود نجد كثيرا منهم يرغب بالحوار فعلا من باب الدفاع عن معتقداته و دينه ، لكن للأسف عرضنا و لا زلنا نعرض على علمائهم و قساوستهم و حاخاماتهم الحوار لكنهم يتجاهلون رسائلنا وبعضهم تحول من عالم في دينه إلى ضال مضل لأتباع دينه حيث أنهم لجأوا لمعسكرات بالية الفكر و بالغة التخلف واختبأوا خلف الكاميرات في قنوات تمولها حكومات الغرب لشتم الإسلام ونشر الصورة الكاذبة المضلة حوله , واتخذوا من الأسلوب الديماغوجي أساساً في مخاطبة أتباعهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتجييشهم ضد المسلمين، حيث أنهم أقنعوهم بأنهم أقليات مضطهدة في الدول الإسلامية و أقنعوهم أن المسلمين محتلين غاصبين ولابد من تحرير هذه البلاد  منهم، هؤلاء للأسف لا يريدون الحوار أبداً. و صدق قول الله فيهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)

*لماذا الآخر غير راغب بالحوار الجاد ؟

- انظر إن شئت إلى كتاب "الجغرافيا السياسية للفاتيكان " ماذا قال يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان:

"الضغط سياسيا ودوليا وكنسيا لغرس الإنجيل في أرض المملكة العربية السعودية ورشقها بالكنائس"

إنني ارفض وبشدة ما يتشدق به بعض الذين يتسللون لواذا لإرضاء اليهود والنصارى ويقولون أننا وإياهم نعبد إلهاً واحدا . فلم يكن المسلم في يوم من الأيام يعبد ما يعبد اليهود أو النصارى اليوم، حيث أن المسلمين يعبدون الإله الخالق الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .

الحوار في نظر الفاتيكان هو كسب الوقت والمزيد من الوقت لتنصير العالم

الكاردينال جان لوي توران: " إنه لا يمكن  إيجاد حوار مع المسلمين طالما  يعتقدون أن القرآن منزّل من  عند الله! "ويقول بنديكت السادس عشر: " يُعلن التراث المسيحي أن الله محبة (يوحنا 4:16) ومن منطلق الحب خلق الكون بأسره، وبحبه أصبح موجوداً في التاريخ الإنساني. ولقد أصبح حب الله مرئيا، متجلّياً كاملا ونهائيا في يسوع المسيح. وهكذا نزل ليقابل الإنسان، وبينما ظل بكونه الله، أتخذ شكل طبيعتنا. وأعطى نفسه لكي يستعيد الكرامة الكاملة لكل شخص ويجلب لنا الخلاص".

تقول الدكتورة زينب عبد العزيز :"وتبقى نقطة الحوار: فمبدأ الحوار كان من ضمن قرارات مجمع الفاتيكان الثاني سنة 1965م، والذي بادر بإنشاء لجنة للحوار مع الديانات غير المسيحية وخاصة مع الإسلام ، وإذا ما طالعنا كافة الإصدارات الكنيسة منذ ذلك الوقت تحديدا وحتى يومنا هذا ، وإذا ما طالعنا تعريف الأسقف فرانسيس أرنزى ، رئيس لجنة الحوار بالفاتيكان ، مرورا بالعديد من الخطب الرسولية وخاصة "رسالة الفادي " الصادرة في كانون الأول عام 1990م ، أو خطاب "حوار وتبشير" الصادر في 20/12/1991م، وهو كما يقول العنوان الفرعي ، عبارة عن "تأملات وتوجيهات متعلقة بالحوار بين الأديان والتبشير بالإنجيل " ، إضافة إلى كل ما يكتبونه كتوجيه للمبشرين أنفسهم ، لوجدنا عبارة واحدة تتكرر بتنويعات متعددة تقول تحديدا: " أن الحوار يعنى فرض الارتداد وقبول سر المسيح" ، و "أن الحوار يستخدم كوسيلة لكسب الوقت حتى تتم عملية التنصير " ، كما يتم تكرار عبارة تحميل مسئولية الحوار والتبشير على كافة الكنائس المحلية ، وعلى كافة أتباعها بوسائل مختلفة، وذلك " من أجل غرس الإنجيل في الثقافات المختلفة  للشعوب"!!.. و يا له من خداع لما يفرضه على الأقليات المسيحية من نفاق في تعاملها مع المسلمين..

البابا حدد في "رسالة الفادي " في البند رقم 55 ، "أن الحوار بين الأديان يمثل جزءا من الرسالة التبشيرية للكنيسة ، فالحوار هو الطريق إلى الملكوت ".. ومن أهم المجالات التي حددها البابا يوحنا بولس الثاني لاستخدامها في مجال التبشير : مجال السياحة ، والوظائف المهنية التي يشغلها المسيحيون ، والتصدي للمهاجرين – وخاصة المسلمون في فرنسا، "الذين يمثلون تحديا للكنيسة" في نظره ، واستخدام الحياة الدولية بمجالاتها المختلفة كالسياسة والاقتصاد والمواصلات الخ (رسالة الكنيسة ) العدد رقم 91 ، وذلك لمواصلة عملية التبشير حتى يتم تحقيق خطة كان يأمل نيافته أن تتم عشية الألفية الثالثة بتنصير العالم بأسره – وفقا لما تم ترتيبه في مجمع فاتيكان الثاني عام 1965م ".

* أي الفرق يجدي معها الحوار اليهود، المسيحيون أم الوثنيون وما الدلائل؟

- أكثر الفرق التي يجدي معها الحوار هي الفرق المسيحية والوثنية أكثر من اليهود. 

*ما متطلبات الحوار الحقيقي؟

ما ذكرته في السابق شقين الأول خاص بالعمل المؤسسي و الثاني متعلق بالعمل الفردي، بالنسبة للحوار من خلال المؤسسات الحكومية لابد أن يكون مبنيا على أسس وقواعد أهمها أن نوقف العدوان على الإسلام بشتى أشكاله ثم نحاور .. و بالنسبة للحوار الفردي لابد أن يتوفر في الداعية ( المحاور ) المسلم  الكثير من الصفات وكم كافي من العلوم الإسلامية المختلفة حتى يستطيع أن يكون محاوراً حقيقيا .

*ما  متطلبات الحوار الحقيقي ؟

-أن يكون المحاور المسلم على ثقافة عالية وذو مخزون عالي بالعلوم الشرعية وأمور دينه .

أن يكون المحاور المسلم على دراية ومعرفة تامة بثقافة وعقائد وكتب ديانات من يحاورهم حتى لا يكون إمعة كما نرى في الكثير من المحاورين وخاصة الرسميين .

أن يكون المحاور المسلم يمتلك من الأدلة والبراهين القاطعة ومن كتب من يحاورهم على زيف معتقدهم ودياناتهم .

أن يمتلك المحاور المسلم الجرأة للتصدي والدفاع عن الشبهات التي تثار أمامه من المحاور الآخر متسلحا بذلك بالعلم الشرعي وكذلك بالعلم الواسع في معتقدات الآخرين.

*هناك حوار من نوع آخر تقومون به أنتم الدعاة ما حصيلة ذلك؟

- نعم الحوار الذي نقوم به يستند إلى أسس ثابتة مبني على احترام الآخر ومستند إلى الدليل القاطع والبرهان الواضح وبذلك نقوم بتفنيد ما هم عليه من معتقدات ومن كتبهم التي يقدسونها .ولله الحمد والمنه لقد اعتنق الإسلام الآلاف منهم بعد أن تبين لهم حقيقة ما هم عليه من ضلال وضياع وفراغ  وتبين لهم أن لا خلاص لهم إلا بالإسلام هذا الدين الذي لم يرتضي الله جل وعلا للبشرية غيره .

*ماذا لديكم من مقترحات لإنجاح الحوار ؟

- أدعو إلى  إنشاء أكاديمية متخصصة بالحوار بعيداً عن الإطار الرسمي. وإنشاء مركز دراسات وأبحاث متخصص بالأديان والعقائد الفرق. إضافة إلى إنشاء فضائية متخصصة بالحوار والإعجاز .وأنا هنا عبر جريدة الراية الغراء أناشد صاحبي السمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني  وصاحبة السمو  الشيخة موزة بتولي هذا الأمر وإيلائه الأهمية المطلوبة لما هو معروف عن دور قطر في مجالات التنمية الإنسانية.

*هل هناك ضرورة لهذا الحوار؟

- عندما يطبق الحوار بالشكل الصحيح ويصبح هدفه واضحا وهو الدعوة للإسلام .. إذاً هو ضروري جداً و هو فرض كفاية على كل مسلم و الدليل قوله صلى الله عليه و سلم ( بلغوا عني و لو آية  ) و هنا التبليغ أمر به  صلى الله عليه و سلم و كلمة عني هي تشريف لكل من بدأ بالتبليغ و لو آية رحمة من الله و تخفيف معاناة العالم مليء الخواء النفسي الذي يعيشه غير المسلمين .

*ما هو حكم الشريعة في الدعوة إلى وحدة الأديان ؟

- هنا لا يسعني إلا أن أضع أمامكم فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء  وبعدها فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأرجو أن تكون هذه الفتاوى النبراس لكل من يدعو إلى ما يسمى بوحدة الأديان.

فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء حول الدعوة إلى  وحدة الأديان:

"إن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم، فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان؛ وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا، محرمة قطعًا، بجميع أدلة التشريع في الإسلام، من قرآن وسنة وإجماع"..

"ومما يجب أن يعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام، واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ولكن ذلك لا يكون إلاّ بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام، وذلك للوصول إلى قناعته بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران: 64]. 

أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، ونقض عرى الإسلام، ومعاقد الإيمان، فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون، والله المستعان على ما يصفون، قال تعالى: {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ} [سورة المائدة: 49].. (فتاوى وبيانات مهمة للجنة الدائمة للفتوى بالسعودية ـ دار عالم الفوائد الطبعة الأولى 1421هـ).

قال الشيخ ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ: "قد يُسمع ما بين حين وآخر كلمة "الأديان الثلاثة"، حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة؛ كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة! ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلاّ كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار". (خطبة يوم الجمعة، 15/1/1420هـ. نقلاً عن رسالة "دعوة التقريب بين الأديان" 1/32.