حوار مع الشاعر المصري حسن شهاب الدين
حوار مع الشاعر المصري حسن شهاب الدين
كشف عن خجله من مواجهة الجمهور ...الشاعر
المصري حسن شهاب الدين للوكالة: أنا الأمير غير المتوج في قلوب الناس،والصحافة
الثقافية في مصر لاتهتم بالشأن الأدبي
وكالة أنباء الشعر/ القاهرة/ ولاء عبد الله
فيه من كبرياء النيل ماتنحني له القصيدة اجلالا فتنساب نيلا ثانيا في روحه، يختزل في مسافات انثيالاته الشعرية سماوات تدلت من جنان الكلمة فصاغها ابداعا لامثيل له، إنه الشاعر المصري حسن شهاب الدين احد فرسان الشعر العربي الذي استطاع عبر منجز شعري مشرق أن يجسد حضورا فذا، مازالت امتدادته متواصلة عبر اصدارات جديدة تؤكد مالهذا الشاعر من اصرار مبدع أصله ثابت وفرعه في السماء..كانت له مؤخرا اطلالات مطرزة بالحب عبر مشاركته في النسخة الثالثة لمسابقة أمير الشعراء، وكالة أنباء الشعر التقت به في حوار خاص حول تجربته الشعرية وما قدمته له مسابقة أمير الشعراء...
-في البداية نود الحديث حول تجربتك الشعرية وكيف كانت البداية؟
الحمد لله كانت بدايات موفقة وان كنت بدأتها متأخرا جدا فقد كانت البداية في كتابة الشعر مع السنة الأولى الجامعية، اذ فزت بجوائز كثيرة ومثّلت مصر في مهرجان الفاتح من سبتمبر، وفي تونس، وحصلت على المركز الاول لثلاث سنوات في مسابقة الشعر التي
وحصلت على المركز الاول لثلاث سنوات في مسابقة الشعر التي تقيمها جامعة عين شمس، فمنذ بدايتي مع كتابة الشعر كنت في مراتب متقدمة بين زملائي في الجامعة، وخارجها أيضا ففي عام 1998 حصلت على جائزة أفضل شاعر مصري في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة، كما حصدت جوائز نادي القصيد أربع أعوام متتالية، وحصلت على جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في مسابقة الشعر والشاعر في 2001 ، وفي 2007 حصدت جائزة المسابقة الشعرية لاختيار حلب عاصمة للثقافة العربيه2007، ثم توج كل ذلك بدرع لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء وبالتالي فإن هذه الجوائز التي أحصدها والتي حصدتها تؤكد أني رغم بدايتي المتأخرة إلا أني كنت موفقا.
-مشاركتك في مسابقة أمير الشعراء في دورتها الثالثة ما الذي قدمته لك؟
كانت أبو ظبي بحق تجربة رائعة، أهدتني قلوب محبي الشعر ونلنا شهرة أكبر داخل مصر وخارجها في كل الوطن العربي، حتى أصبحت الأمير غير المتوج، ولابد من إرجاع هذا الفضل إلى القائمين على مهرجان أمير الشعراء الذين قدموا للشعراء الكثير من الهدايا المعنوية أهمها متابعة الجمهور لنا فقد أعادت متذوقي الشعر إلينا وأخرجت مجموعة جديدة منهم من خلال متابعة البرنامج وقد توج ذلك كله بدرع لجنة التحكيم وهو شيء أفتخر به وأعتز، لذا فإني أشكر إدارة المسابقة والقائمين عليها لما قدمته لنا من كروت تعارف كثيرة مع الجمهور العربي وقد كسبت بالفعل قلوب الكثيرين ممن لا أعرفهم ولا يعرفوني من خلال هذه المسابقة التي توجتني على قلوب الجمهور وينطبق على أبو ظبي وإدارة الجائزة بيت الشعر القائل:
ونكرم ضيفنا ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث صار
وهذا فعلا ما قامت به المسابقة، إضافة إلى هذا فأود أيضا أن أثني على وكالة أنباء الشعر وأن أشيد بدورها المتفرد والرائد في تقديم المادة الخبرية الشعرية والثقافية حتى صارت وجهة كل من يبحث عن الجديد في هذا المجال.
-ما هي رؤيتك لمسابقة أمير الشعراء في نسخها الثلاث الماضية..وما الجديد الذي يمكن أن يقدم..؟
التجربة كانت وليدة في السنة الأولى وبدأت أقصى نضجها في العام الأخير، ولابد من الإشادة بنقاد ومحكمي المسابقة، وأود أن أقدم لهم رسالة سريعة فأقول، ان النقد الذي كنتم تذيعوه عقب القصائد أصبح مادة للحياة، فقد خرجوا بالنقد من برودة المصطلحات حتى أصبح خبزا يوميا على موائد الناس.
فمن خلال تجربتي مع المسابقة أؤكد أني صرت بعدها نجما شعريا على مستوى الوطن العربي.
-هل كان هناك ثمة انتقادات موجهة للمسابقة؟
على العكس فقد كانت مسابقة متكاملة من كافة النواحي.
-ماذا عن التصويت وقد لاقى اعتراضا من عدد من الشعراء مؤكدين أنهم لولا التصويت لفازوا باللقب، وهل كان التصويت عاملا مؤثرا في عدم حصولك على اللقب؟
التصويت يختلف قدره ونسبته باختلاف ثقافات الشعوب وقدراتهم المادية وأنا طبعا اعرف حقيقة الوضع المادي للشعب المصري، ففي الغالب يصوت الجمهور لأبناء أوطانهم لكن أسعدني أني رأيت جمهورا من كافة أنحاء الوطن العربي يصوت لصالحي، أما بالنسبة للتعليقات حول مسألة التصويت وإضرارها بالشعراء فأنا أرى أنها على العكس لها كبير الأثر في تقريب هؤلاء أكثر بالشعر وبدائرة الشعر والشعراء، ومن ثم فهي تخلق جيلا جديدا من متذوقي الشعر وبالتالي فإن هذه التجربة مع التصويت يكون لها كبير الأثر على عكس ما يقال.
-قال البعض لقد ظلم حسن شهاب الدين في هذه المسابقة.. فهل ترى فعلا أنك ظُلمت؟
أنا نلت من الشهرة ما يعوضني عن أي شيء، ولم يكن باقيا سوى المبلغ المالي وهذا ليس مشكلة فأنا أكتب الشعر ليس لأجل المادة، وأرى أني حصلت على ما أريده وأكثر في هذه المسابقة وان كنت لم احصل على اللقب فعليا، فقد حصلت عليه معنويا.. وأرى فعلا أني الأمير غير المتوج في قلوب الناس والجمهور، وقد تمهلت حتى نضجت المسابقة فلم أسارع إليها في النسختين الأولى والثانية حتى تصل إلى نضجها، فأنا أهتم بشعري ليس إلا ولم أتعرض للظلم في المسابقة ويكفي ما عرفته بأن قصائدي التي أرسلتها قبل المسابقة نالت أعلى درجة في الفرز الأولي.
-ماذا عن علاقتك بزملائك من الشعراء المشاركين لك في المسابقة؟
كان من أفضل ما في المسابقة لقاؤنا بشعراء من كل الدول العربية، وتعرفنا على تجارب بعضنا البعض ومن المؤكد أننا كلنا استفدنا، وقد كان معي في نفس المجموعة الشاعر العراقي عمر عناز الذي فاز مؤخرا بالمركز الأول في مسابقة دبي الثقافية وأستغل الموقف لتقديم التهنئة له فقد كنا سويا في نفس الحلقة وصرنا أصدقاء، وهو من الشعراء الرائعين وكنا قد اتفقنا خلال المسابقة أن فوز أحدنا هو فوز للأخر.
-خلال المسابقة كانت هناك العديد من الملاحظات حول إلقائك ومما قيل أنك بحاجة إلى تعلم فن الإلقاء فما تعليقك؟
أنا فعلا لدي مشكلة، لكن ليست في الإلقاء إنما في مواجهة الجمهور، فأنا لا اعرف مواجهة الجمهور وأخجل جدا من ذلك لذا كنت أسرع جدا في القصيدة الأولى التي ألقيتها وجاءني نقد كثير من زملائي لأن المسابقة جماهيرية ، وأنا اشكر الله أن اللجنة كانت تطّلع على القصيدة في اليوم السابق للمسابقة .
وأؤكد أن خجلي من الجمهور هو السبب وهذا ما لم اذكره من قبل وخوفي هذا أبعدني عن التقدم من قبل، وقد نبهتني زوجتي بان باب التقديم قد فتح أكثر من مرة وأنا أتجاهل ذلك خوفا من مواجهة الجمهور، وقد فكرت مرارا قبل التقدم للمسابقة لنفس ذلك السبب، فالإلقاء شيء من طبيعة الشاعر ليس فيه تعلم ، واذكر أني منذ 10 سنوات لم أحضر ندوات، فلدي خجل من الجمهور وخجل أكبر عند الإشادة بي.
-لديك كتاب تحت الطبع بعنوان "كيف تقرأ قصيدة جاهلية" ما الذي تريده من خلال هذا الكتاب وماذا تقدم فيه ؟
هذا الكتاب باختصار قدمته ليكون حلقة ربط بين متذوقي الشعر وبين الشعر الجاهلي، فهو يعمل على تقريب المسافة بين القارئ العادي والشعر الجاهلي، وقد حاولت خلاله العمل من خلال فرض سؤال هام وهو كيف أعيد القارئ للشعر الجاهلي، وبدأت خلاله تحديد العوائق التي تحول بين القارئ وبين الشعر وهي المسافة الزمنية، الألفاظ الصعبة، طرق التعبير، وغيرها ثم بدأت أذلل العقبات من خلال أفضل ما يمثل الشعر وأتمنى أن يكون هذا الكتاب إضافة جديدة للمكتبة الثقافية والشعرية العربية فأنا أحاول تقريب جماليات هذا الشعر للناس.
- نود أن نتعرف على رؤيتك للواقع الشعري وكذا المشهد الثقافي العربي؟
بالنسبة للشعر فإن هناك حالة من الرواج الشعري واضحة جدا، فقد ظهر الكثير من الشعراء على الساحة الشعرية وان كانوا ليسوا جميعا على مستوى جيد لكن هناك تنوع، وهذا التنوع والتجدد دليل غنى فنجد شعر عمودي ، تقليدي، حديث، حر، نثري وهذا كله إثراء للحركة الشعرية فكثرة الشعراء والمسابقات يفرز شعراء متميزين ويظهر من هذا الكم الكبير شعراء متميزون وجيدون يثرون الواقع الشعري.
أما بالنسبة للمشهد الثقافي فاني أرى أن الانترنت أصبح من أهم وسائل إثراء هذا المشهد، فمن خلاله نتابع الحركات الثقافية في كل دول العالم وليس الوطن العربي فحسب، وقد رأينا المجلات والجرائد والصفحات الأدبية بالصحف وهذا كله إثراء للمشهد الثقافي، ورغم كل ذلك إلا أني لدي تعليق بسيط حول الصفحات الأدبية في الصحف المصرية وكذا المجلات الأدبية المصرية، فالصحافة الأدبية في مصر رغم اتساع المشهد الثقافي بشكل كبير إلا أنه ينقصها الكثير والكثير وتغفل الكثير من الفاعليات وليس لها اهتمام بالجانب الثقافي والأدبي في حين نجدها تفرد العديد من الصفحات للفن والفنانين.